عقبات جنوبية إمام قضية الجنوب

2012-11-26 20:48

 

عقبات جنوبية إمام قضية الجنوب

 

حيدرة ناصر الجحماء

 على الرغم من  الجهود والتضحيات التي قدمها أبناء الجنوب كانت كبيرة وان شعب الجنوب بذل كل ما بوسعه و قدم اغلى ما لدية الدم قبل العرق ولقد طالت معانات الشعب الجنوبي إبتداءاً من الاستقلال عام 67 ولم يستقر ألا فترات بسيطة

كانت أفضلها فترة الثمانينات.. لكنة بعد ذلك دخل في صراعات فقد فيها خيرة الرجال والجميع خسر ولكن خسارة اليوم هي الأكبر.. كونه دخل في وحدة  بدون مشروع يضمن الحقوق وبدون ضمان دولي يرعاها.. وتم التوقيع عليها في نفق مظلم ودخلت اليمن في مأزق وأصبح وضعها  كالبندق الذي تعلق بداخلة الطلقة..

ولم يكن الحال أفضل من سابقة حتى في الشمال مع الفارق أن معانات الجنوب كانت الأشد بالتأكيد بل كان أسوأ بكثير..فبعد أن شعر أبناء الجنوب أن حرب 94 لم تستهدف الحزب فقط بل طالت لتصل إلى كل شرائح المجتمع الجنوبي دون تمييز..لذلك نهض شعب الجنوب من دون قيادات بعد ان شعر أن القوى السياسية الجنوبية بصفة خاصة  قل بصرها وحيلتها واستسلمت للواقع وسيطر عليها الإحباط واليأس مما زاد ذلك في معانات الناس وكثرت الأنات ..

وأمام ذلك كانت المبادرة من الضباط الأحرار المتقاعدين اللذين تم إقصائهم  فبدأوا بتشكيل جمعيات المتقاعدين وكان لفكرة التصالح والتسامح الفضل في رص الصفوف كخطوة ثانية لإنهاء حالة الخصام وطي صفحة الماضي و بعد إعلان التصالح والتسامح الذي قبل الجميع بة .. بدا الحراك السلمي الذي كان من ثمرات التصالح والتسامح  خطواته ومع الأيام تفاعل المجتمع الجنوبي وكانت ساحة خور مكسر البركة والانطلاقة الكبرى.. فشهد الجنوب اكبر مظاهرات وقدمت تضحيات كبيرة وكان من نتائج صمود أبناء الجنوب من خلال النضال السلمي  للحراك الإنجاز كبير الذي تمثل في  الاعتراف بقضية الجنوب داخليا وخارجيا.

وبعد الإعتراف بالقضية الجنوبية بدأت تشكيلات وكيانات وبدأت معها الخلافات بين تلك المكونات لكنها أمر طبيعي يحصل في الحركات الشعبية.. لكن وبعد ان انتصر الشعب الجنوبي لقضيته بدا صراع الإخوة من خلال إدعاءات أحد المكونات بشرعيته  للجنوب وهذا اضر بالجنوب وبنضاله وخلق تصدع في الشارع اضعف معها  المسيرة النضالية للشعب الجنوبي.. وطرحت تساؤلات من قبل الكثير أي شرعية  تلك التي يزعم عنها ذلك المكون للحراك في الوقت الذي هو عبارة عن طرف في الحراك ولا يحق له الإدعاء بشرعية القيادة التي لم تكن منتخبة من قبل الحراك بشكل عام بكل كانت  شرعية بأثر رجعي قبل ثورة الجنوب أسقطها التصالح والتسامح .. وإلى الآن لا توجد قيادة للجنوب منبثقة من حراكه السلمي ومجمع عليها.. عدا بعض المكونات التي إختارت قياداتها لتلك المكونات.. وحان الوقت للحراك السلمي لأن يختار قيادة إنتقالية موحدة من بين كل المكونات في الداخل والخارج.

عندما وجد الحراك لم يكن له قائد ولا حزب ملهم وهو عبارة عن حركة شعبية شاملة ملك لأبناء الجنوب جميع .. والتصالح والتسامح الذي تم بين أبناء الجنوب  اسقط الشرعيات القديمة ورسخ شرعية الشعب الجنوبي للحراك .. والإدعاء بشرعية طرف  عن آخر ودون احترام  لمواقف ابنا الجنوب عامة هو استخفاف   بتضحيات الشعب الجنوبي وممارسة للإقصاء لايختلف عن إقصاء أبناء الجنوب من صنعاء الذي نشكو منة.

