تكتب منشوراً في الفيسبوك عن "الزنداني" مثلا، يدخل الإصلاحيون يشتموك، والمؤدب فيهم يقلك: اتقِ الله ، هذا رجل دين .
تكتب بعده مباشرة منشور عن "الحوثي" ينبع لك نفس الشخص اللي شتمك قبل شويه وأنت تمس صنمه الزنداني ويكتب لك بحرقة المفكود على وطنه: اااه ياوطني ، إلى متى سيستمر هذا الحال ؟!
واضح جدا أن "عبده" متألم مرة على الوطن .
طيب الزنداني رجل دين ما اختلفناش، والحوثي ما هو؟ رجل علوم بحار مثلا؟! كلهم يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله، الفارق أن الأول يقولها بحسب التوقيت المحلي لقطر والسعودية، والثاني يقولها بحسب التوقيت المحلي لطهران وما فيش واحد يصرخ باسم الله بحسب التوقيت المحلي للعاصمة صنعاء، لأن هذه الأخيرة غدت – بالنسبة إلى الكل – ساحة للمعارك و.. الله أكبر.
للأذية المجتمعية مصادر متعددة، أقلها السلاح ، وأخطرها عندما يتحول الدين إلى طلبة الله .ياااو والوحشة .
المتصارعون على "الله" في اليمن، من حوثيين وسلفيين وإصلاحيين لم يسحبوا جلاله وعظمته إلى فاترينات دكاكينهم فحسب، بل أحالوه إلى ذخيرة حية لقتل الناس وترويعهم باسمه . في حين أن اسم الجلالة يستحق أن يكون في محل تهذيب دائم لنوازع الشر لدى الناس.
لاحظوا فقط حجم الدمار الذهني والنفسي والمجتمعي الذي صار عليه اسم الجلالة بسبب شوية الجن ذولا .
الله في المساجد أصبح مضرابة .
الله في الساحات أصبح مجالا للمزايدة وللدجل وللكذب .
الله في الشارع أصبح عينين مفتوحتين لمراقبة أخطاء الناس وسحبهم من شعور رؤوسهم إلى النار؟! الله في البيوت تحول إلى عصى غليظة تبطح أي ضحكة تنط من الشباك لأن كثرة الضحك تميت القلب!! الله في جدران الشوارع أصبح طلاء متفرغا لخصومات السلفيين والحوثيين والإخوان، وهات ياشخاطيط، كل واحد يندف الثاني ويدعوا إلى سبيل ربه بالبندقية وبالموعظة الخشنة!!
المشكلة أننا – كمجتمع منهك – صرنا – وبطريقة مؤذية للحياة نفسها - نلاحق واحد سرق حذاء من المسجد، وننقع أبوه ضرب لوما يختلس جلده ، ونغض الطرف عن هؤلاء اللصوص الذين سرقوا المسجد بأكمله ، وسرقوا علينا (الله ) بكل ما فيه من قداسة ورحمة وإجلال .
* الصحفي فكري قاسم - من موضوع بعنوان : سرقوا الله