حزب الإصلاح اليمني: الهروب من هزيمته في الجنوب إلى بوابة حل الدولتين في فلسطين

2025-12-17 13:45
حزب الإصلاح اليمني: الهروب من هزيمته في الجنوب إلى بوابة حل الدولتين في فلسطين
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس – د حسين لقور بن عيدان

لم يجد حزب التجمع اليمني للإصلاح، بعد انكشاف عجزه وهزيمته السياسية في الجنوب، سوى القفز إلى ملف فلسطين بوصفه مخرجًا أخلاقيًا وإعلاميًا، لا موقفًا مبدئيًا. فبدل مراجعة أخطائه وفشله في إدارة معارك الداخل، قرر تصدير خطاب جديد يُرضي العواصم الغربية ويستجدي الشرعية الدولية تحت لافتة حل الدولتين.

من لندن، يعلن أمين عام الإصلاح دعم حل الدولتين بين فلسطين وإسرائيل، ويؤكد الالتزام بالمبادرة العربية، ويذهب أبعد من ذلك حين يشكر دونالد ترامب على ما سماه حلًا في غزة وحشدًا للدعم الدولي. هذا الخطاب لا يعكس تطورًا سياسيًا بقدر ما يكشف انتهازية مكشوفة: تكييف الموقف وفق اتجاه الريح الدولية، ولو على حساب ثوابت ظلّ الإخوان يزايدون بها عقودًا.

الأخطر في التصريح هو إدانته لهجمات أنصار الله في البحر الأحمر وعلى إسرائيل، واعتبارها استدعاءً للعدوان على اليمن. هنا يتضح التحول الكامل: فلسطين لم تعد من النهر إلى البحر، بل ورقة ضغط تُستخدم لتلميع صورة الحزب لدى الغرب، وتقديم نفسه كقوة مسؤولة تُدين أي فعل خارج حسابات القبول الدولي حتى لو كان في سياق صراع إقليمي مركّب.

بهذا، انتهى في قاموس الإخوان زمن الشعارات الكبرى. لم يعد التحرير هدفًا، بل حل الدولتين بوصفه جسر عبور سياسي. ولم تعد القضية الفلسطينية مبدأً جامعًا، بل أداة توظيف تُستحضر عند الحاجة وتُطوى عند أول اختبار. إنها محاولة للهروب من هزيمة الداخل إلى مسرح الخارج، ومن فشل الجنوب إلى بيانات لندن.

د. حُسَين لَقْوَّر بَن عِيدان