حضرموت بين هيبة القبيلة وعبث الكيانات العنصرية
شبوة برس – خاص
حذّر الناشط والسياسي الحضرمي أنور بن حسينون، نجل الشهيد صالح بن حسينون، من خطورة إعادة إنتاج تجارب قبلية فاشلة في حضرموت، مؤكدًا أن ما شهدته المحافظة في تجربة ما عُرف بـ«حلف الهضبة» لم تعرف له مثيلًا لا في تاريخها الحديث ولا القديم من حيث حجم الفتنة وآثارها السلبية على النسيج القبلي والاجتماعي.
وأوضح بن حسينون، في تدوينة نشرها على صفحته بموقع فيسبوك، ورصدها محرر شبوة برس، أن حلف الهضبة انتهى عمليًا إلى الفشل، وكانت نهايته واضحة المعالم، إلا أن الأخطر – بحسب تعبيره – تمثّل في تأسيس كيان قبلي جديد يسير على النهج ذاته، ليواصل مسار الإخفاق ويقدم صورة مشوهة عن القبيلة الحضرمية، ويعكس عقلية إقصائية لا تقبل الرأي الآخر، ما أساء إلى حضرموت وأبنائها.
وأشار بن حسينون إلى أن ما جرى لم يكن دفاعًا عن القبيلة ولا عن مصالحها، بل أدى إلى تشتيت لحمة القبائل الحضرمية وتمزيق وحدتها، محمّلًا قيادة حلف الهضبة، وعلى رأسها عمرو بن حبريش، مسؤولية توظيف القبيلة في صراعات ضيقة تخدم طموحًا أنانيًا ومجدًا شخصيًا بحثًا عن الجاه والمنصب والمال، على حساب الاستقرار الاجتماعي والمكانة التاريخية لحضرموت.
وشدد الناشط الحضرمي على ضرورة إعادة الاعتبار للقبيلة ومنحها مكانتها الطبيعية في المجتمع، ولكن خارج أي كيان عنصري يُتخذ من اسمها غطاءً لمشاريع شخصية أو سياسية، مؤكدًا أن تكرار التجربة بالطريقة نفسها لن يؤدي إلا إلى فشل جديد.
ودعا بن حسينون إلى إنهاء ما وصفه بالمزاجية القبلية، وإعادة الاعتبار لدور الدولة ومؤسساتها، موضحًا أن أي حلف قبلي ينبغي أن يكون واجهة اجتماعية فاعلة ومساندة، لا كيانًا سياسيًا يتدخل في ملفات حقوقية وسيادية معروفة الجهة والإطار.
وختم بالقول إن تجربة الهضبة كانت قاسية ومؤلمة على حضرموت، ولهذا يجب ألّا تتكرر مرة أخرى تحت أي مسمى، حفاظًا على وحدة المجتمع الحضرمي وصونًا لتاريخه ومكانته.