شبوة برس – خاص
تحل اليوم الذكرى السادسة والأربعون لأحداث اقتحام المسجد الحرام في مكة المكرمة، التي وقعت فجر الأول من محرم 1400هـ الموافق 20 نوفمبر 1979، عندما أقدم جهيمان العتيبي ومجموعة كبيرة من أتباعه السلفيين خريجي الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة على تنفيذ واحدة من أخطر الحوادث في تاريخ الحرمين الشريفين.
وبحسب ما رصده محرر "شبوة برس" من مصادر تاريخية موثوقة، فقد تجاوز عدد المهاجمين المائتي مسلح، وتمكنوا من إغلاق أبواب المسجد الحرام واحتجاز المصلين داخله فيهم بقايا حجاج والمعتمرين، فيما اعتلى قناصة الجماعة مآذن المسجد لاستهداف قوات الأمن السعودية المكلفة بحماية المكان المقدس.
واستمرت المواجهات أسبوعين كاملين، بدأت خلالها السلطات السعودية بإجراءات تهدف لتقليص قدرة المهاجمين على الحركة، شملت قطع الماء والكهرباء، قبل أن تنفذ قوات الأمن عملية عسكرية واسعة شاركت فيها وحدات الكوماندوس المتخصصة بمكافحة الإرهاب، وصولاً إلى عملية الحسم التي اكتملت في الرابع من ديسمبر 1979.
وتشير الروايات المتطابقة إلى استخدام قذائف غاز شل الحركة لضخها في أقبية المسجد، وهو ما ساعد في إنهاء المواجهات والقضاء على أغلب عناصر المجموعة، فيما تم القبض على العشرات الذين جرت محاكمتهم محاكمة شرعية أفضت إلى تنفيذ حكم الإعدام في 63 منهم، كان من بينهم قائد المجموعة جهيمان العتيبي.
ووفق تقديرات مؤرخة ومتداولة، فقد أسفرت العملية بمراحلها المختلفة عن سقوط آلاف الضحايا من المهاجمين ورجال الأمن والمصلين، ما جعل من الحادثة نقطة تحول حاسمة في إدارة شؤون الحرم المكي وتعزيز منظومة حماية الحرمين الشريفين في العقود اللاحقة.

