موضة الإقليم الشرقي

2013-10-10 04:57
موضة الإقليم الشرقي

من تجليات  مؤتمر الحوار  الوطني فكرة انشاء هيئه عابرة للأقاليم  التي ابتدعها الاستاذ جمال بن عمر(صحيفة  الأولى العدد824 في  25/9/2013) وتلتها موضة الاقاليم التي  تفتقت بها اذهان  بعض اعضائه   وأخص بالذكر  جماعة الاقليم الشرقي من  اعضاء  اللجنة  الندية الشمالية الجنوبية  (8 8) المكلفة بحل القضية الجنوبية والتي غير اسمها فيما بعد  إلى اللجنة  المصغرة  نزولا عند  رغبة  أخواننا الشماليين  في  مؤتمر الحوار الوطني  لحساسيتهم من كلمة  ” جنوب “ما يوكد  عدم اعترافهم بالوحدة من الأساس.

 

هؤلاء الذين تبنوا مشروعا خارج  سياق  موضوع القضية الجنوبية  وهو مشروع الأقليم الشرقي بحجة أن هذه المناطق عانت من مظالم خلال  السنوات التي تلت الاستقلال .

 

لقد سبق الاشارة إلى هذا لموضوع عندما طرح مشروع دولة  حضرموت وللأسباب ذاتها وقلنا حينها ان معانات هذه المناطق لم تكن  نتيجة  علاقاتها و وجودها  في اطار دولة الجنوب وانما بالنظام الذي  كان سائدا  انذاك شأنها في ذلك  شأن جميع المناطق , كما أن المتسببين في اغلب  تلك   المعاناة كانوا من ابناء المناطق نفسها و الذين لا يزال اغلبهم احياء  يرزقون.

 

لقد حاول اعضاء  هذا الإقليم أن يجعلوا  أبناء حضرموت في الواجهة في حين أن الاوفيا منهم يدركون أن عليهم واجب أدبي وانساني وأخلاقي   تجاه الجنوب والجنوبيين متى ما ادوه بأمانة جاز لهم بعد ذلك المطالبة بتحديد مصير حضرموت سواء بضمها إلى الاقليم الشرقي أو بمفهوم العصبة الحضرمية أو حتى من خلال عودة السلاطين إذا كان ذلك مطلبا شعبيا على أن تكون تلك الممارسات عبر صندوق الاقتراح.

 

اما بشكلها الراهن لا يفهم منه سوا تمزيق الصف الجنوبي لصالح صنعاء وذلك امام نعيق الخوف على الوحدة من قبل جزاريها اللذين يمارسون  القتل اليومي للجنوبيين استنادا إلى  فتوى حرب عام 94 المسكوت عنها والسارية المفعول  وسيدونها التاريخ في يوم ما بأنها كانت حرب  مشروعة دينيا إذا لم يتم الغاءها واسقاط  نتائجها واعتبار كل الاجراءات  التي تمت بعد الحرب غيرشرعية.

 

 انهم يتباكون  على الوحدة  التي هي صناعة جنوبية بامتياز بعد أن فشل  الجنوبيون في ايجاد من يتوحدون معه بمن فيهم قوى الحداثة ! المطالبة   بالتوزيع العادل  لثروة الجنوب المنهوبة ,  هولاء الذين لم نسمع منهم  صوتا واحدا لا من احزابهم السياسية ولا من شخصياتهم الوطنية ولا من كتابهم في الصحف المحلية يستنكرون التصفيات الجسدية اليومية للكوادر الجنوبية .

 

 نعم لقد توحد الجميع ضد الجنوبيين  في موت الضمير الوطني  والاخلاقي.

 

يقول الكاتب المتميز  طاهر شمسان  في احد مقالاته ” ان منظور القضية الجنوبية بمعطياتها الراهنة لا يقبل تجزئة الجنوب إلى اقاليم ولا يقبل  تدخلات جغرافيا بينه وبين أي من اقليم  الشمال …. الا اذا كان ذلك تكريس نتائج الحرب بواسطة  الحوار… لقد تقاتل  شركاء حرب 1994 في ارحب والحصبة والنهدين وحدة ولكنهم تصالحوا داخل  فريق القضية الجنوبية (صحيفة الشارع العدد 630 في 3 أكتوبر2013)

 

على هولاء أن يدركوا أن حكم شعب الجنوب  دون إرادته يعد نوعا من العبودية لن يرتضيه الجنوبيون كما أنه مخالف للبند الثاني من الفقرة الأولى من ميثاق  الأمم المتحدة  في حق الشعوب في تقرير مصيرها الذي يبدو انه غائب عن الممثل الأممي جمال بن عمر.

 

(أن صراع الجنوبيين مع المنتصر في حرب 1994 هو صراع وجود وليس من اجل جاه أو مكانة ) وعند ما يكون الامر كذلك لا يمكن للجنوبيين الركون على تجمعات بشرية تتنازعها عصبيات ومراكز نفوذ لا تستطيع  أن تبني دولة لابتزازهم باسم الوحدة بقصد استباحة أرضهم  ونهب ثرواتهم وتحويلهم إلى متسولين كما هو الحال.

 

عضو المكتب التنفيذي

لملتقى التشاور لابناء الجنوب في صنعاء