تدمير المؤسسة العسكرية الجنوبية مفتاح عودة صنعاء لحكم الجنوب

2025-05-05 06:41
تدمير المؤسسة العسكرية الجنوبية مفتاح عودة صنعاء لحكم الجنوب
شبوه برس - متابعات - اخبارية

 

لماذا ندعم المجلس الانتقالي الجنوبي؟

 

*- شبوة برس - عدن «الأيام» تحليل:

حرب الخدمات هدفها إضعاف الانتقالي قبل مفاوضات الحل النهائي

للانتقالي أخطاء لكن إنجازاته أكثر ورئيس المجلس ليس دموياً بعكس من سبقوه

> منذ نشأة المجلس الانتقالي اخترنا دعم هذا التكتل السياسي الجنوبي الذي نشأ من رحم معاناة الجنوبيين في العام 2016م لكن دعمنا للمجلس لم يكن في يوم من الأيام مطلقا أو أعمى بل مدروس وقد انتقدنا الكثر من الأخطاء التي رافقت عمل المجلس انتقادات بهدف الإصلاح وليس الهدم.

 

إذا عملنا جردا لما حققه المجلس وما أخفق فيه خلال التسع السنوات الماضية سنجد أنه حقق نجاحات كبيرة وليس صغيرة ففي تسع سنوات استطاع الجنوبيون الصعود إلى منظومة الحكم بكامل درجاتها واستطاعوا بناء قوات عسكرية هي الأقوى في البلاد قادرة علي حماية الجنوب.

 

في الجمعة الماضية دشن المجلس مكتب تمثيل جنوبي في العاصمة الأمريكية واشنطن بعلم ورضي الإدارة الأمريكية وهو أول تمثيل للجنوبيين في عاصمة غربية منذ العام 1990م.

 

قبل ذلك دخل المجلس في مفاوضات في العاصمة السعودية الرياض أفضت إلى اتفاق الرياض لتقاسم السلطة.

 

المحافظون المعينون في المحافظات الجنوبية جميعهم من الجنوب وهذا يحدث للمرة الأولى أيضاً، وباستثناء وادي حضرموت لا وجود لقوات شمالية في الجنوب إلا باتفاق مع المجلس ولغرض محاربة الانقلاب الحوثي، وكل هذه إنجازات لا يمكن أن ننكرها.

 

بالمقابل، هناك إخفاقات في الإدارة أو التعيينات لأشخاص ليسوا ذو كفاءة في المناصب التي يشغلونها، وهناك قصور سياسي مرده للأربعين عاماً الماضية من القحط السياسي الاشتراكي الذي أنتج أجيالا لا تفقه في السياسة شيئا ولا تستطيع مخاطبة العالم وهو أمر لا نستطيع أن نلوم المجلس الانتقالي عليه.

 

لاحظنا في الأيام القليلة الماضية تصاعد الحملة الإعلامية ضد رئيس المجلس شخصياً والمجلس بشكل عام بسبب موضوع الكهرباء وللمواطنين كل الحق في الشكوى والاحتجاج علي تردي الخدمة، لكن المسؤولية تقع علي عاتق الدولة وليس المجلس منفرداً.

 

عيدروس قاسم الزبيدي عرفناه منذ العام 1998م كمقاتل في الجبال واليوم يتحمل الحملة الشعواء ضده بصبر كبير وبضبط نفس أكبر فلم نعرف عنه أنه استهدف أي شخص أو جهة بسبب رأي كتب ضده أو حتى سباب تعرض له وما أكثر ذلك هذه الأيام.

 

لمن لا يعرف شخصية عيدروس الزبيدي فهو مستمع جيد لا ينفعل مهاما انفعل المتحدث أمامه ويستمع بهدوء وقد خابرت قيادة هذه الصحيفة ذلك شخصياً عندما قام رئيس التحرير في أحد اللقاءات الخاصة بانتقاد أعمال المجلس بحدة لكن الزبيدي استمع إليه بعناية وهدوء ووعد بإحداث تغييرات وهو ما تم، بالمقارنة سجل الحكام في الجنوب منذ السبعينيات والشمال منذ الثمانينيات تاريخا أسود فلم يكونوا ليقبلوا بأي نقد مهما كان تافهاً.

