فقه القتل وعبودية الموت

2014-05-05 08:46

 

لا بد من الاعتراف بأن غيبيات: الأيمان والكفر، أصبحت برنامج حياة، وعرَّاب دمار، يُراد بها ممارسة عشق الموت بدلاً من حبِ الحياة.

 

بما يعني أننا أمام إشكالية يمكن تسميتها بـ فقه القتل، إشكالية لا بد من الاعتراف أنها أنتجت ثقافة الدم وكرست عند البعض عبودية الموت..!

 

فبالتزامن مع تداعي أصدقاء اليمن من 39 دولة، تداعيهم للمرة الخامسة، بغرض البحث في سُبل إخراج البلد من عنق زجاجة الجوع والفقر، تداعى البعض من أبناءه بحضور قوامه 70% غير يمني، تداعوا للبحث في سُبل كسر الزجاجة فوق رؤوس الجميع بغرضِ بناء أمةَ الموت، على حد وصف أحد الذين نصبوا أنفسهم متحدثين باسم الضمير الجمعي للأمة، إسماعيل هنية، حين قال بضمير القوم: "نحن قومٌ نعشق الموت كما يعشق أعدائنا الحياة".

 

فعشاق الموت ممن تحصنوا وعورة الوديان وآوتهم كهوف الجبال استعدادا للقاء معشوقهم، بمقدورهم قتل عشرات الأبرياء بل والمئات، وبإمكانهم المباغتة بتدمير كل ما تطول أيديهم من مظاهر الحياة الاجتماعية، وفوق هذا وذاك بمقدورهِم إثارة الرعبَ في نفوس النساءَ والأطفالَ والعجزة، ولكنهم لا يستطيعون تغيير واقع.

 

ليس لأنهم أتون من عصورٍ غابرةٍ، اندثرت بفعل محاججات، كتلك التي نسمعها اليوم من (داعش) بحق (النصرة) ومن (النصرة) بحق (داعش) وحسب، وإنما لأنهم يعيشون الظلام، ومُلَثِمِّين وجوههُم بخرقٍ ظلماء.

 

ولأن كل ما يصدر عنهم لا يخرج عن الادعاء : بان السبيل الى الله لن يأتي الا بالجهاد ضد الحياة قتلاً وتدميراً.

 

 مع أنهم يدركون إن كل ما يقومون به ليس سوى رسمٌ في خرائط الطائفية، كما عبر الكاتب الأردني (خيري منصور) "الخرائط تُعَدُّ للإصدار في طبعةٍ جديدةٍ لها خطوط طول وعرض طائفية، أما خط استوائها فهو مرسوم بالدم".. فأياً كان اتساع رقعة الأرض التي يخوضون بها حروبهم العبثية، وإن حزَّموا الكرة الأرضية بالدم، فحالهم كمن يسير عكس الاتجاه في نفق مظلم، وعندما يصل منتهاه سيدرك من تبقى منهم استحالة ان يكون الماضي مسّتقبلاً.

 

 فالصور المنقولة من ارض المعركة قبل خوضها لا تتفق وطبيعة الأنسان في محفد أبين وعزان شبوة، بل عادوا بنا الى تلك الصور التي نقلت عن معارك طالبان في جبال (تورا بورا).. فسيماءُ ما تيسر للكيمراء من الوجوه، البنطال، السترة والعمة أو الطاقية، جميعها ليست يمنية ولا عربية، بل من الواضح إنها بشتونية، مع فارق أن هناك في جبال أفغانستان كانت طالبان، بمواجهة غازي أمريكي وقبله روسي، أما هنا في بلاد الإيمان، فطالبان بجنسياتٍ متعددةٍ تُعدُّ غازية وفي مواجهة جيش وطني يمني.

 

هناك كان الهدف تحرير الأرض وهنا الهدف مقلوب، قد يكون 70% من أصحاب فقه القتل أجانب، كما أكد الرئيس هادي، وقد لا يكونوا، كما نفى القيادي القاعدي قاسم الريمي. أما أنا فأزعم بانهم 100% أفغان وتحديداً (طالبان).

 

 ليس بالانتماء، وإنما بالتكتيك والهدف، فانعزال المجتمع والتخفي وراء سواتر الجبال، لتجهيز طرق ووسائل ارتكاب الجرائم بحق البشرية: القتل غدراً التدمير مباغتةً، والجريمة الأعظم أن هذا السفك للدماء والأرواح يرتكب باسم ديننا الإسلامي الحنيف، الذي أراد المولى جلة قدرته أراد إن يكون اسمه مشتقاً من السلام.

 

وإجمالاً يمكن القول أن يقوم به هؤلاء من حِسبة يرونها جهادية، فمن حيث لا يحتسب البعض منهم، ليست سوى سفكاً لدماء مسلمين، وخوضاً في تدمير مقومات حياة مجتمع مسلم، وسعياً لتجفيف منابع اقتصاد أمة مسلمة.