تضحكني كثيرا عبارة : تاريخ اليمن الحديث .
انها تشبه تماما تلك العبارة المكتوبة عرض باب صيدلية مغلقة طول اليوم ومع هذا تلقى صاحبها كاتب عرض اللوحة : مناوب 24 ساعة !
أما إذا ما اردنا الان ان نؤرخ لأحداثنا خلال الـ 10 سنوات الفائتة فقط عن طريق " حدث في مثل هذا اليوم" ، فإننا – بالتأكيد - سنبدو شعبا محرجا من التاريخ ، ايش نقول :
- في مثل هذا اليوم فر من سجن الأمن السياسي عدد 12 ارهابي والمسامح كريم .
- وفي مثل هذا اليوم دشن الرئيس السابق "صالح " افتتاح أول حقل نفط في صافر ، ومن يومها وهم يتقاسموه ويتصايحوا عليه !
- في مثل هذا اليوم ابصر الجنرال علي محسن "تبة" الثورة ونبع يحميها ، ما قصرش الله يحفظه .
- في مثل هذا اليوم ابصر الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر " البُقع" في حضرموت و"نتع" له جبل لا راسه ! يهنى .
هو مناضل ويستحق رحمة الله تغشاه .
- في مثل هذا اليوم خرج مجاميع من الشبان الى ساحة الحرية بتعز مطالبين برحيل الرئيس صالح .. والحمدلله رحلوا الشباب كلهم ، عدى شباب الأخوان بارك الله فيهم ويعود الفضل في ذلك الى إكثارهم من الإستغفار .. اقول الإستغفار ولا اقول " الإستغفال" .
- حدث في مثل هذا اليوم قارح هز العاصمة صنعاء طير النوم من عيون ساكنيها ثم اكتشفوا ان الحوثي وعيال الأحمر بيتسافطوا بالاربيجي ..!
- وفي مثل هذا اليوم اعلن الشيخ عبدالمجيد الزنداني اختراعا جديدا للقضاء على الفقر ، وللأمانه ماقصرش قضى على كل شيء !
- في مثل هذا اليوم وافقت الحكومة على إنشاء محطة كهرباء مأرب دون ان تنسق مع كلفوت ، ما جعل الكهرباء في اليمن "كلفتة × كلفتة " .
لابد ان اشياء كثيرة من تلك "الشقادف" ستتحول مع الوقت الى تاريخ . المشكلة يحدث ذلك على الرغم من أن تاريخنا مليء بالرموز العظيمة بدء من بلقيس العظيمة وأسعد الكامل والملكة اروى وذمار علي وغزالة المقدشية وأحمد بن علوان مرورا بالقاضي الحوالي والقمندان والمحضار والبردوني ومحمد جمعه خان والجاوي والفضول وهاشم علي ورؤفة حسن وهائل سعيد أنعم ...الخ .
إلا أن جميع هؤلاء الرموز ، مع الأسف ، في الذاكرة الجمعية لليمنيين مجرد موتى ! وهذا تحديدا ماجعل منا شعبا ميت وتاريخ ميت وبلاد في حالة موات مستمر .
الله يخارجنا .
* فكري قاسم