شبوة برس – خاص
كتب الباحث الأمريكي كريستوفر بالير جيرال، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الدولية، مقالًا تحليليًا تناول فيه مستقبل الوحدة اليمنية ومفهوم "حل الدولتين" كخيار واقعي يعيد رسم المشهد الجنوبي والشمالي بعد ثلاثة عقود من فشل الوحدة.
وأوضح جيرال، في مقاله الذي أطلع عليه محرر "شبوة برس"، أن جنوب اليمن، أو ما كان يُعرف رسميًا بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، شكّل تجربة سياسية فريدة في التاريخ العربي الحديث، إذ كان أول دولة ماركسية في العالم العربي، نشأت من رحم الاستعمار البريطاني ومن تفاعلات الحرب الباردة، وسعت لتأسيس نموذج اشتراكي حديث قائم على العدالة الاجتماعية والمساواة.
وأشار الباحث إلى أن الجنوب، رغم إصلاحاته الاجتماعية والاقتصادية، واجه اضطرابات سياسية وصراعات داخلية وخارجية، قبل أن يُجبر على الدخول في وحدة مع الجمهورية العربية اليمنية عام 1990، وهي الوحدة التي سرعان ما انهارت بسبب غياب العدالة وتقاسم السلطة والثروة، مما فجّر شعورًا متزايدًا بالتهميش لدى الجنوبيين.
وأضاف أن فشل مشروع الوحدة وما تلاه من حروب وهيمنة شمالية، أعاد إحياء فكرة "حل الدولتين"، ليس من منطلق الحنين للماضي فحسب، بل كخيار عملي ينسجم مع الواقع السياسي والعسكري القائم اليوم. ويرى جيرال أن المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي يجسّد هذا التوجه نحو استعادة دولة الجنوب العربي، بدعم من شراكات إقليمية قوية مع الإمارات والسعودية ودول الخليج.
ويختتم الباحث مقاله بالإشارة إلى أن طرح "حل الدولتين" يعكس التوازنات الجديدة في المنطقة، ويعيد الاعتبار لإرث الجنوب العربي وتطلعاته في بناء دولة مستقلة قادرة على المساهمة في استقرار المنطقة وأمن البحر الأحمر وخليج عدن.