منح جائزة نوبل للسلام للحراك الجنوبي

2012-11-17 12:59

 

منح جائزة نوبل للسلام للحراك الجنوبي

عبدالله احمد السياري

طبعا لن يحصل ذلك ابدا وان حصل فلن يزيد ذلك  الحراك شرفا اوقدرا انما اكتب ما انا بصدد كتابته لابين  بعضاُ من صنوف الظلم والنفاق الدوليين تجاه الحراك الجنوبي العربي واهله  .

وسابين لكم بان سوابق منح هذه الجائزه ومعاييرها تؤهل الحراك-قياسا- لنيل هذه الجائزه طبقا لسوابق ثلاث مختلفه المنحى والاساس  ولكنها كلها تنطبق على الحراك.

ولكن قبل ذلك يجب التنويه ان من بين الست الجوائز "النوبليه" فقط جائزه السلام تمنح من النرويج بينما بقيه الجوائز (الطب والكيمياء والفيزياء والاداب وعلوم الاقتصاد )  تمنح من قبل لجان جائزه من السويد التي هي مسقط راس الفرد نوبل نفسه. ولا اعرف تحديدا لماذا قرر الفرد نوبل ان تكون النروج  هي مكان اتخاذ قرار من سيفوزبجائزه السلام هذه.

وامر اخر بات متفقا عليه عند ذوي الالباب وهو ان  هذه الجائزه-جائزه السلام - تفتقد للحياديه والتقييم السوي ومقصدها  واصلها في الاساس سياسي بحت الهدف منه هو –في المحصله الاولى والاخيره-   دفع الامور السياسيه تجاه الفكر والقرار السياسي الغربي وتلبيسه صفه حضاريه .

وان لم يكن الامر كذلك فقلي بربك كيف استحق الارهابي (حسب قرار المحكمه البريطانيه  ابان الانتداب البريطاني لفلسطين) بنيامن بيجين وانور السادات في (1978) ومن بعدهم  شيمون بيريز واسحاق رابين وياسر عرفات (1994)اقول  كيف استحق هولاء  هذه الجائزه  ان لم يكن  من اجل تمييع القضيه الفلسطينيه وافقارها من استحقاقاتها العادله والباس هولاء لباس حضاري باعطائهم هذه الجائزه المشبوهه .

وقد بلغ التذمر من هذه الجائزه اوجه حين قررت هيئه الجائزه في 1973  منحها لهنري كسنجر اعترافا  –حسب قول هيئه الجائزه - "بعمله في احلال السلام في فيتنام" واعتبر المعلقون  ذلك نفاقا وضحكا على الدقون كون كسنجر كان وزير خارجيه لبلد عملت ما عملت في ارهاب الفييتناميين.  والمعجب فعلا ان الشخص الذي منحت جائزه السلام له في ذلك العام مشاركه مع كسينجر كان لي دوك ذو الفيتنامي الذي كان الوحيد في تاريخ الجائزه الذي رفض قبولها  

وقد نتج عن هذا التذمر تغيير قواعد اختيار لجنه الجائزه

وكمقدمه للعوده الى  صلب الموضوع   اقول- وللمعلوميه -  ان احد اركان اختيار المرشحين والفائزين بهذه الجائزه هي انه  ليس بالضروره انهم قد اتوا بنتيجه باهره في احلال سلام  بل لتشجيعهم  وحثهم على هذا الخط بعد ان راى مانحوا الجائزه ان المرشح  بداء على درب على طريق السلام  ونشر ثقافه السلام  في شعوبهم.(حسب نظر اللجنه طبعا)  وشئ اخر هو ان الجائزه قد تعطى لافراد اوقد تعطى لمؤسسات / منظمات او جمعيات

ساذكر الان معطيات مختلفه ثلاث تؤسس –في نظري- الى استحقاق  الحراك الجنوبي العربي  لجائزه نوبل للسلام وفي هذا ساستعمل ادوات "القياس" و"المقارنه" في استحضاروتحليل  "النهج" و"المقصد" والمخرجات " .

1.     استحقاق "مبداء سلميه الحراك" لنبل مقاصده لجائزه نوبل للسلام  الحاجه العجيبه والغريبه والداعيه للفخر فعلا هو  ان هذه الحركه الثوريه السلميه  التي بدات في 7/7/07  في الجنوب العربي  سبقت كل البلاد العربيه في الاخذ بالمنهج السلمي نحو احقاق  مطالبه  شعبيه في ما بات يسمى بالربيع العربي بسنين و في تونس تحديدا في عام 2010

ورايي في استحقاق هذا المبداء  الحراكي لجائزه نوبل مبني على كون  لجنه الجائزه  ارتات وقبلت ترشيح اخوات واخوان لنا عرب ومنظمات عربيه نشطت في الربيع العربي  لهذه الجائزه  في السنتين الماضيتتن ولم تعر اي انتباه  الى كون الحراك الجنوبي العربي سبقها كلها بسنين

 ومن  الذين رشحوا نستطيع ان نذكر "حركه  6 ابريل" المصريه و  المدونة التونسية لينا بن مهني  والمدونة المصرية إسراء عبد الفتاح و الناشط المصري وائل غنيم   وقد مًنحت فعلا لليمنيه السيده توكل كرمان في عام 2011 لنشاطها في حركه الشباب اليمنيه بل انها اعُطيت هذه الجائزه حتى مع صغر سنها اذ انها اصغر الحائزين على هذه الجائزه على الاطلاق. 