إن السقف العالي الذي طرحة أحد المدعين لشرعية الحراك والذي من خلاله استطاع إقناع الكثير بأنة الحريص الوحيد على الانتصار للقضية  مقابل التشكيك بالآخرين  كان بداية للعقدة والخطأ  الجسيم على القضية ذاتها .. وربما كان سبب في أطالت المعاناة وأعاقت تقدم القضية على المستوى الداخلي والخارجي في الوقت الذي الجميع حريصين على انتصار قضية الجنوب ولأكن لكل طرف طريقته الخاصة للوصول إلى الهدف .

لقد كان للمشاريع المطروحة أهداف سياسية كانت عبارة عن رسائل تبعثها القيادات للخارج لتوصلهم إلى قناعات أن الطرح واقعي وحتى يكون له القبول.. لكن لعدم تعاطي الآخرين مع ذلك الطرح المنطقي وتحت إلحاح وضغط الشارع الجنوبي لم يكن أمام تلك القيادات إلا رفع سقف المطالب إلى التحرير والاستقلال.. وبهذه المطالب أعطى قوة للقضية الجنوبية وأنهى جدلاً تسبب في شرخ الصف الجنوبي.

 ان البعض للأسف لايرى في نضال القضية الجنوبية  الا جهدة ولا يقدر جهود وتضحيات الآخرين أكانوا فراد أم جماعات أم مؤسسات إعلامية ومثقفين ومحافظات ومناطق.. وحتى ندلل على ما نطرح علينا أن نلقي نضرة سريعة لدور أسرة  صحيفة الأيام وناشريها ومحرريها وكتابها وفي المقدمة رئيس التحرير الشهيد المناضل المقدام هشام محمد باشراحيل فهو الأب الروحي للجنوب وبوصلة الحراك السلمي وهو من رسم خارطة النضال لشعب الجنوب الثائر ولا يستطيع الجنوب أن يعيد ربع الوفاء لأسرة باشراحيل.. كما نذكر أخوننا في ميدان النضال والصمود في ما لحق بمحافظة أبين البطلة.. أليس ذلك بسبب مواقفها الشجاعة تجاه القضية الجنوبية وقد لايعلم البعض  أن أبين هي أول من أسس جمعية المتقاعدين ولازال البعض يحتفظ بالبطائق وتحمل التاريخ ليثبت السبق.. ومع ذلك يجب الأ تقاس الأمور على هذا الأساس.. فالفخر لمن كان له السبق ويجب أن يتواضع ولا يكون عائق في طريق الانتصار..

 لقد قدم أبناء الجنوب جميعا مواقف مشرفة من المهرة حتى باب المندب وقدمت كل المحافظات كثير من الشهداء من اجل الانتصار للقضية وللإنسان الجنوبي.. وكان اتفاق القاهرة  تاريخي وتقدم مهم أنهى حالة من الجدل في الشارع الجنوبي وقطع الشك باليقين  وأصبحت كل المكونات قد رفعت السقف في مستوى موحد وعلى  الجميع التخلي عن كلمة الرئيس الشرعي والوقوف على مسافة واحدة إمام الرموز والرؤساء السابقين اللذين لانستهين بمواقفهم ويكن لهم الجميع الإحترام والتقدير وعليهم أيضاً كرموز وطنية  الوقوف على نفس المسافة مع كل المكونات الجنوبية والعمل على وحدة الصف الجنوبي والاتفاق على  قيادة موحدة للمرحلة القادمة من خلال مؤتمر جنوبي تجمع خبرة القدماء وطاقة الشباب و سينهض الشارع وتتحرك القوى الصامتة..

والعقبة الأخرى التي تواجه القضية الجنوبية هي موقف أبناء الجنوب في الأحزاب السياسية والسلطة اللذين للكثير منهم مواقف إيجابية تجاه القضية الجنوبية فلابد من تحديد موقف واضح من قضية الجنوب ومن الحوار الوطني. ولهم الخيار في أن يكونوا .. إما في صف الجنوب ولهم الحق في ذلك.. أو التمسك بأحزابهم  وعدم الحديث باسم الجنوب ودخول الحوار من ضمن القوى السياسية وعدم الاقتراب من حصة الجنوب أو الحوار بإسمه.

 وعليهم ترك الحديث عن القضية الجنوبية للحراك السلمي الذي أصبح الحامل  الشرعي للقضية الجنوبية وقدم تضحيات جليلة من اجلها وتبقى خطوات هامة إمام الحراك وكل القوى الجنوبية ، الإعلان الصريح أن تجربة وحقبة الحزب الاشتراكي قد انتهت  ولن يكون لها اي شرعية في شكل الدولة القادمة كمثثل للجنوب ومن حق أعضاء الحزب  إلا اشتراكي بأعتبارهم حاملين للقضية الوطنية الكبرى إذ ما أردوا أن يكون احد مكونات الجنوب في  الخارطة القادمة كيفما كانت فعليهم الخروج من اللقاء المشترك ليكونوا أحد مكونات الساحة الجنوبية.

