"يا جماهير شعبنا اليمني": اليمننة السياسية للجنوب في خطاب عبدالفتاح إسماعيل
*- شبوة برس – خاص عدن
في تحليل نقدي للخطاب السياسي في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، يتناول الدكتور "عبد يحيى الدباني" العبارة الشهيرة التي كان يرددها الرفيق "عبدالفتاح إسماعيل" أحد أبرز مؤسسي الحزب الاشتراكي الحاكم ورئيس دولة الجنوب سابقًا، وهي: "يا جماهير شعبنا اليمني".
يشير "الدباني" في موضوع أطلع عليه محرر "شبوة برس" إلى أن هذه العبارة كانت حاضرة في كل خطاباته ومقالاته، لكنها تطرح تساؤلات حول الجهة المخاطبة فعليًا، إذ لا يمكن أن يقصد بها كل الشعب اليمني الذي يشمل الشمال والجنوب، ولا يمكنها أن تعكس الهوية السياسية المستقلة للجنوب، الذي كان يحمل اسم "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" آنذاك. ويوضح أن استخدام هذه التسمية يعكس محاولة فرض "اليمننة السياسية" على الجنوبيين، بدلًا من الاعتراف بهويتهم المستقلة، وكان يمكن أن يقتصر الخطاب على "شعبنا في الجنوب" أو "شعبنا في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" لتوضيح الانتماء السياسي والجغرافي.
ويضيف "الدباني" أن هذا التوجه لم يكن وليد فترة "عبدالفتاح" فقط، بل بدأ مع الجبهة القومية التي فرضت الهوية اليمنية على "الحضارم والجنوبيين"، مستغلة المد القومي والوطني، ما ساعد على إخفاء خصوصية الجنوب السياسية وهويته المستقلة. كما ينتقد الدباني استخدام مصطلحات لاحقة مثل "الشطر الشمالي والشطر الجنوبي"، واصفًا إياها بأنها اختراعات سياسية سطحية، لا تتوافق مع أسماء الدول المعترف بها عالميًا، مثل الجمهورية العربية اليمنية في الشمال وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب.
ويختم الدباني بأن الدور الذي لعبه "عبدالفتاح إسماعيل" كان محوريًا في ترسيخ هذه اليمننة السياسية، وهو ما أفرز سياسات الاشتراكية القسرية والإصرار على الوحدة اليمنية التي فشلت في تحقيق استقرار سياسي مستدام، على الرغم من إنجازات الثورة المسلحة ضد الاحتلال البريطاني واستقلال الجنوب وتوحيد الإمارات والسلطنات الجنوبية.