الحرب ضد الحوثي.. الجنوب بين كلفة التحالف وضياع القضية

شبوة برس – خاص

قال الكاتب الصحفي "لطفي الداحمة" إن الحرب ضد جماعة الحوثي لم تعد مجرد معركة بين حكومة وميليشيا، بل تحولت إلى ساحة تتقاطع فيها المصالح الإقليمية وتُعاد عبرها صياغة موازين القوى، حيث يخوض كل طرف الصراع وفق حساباته الخاصة لا بدافع المبدأ أو الدفاع عن الوطن كما يُروّج له.

وأوضح الداحمة في مقاله الذي تلقى محرر "شبوة برس" نسخة منه أن التحالف الإقليمي ينظر إلى الحرب باعتبارها وسيلة لتأمين النفوذ وحماية المصالح، أكثر من كونها معركة لاستعادة الدولة اليمنية، بينما تحاول الحكومة المعترف بها دولياً الحفاظ على ما تبقى من شرعيتها وسط انقسام القوى الميدانية وتعدد الولاءات.

وأشار الكاتب إلى أن الجنوب هو الخاسر الأكبر في هذا المشهد المعقد، إذ تراجعت قضيته الوطنية إلى الهامش بعد أن كانت مشروعاً مركزياً تبناه المجلس الانتقالي الجنوبي، ليتحول الأخير من فاعل سياسي رئيسي إلى مجرد ورقة تفاوضية ضمن لعبة إقليمية لا يملك التحكم في مسارها.

وأكد الداحمة أن الحرب لا تعيد الدولة بقدر ما تعيد توزيع مناطق النفوذ، وأن الجنوب يدفع أثماناً باهظة باسم الشرعية والتحالف ومواجهة الحوثي، فيما تبقى قضيته العادلة معلقة بين صراعات لا تمثله ولا تعبّر عن تطلعاته نحو التحرر والاستقلال.