والخطوة الأخرى والأهم في القضية الجنوبية هي السير باتجاة الحوار الجنوبي الجنوبي لاختيار مجلس انتقالي يسير بالقضية  إلى الاتجاه الصحيح والآمن المنسجم مع طموح وتطلعات وتضحيات الشعب الجنوبي الصامد.. فقد وصلت الأمور والمعاناة إلى حد لم يطاق وبلغت النفوس الحناجر وعلى الجميع أن يتقوا الله في شعب ذاق الأمرين في مختلف المراحل.. و حتى يكون  الأمر واضح نحن لانفرظ وجهة نضرنا على احد .. ولا نكن أي عداء لأي طرف ولا موقف من أي طرف وعلاقاتنا بالجميع حميمة ومتجذرة ..لكن الواجب الوطني والإنساني فرض علينا طرح الحقائق ..رغم علمنا أن الكثير من الشخصيات يدركون ويعلمون ما طرحناه  وأكثر من ذلك لكن يبدو أنهم يتجنبون الحقيقة لأسباب وظروف خاصة بهم حتى لايعاتبهم الآخرين..

 أن المكاشفة اليوم أفضل من السكوت على أمور سيدفع ثمنها الجميع ..وحتى الأشقاء بالشمال  كسياسيين وشعب يعتبر مصارحتهم بحقائق الأمور أفضل من المجاملة والسكوت وعودة إلى تحالف أبناء الجنوب في حرب 94 لم يحل مشكلة وكان له ما يبرره في حينه  وتكرار الأمر والدخول في أي تحالف جديد هو تكرار للخطاء ذاته عام  94وسيبقي الجمر تحت الرماد ويزيد من الأحقاد والتمزق بين أبناء اليمن..ولابد إن يدرك الأشقاء في الشمال إن تفريخ وتأسيس الأحزاب لا يزيد الأمر إلا تعقيد والأحزاب مثل الرز لكنها عجزت وأصابها عقم لأنها تسير عكس التيار وتعيش في زمن قد غادر وما الفراق السياسي في البلد إلا تأكيداً لعدم قدرتها فهي أسست في زمن شطري ولا زالت تعيش بالعقل الشطري والشمولي.

 وعلى القوى الحية في الشمال أن تتقبل الواقع وتعترف به مهما كانت مرارته لان التجاهل سيكون مرارتها إضعاف الإضعاف وسيضيع وطن ويتضرر الجميع.. لقد اتضح أن الشمال على إجماع للتمسك بالوحدة والعض عليها بالنواجذ تحت شعارا الوحدة أو الموت فيما  الجنوب مجمع على رفض الوحدة ورافع شعار الموت ولا الوحدة ومها كانت المراهنة على الخارج لم يصنع نصر تحت وهم مزعوم.

ويجب أن يدرك الطرف الجنوبي الذي يتوهم بعودة تجربته وسلطته وشرعيته المفقودة قبل الحراك السلمي  دون شراكة أبناء الجنوب عامة أنها ضرب من الخيال والسير هكذا هو ضياع للجنوب ولشعبة ولأصحاب تلك الأفكار لكننا نثق آن يتفهم الجميع خطورة وصعوبة المرحلة الذي تتطلب الاتفاق على إيجاد قيادة وطنية جامعة دون إقصاء  وعلى الطرف الجنوبي في السلطة عدم تكرار تجربة 94 ولو بطريقة سياسية وسلمية ويجب أن يعلم أنة غير قادر تمثيل الجنوب دون شراكة الحراك وشعب الجنوب وعلى الأشقاء في الشمال  ترك الرهان على أي شخصيات خارجة عن الإجماع الجنوبي وحراكه السلمي فهو رهان خاسر ولابد من العودة للحق والحوار الجدي والندي.. وعلى الرعاة  الدوليين عدم السير في تشجيع طرف على الإطراف الأخرى  ومصالحهم ستكون في أمان أن عولجت الأمور كما يجب.. أنها لحظة تاريخية إمام اليمنيين والفرصة لا تأتي الإمرة واحدة وتجربة عام 90 وعام 94 لايمكن تكرارها ولن تجدي نفعاً دون الإتفاق على صيغة جديدة يرتضي بها الجنوب كشريك أساسي..