الكهرباء .. حديث كل عام

2014-06-09 06:08

 

لا يمضي عام إلا و يتجدد الحديث عن الكهرباء, وتطالعنا المواقع و الصحف – باستمرار -  بأحاديث مظلمة , ومستقبل كهربائي مخيف جدا . و تهديدات مستمرة بتفجير فرحتنا بقطع الطاقة المشتراة, و فصل خدماتها عن المواطن, بعد أن فشلت الدولة كلها في توفير تلك الطاقة أو الخدمة ..

 

نعم الخدمة لا المنة .. و بالمقابل تأتي الردود و المسكنات من الجانب الحكومي بالاستعداد التام للصيف القادم , وبأشكال توليدية جديدة .. آخرها توليد الكهرباء بالرياح و بالطاقة الشمسية .. ما نخشاه أن يطل علينا أحد المسؤولين بتقليعة جديدة كهرباء بالموز أو بنكهة النعناع .. و المواطن الغارق في الظلام و العرق, لا يعنيه من كل هذه الفرقعات و الفبركات الإعلامية سوى زيادة عدد من المولدات أو الميجات..

 

أ بعد قرن ونصف تقريباً من اختراع أديسون للمصباح الكهربائي, و أكثر من خمسين سنة على دخول التيار الكهربائي إلى الكثير من مدن حضرموت وقراها.. أبعد كل هذا و نحن مازلنا في أطوار الكهرباء الأولى, ومازالت الكهرباء تزيد الحياة تنغيصاً, وتقف بالمرصاد لكل أفراحنا ومناسباتنا ؟؟؟؟؟

 

فحين تبدأ مراسيم الزواج مثلاً لا بد أن يكون لديك (ماطور ) جاهز للتشغيل في أي وقت.. و الماطور أيضاً عازف أو راقص أو مغنٍ أو منشد ... أساسي في كل سهرات الحناء..

 

وحين تستمتع قليلاً ببرنامج تلفزيوني, أو مشاهدة مباراة ما , تأتي الكهرباء كهادم اللذات و مفرق الجماعات, و تقضي على كل شيء..

 

الكهرباء أيضاً عدو الطلاب الأول , فهي تقف في وجوههم , و على طريق مستقبلهم .. فلا تأتي امتحانات الشهادة إلا في الصيف , و الصيف كما نعرف ( نكّاش ) خاصة للكهرباء.. فهي تنطفئ أثناء مذاكرتهم ليلاً أو تأديتهم للامتحان نهاراً, فتزيد من حدة توترهم و قلقهم النفسي ..

 

معاناة المواطن من الكهرباء مستمرة و على مدى سنوات وسنوات , و تتفاقم كل صيف .. فهل يعني ذلك عجز الدولة عن توفير مولدات جديدة , أو توفير مولد واحد كل عام, أو أن هناك قوى أو جهات مستفيدة, و يعجبها أن يظل الحال على ما هو , و على المتضرر اللجوء إلى أقرب مركز لشراء ماطور, و أضعف الإيمان دستة من الشمع ؟؟؟؟

 

أصبح الماطور الآن شغل الشباب الشاغل, فوالد الفتاة قبل أن يسأل عن الوظيفة و الأخلاق.. يقول : معه شيء ماطور؟؟؟؟

هذا حالنا كل عام , عرق وظلام, وتجارة رائجة للشمع والمواطير, و وعود بالإصلاح و السلام..