وهنا لابد من التذكير  ان الحراك الجنوبي العربي التزم بالسلميه التزاما حاسما –هذا مع قدره ابنائه على التسلح وحرب العصابات – وحتى بعد مقتل 2000 من اتباعه في حراكهم السلمي وجرح 10000 منهم واعتقال المئات  هذا الى جانب معاملتهم كمواطنيين من الدرجه الثانيه وسلب مواردهم  من قبل حكومه صنعاء. كل هذه الاهوال لم تثنيهم من سلميه ثورتهم.

2.     استحقاق مبداء  "التصالح والتسامح في الحراك " لجائزه نوبل للسلام  هذا مبداء عظيم وظاهره فريده غايه في التحضر والرقي  لم تعط  حقها من الاعتراف والاقرار بسموها ورقيها وينبغي للجنوبيين العرب الفخر والتباهي بها. (بل انني اتوقع ان اطروخات جامعيه ستكتب عنها)

ورايي في استحقاق هذا المبداء  الحراكي لجائزه نوبل مبني على سابقتين وهما اعطاء هذه الجائزه لمانديللا وديكرك  في عام 1993 لارسائهما لمبداء التسامح بين البيض والسود في افريقيا الجنوبيه بعد 34 سنه  من العنف والتمييز واعطيت الجائزه لرئيس الأساقفة ديسموند توتو في 1984 لنهجه المنهج السلمي في التصالح  

وبعد الانتخابات المتعددة الأعراق الاولى  في البلاد ، عين الرئيس مانديلا رئيس الأساقفة توتو لرئاسة لجنة "الحقيقة والمصالحة"، التي حققت في انتهاكات حقوق الإنسان في السنوات ال 34 السابقة. وقد اكد توتو على الصفح والتعاون بدلا من الانتقاما  لظلم الماضي

 وهنا يجب التاكيد ان منجز الحراك الجنوبي في التصالح والتسامح يتفوق على المنجز الجنوب افريقي للاسباب التاليه  (1)  انه حصل بالرغم ان العنف المتبادل بين الفرقاء السابقين كان شديدا ودمويا (2)   مبداء التسامح والتصالح  اقره ابناء  الجنوب في لقاء تاريخي بجمعية ابناء ردفان (وهم احد الاطراف  الذين عانوا الويل من اهوال العنف المتبادل بين الفرقاء السابقين)  في عام 2006   اي حتى قبل ان نشط الحراك  وذلك للتاسيس لديموميته وترسيخه (اي التسامح والتصالح)   بينما بداء ترسيخ مبداء التصالح  في جنوب افريقيا بعد نيل السود مطالبهم (3) الجنوب العربي بلد مسلح ورجاله اشداء ومع هذا قبلوا مبداء التصالح والتسامح باريحيه ورغبه جامحه (4) توطد هذا المبداء اكثر وازداد عنفوانا بعد مرور خمس سنوات من اقراره دون اراقه قطره دم واحده او صدام بين الجنوبيين مما يؤكد على ديمومته دون رجعه.

3.     استحقاق مبداء  "صد ودفع اضطهاد الشعوب" عندالحراك  لجائزه نوبل للسلام. الجنوب العربي بلد كان بلدا مستقلا وذا سياده وعضوا في الجامعه العربيه والامم المتحده وبعد الوحده باربعه  سنوات فقط ارتاى شعب الجنوب ان يستعيد دولته الا انه ارغم على وحده قسريه بحرب ضروس في 1994 ومن ذلك الوقت وافراد  شعبه  يعاملون كمواطنين من الدرجه الثانيه باضطهاد ونظره دونيه  ونهب للموارد على  اعتبار حكام صنعاء ان الوحده مقدسه   وعلى اعتقاد وخلفيه  راسخه عندهم ان دوله الجنوب ما هيالا  فرع عاد  الى الاصل وما اهلها الا مجموعه من العاقين  سياسيا (وعند بعضهم حتى اخلاقيا وروحانيا)

ورايي في استحقاق هذا المبداء  الحراكي  لجائزه نوبل مبني على قياس اخر وهو ان جائزه  نوبل للسلام في 1996 اعطيت مشاركة ل كارلوس بيلو وهوسيه راموس لجهدهما في انفصال شرق تيمور عن اندونسيا (و كانت شرق تيمور تعتبر مضطهده من قبل اندونيسيا)

واقول لاخواني في الحراك –وان مازحا- هونوا عليكم ان لم تُمنحوا جائزه السلام  هذه وعزائكم في ذلك ان المهاتما  غاندي-المثل الفريد والنادر والاعلى -لرجل السلام في التاريخ لم يُعطاها رغم ترشيحه لها لخمسه اعوام متتالي (ه1937, 1938, 1939, 1947 1948)