 

ما يجب إدراكه أن هناك العديد من المواضيع المهمة للمواطنين مثل الخدمات تستخدم اليوم لتحطيم شعبيه المجلس وإضعافه قبل أي مفاوضات قادمة، إذ كانت الحكومة إحدى بل أهم تلك الأدوات التي ساهمت بفاعلية في تحطيم الاقتصاد والعملة الوطنية بحجة محاربة الفساد دون إيجاد حلول أو بدائل للمواطن.

 

بالمقابل، المجلس مقيد فلا هو يستطيع الانقلاب علي الدولة لأنه جزء منها وسيقوم مثل هذا العمل بعزل المجلس دولياً كمعطل للحل السياسي وسيخسر كل ما بناه خلال تسع سنوات.

 

يثار ضد المجلس قضية الفساد المستشري بين أعضائه لكن الفساد المجمع للكل الجنوبيين في السلطة اليوم لا يعادل 10 % من فساد النخب السياسية في قطاعات النفط والغاز والمضاربة بالعملة الوطنية وفساد المساعدات الإنسانية.

 

تثار أيضاً قضية الجبايات ضد نقل البضائع لكن من يثيرون مثل هذا الأمر يتناسون أن التحالف العربي قطع رواتب الجنود التابعين للمجلس الانتقالي بهدف دمجهم بالوحدات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع وهو أمر كان سيجرد الجنوبيين مجدداً من السلاح فكان لا بد من الجبايات لدفع الرواتب.

 

إن تمسك الجنوبيين والتفافهم حول المؤسسة العسكرية التابعة لهم أمر في غاية الضرورة، فقد لاحظ الجميع أن إحاطات المبعوثين الدوليين للأمم المتحدة كانت تقوم دائما بتجاهل حرب الحوثيين في الضالع ويافع وهي الحرب المستمرة منذ خروجهم من الجنوب في العام 2015م باستثناء بعض الإشارات البسيطة للمبعوث الأممي الأخير جروندبرج في إحاطتين لا غير.

 

هذا التجاهل وسعي العالم إلى اتفاق سلام مع الحوثيين حد الانبطاح لمطالبهم وانخراط المملكة العربية السعودية في عمليه سلام معهم يعطي الجنوبيين انطباعا حقيقيا بأنهم سيكونون ضحية أي اتفاق سلام وأن الحكم سيعود كما كان في صنعاء وسيفرض عليهم التبعية مجدداً.

 

هذا السيناريو لا يمكن تنفيذه إلا بتحطيم القوات العسكرية الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي، لذلك منذ البداية لم تقم هذه الصحيفة بنشر أي انتقادات للمؤسسة العسكرية باستثناء حادثتين فرديتين تمت معاقبة الأفراد فيهما.

 

على الجنوبيين اليوم عدم الالتفات إلى الحملات الإعلامية التي تستهدف أي قيادات جنوبية وليس عليهم سوى تذكر حالتهم في 2015 وما قبل ليدركوا أنهم اليوم في حال أفضل مما كان، فتلك الحملات لا تهدف إلا إلى كسر شوكتهم وإعادتهم إلى حكم الغير عليهم.

 

نلاحظ حالة ضيق كبيرة داخل المجلس الانتقالي وقياداته من الوضع العام ويتجلى ذلك في التصريحات التي تصدر بين الحين والآخر والتي تتيح للمتابع التقاط فكرة معينة بأن هؤلاء المنضوين تحت المجلس الانتقالي سيفيض بهم الكيل في يوم ما وسنجدهم خارج السلطة في ساحة المعارضة مع الشعب.

 

هناك حاجة ماسة للقيام بإعادة هيكلة المجلس الانتقالي ووضع سياسيات تؤسس للمساواة بين الجنوبيين في الحقوق والواجبات ووضع المؤهلات كشرط لشغل الوظيفة العامة فشعب الجنوب يستحق حياة أفضل مما فرض عليه الآن ومثل هذه الهيكلة ستعزز من التلاحم الوطني الجنوبي ضد كل مشاريع الخارج.