ما يهم الجماهير الجنوبية قبل كل شيء هو أرضها وحقوقها الوطنية، لكن لا يقل عن ذلك أهمية حياتها اليومية، وأمنها، وكرامتها، ومستقبل أبنائها.
من هنا، فإن المسؤولية تفرض على الجميع أن يوجّهوا خطابهم وجهودهم نحو ما يمس حياة الناس مباشرة، لا نحو معارك جانبية استنزفت الجنوب طويلًا.
الجماهير الجنوبية ليست معنية بمآلات من اختاروا الذل لأنفسهم في اليمن الأسفل ولا غيره من اليمن، ولا بمثقفيه أو سياسييه الذين اصطفوا، بلا خجل، إلى جانب من يضطهدهم، ثم مارسوا أبشع أشكال التنمر والتحريض ضد شعب الجنوب. تلك حالتهم، حالة وعي مشوه لا شأن للجنوب بها.
ليس من المنطق ولا من العدل أن يُطلب من شعب الجنوب تقديم المزيد من الوقت والتضحيات من أجل قوم أدمنوا الخنوع، وكلما سنحت لهم الفرصة شهروا سكاكينهم في خاصرة الجنوب. مصير أبنائنا لا يمكن أن يُربط بمن لا يؤمن إلا بطعننا عند أول منعطف.
الجنوب اليوم مطالب بالتركيز على نفسه، على إنسانه، على دولته القادمة، وعلى كرامة شعبه.
الجنوب أولًا… ودائمًا.