الشرعية بين المفهوم والواقع… كيف انقلب ميزان القوة في الجنوب واليمن؟

الانتقالي… حين يصبح المتمرد جزءاً من الشرعية ويطالب العالم بمعاقبة نفسه

شبوة برس – خاص

اطّلع محرر شبوة برس على التقرير السياسي للدكتورة فيروز الولي، الذي تناول المشهد اليمني والجنوب العربي من زاوية تجمع السخرية السياسية مع التحليل الواقعي لمسار الشرعية، وصعود المجلس الانتقالي الجنوبي، وتحول الموازين في بنية السلطة وأدوات النفوذ.

تبدأ الولي تحليلها من المفارقة الجوهرية في الحالة اليمنية التي تصفها بأنها “كوكتيل سياسي” لا يعرف أحد مكوناته، مؤكدة أن المجلس الانتقالي لم يعد كياناً متمرداً منذ دخوله بقوة في صلب الشرعية القائمة، وأن الحديث عن مطالبات بمعاقبته دولياً يدخل ضمن تناقضات المشهد الذي لم يعد يحتمل تعريفات تقليدية لمعاني سلطة ودولة وشرعية.

وتشير الكاتبة إلى أن جوهر المشكلة يكمن في طبيعة الشرعية نفسها، التي فقدت مركزيتها وباتت موزعة بين أطراف متعددة، بينما الدولة لم تعد سوى “فكرة رومانسية محفوظة في أرشيف الأمم المتحدة”. وتستعرض الولي مفارقة مطالبة بعض القوى اليمنية بفرض عقوبات على الانتقالي، رغم أنه جزء من مجلس القيادة، وهو ما يجعل – حسب وصفها – المشهد أقرب إلى “عقوبات يوقعها طرف على نفسه”.

المحرر يلفت الانتباه إلى الفقرة الأهم في التقرير، والتي تقول فيها الولي إن “اليمن يحتاج إلى الاعتراف بالواقع لا الدوران حوله”، مشيرة إلى أن البلاد مقسمة فعلياً، ولا يمكن جمعها بخطابات سياسية. ويعتبر محرر شبوة برس أن هذه النقطة تحديداً تمثل خلاصة النقاش الدائر حول مستقبل الجنوب العربي، باعتبار الاعتراف بالحقائق الميدانية والسياسية هو المدخل الوحيد لصياغة اتفاق واقعي ينهي الفوضى ويعيد تشكيل العقد السياسي.

التقرير يطرح رؤية للخروج من المشهد المرتبك، تقوم على اتفاق جديد يعترف بسيطرة الانتقالي جنوباً والحوثي شمالاً، وتحويل دور التحالف إلى ضامن لا قائد حرب، إضافة إلى إدارة مستقلة للموارد، وقيادة أمنية مشتركة، ومسار تفاوض واضح نحو الفيدرالية أو الانفصال، وصولاً إلى استفتاء جنوبي بإشراف دولي يحسم الخيارات المستقبلية.

وتختتم الولي بأن الدولة في اليمن تحولت إلى “فكرة شعرية”، وأن تجاوز هذا الواقع يحتاج إلى شجاعة الاعتراف قبل أي مشروع آخر.

#دولة_الجنوب_العربي