وجه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس، إنذاراً شديد اللهجة للمسلحين الحوثيين المنتشرين في محيط العاصمة صنعاء، وحذر من مخاطر الانزلاق في دوامة العنف، ودعا قوات الجيش إلى رفع الجاهزية القتالية تحسباً للأسوأ، مؤكدا تمسكه بخيار الدفاع عن المكاسب الوطنية والمضي لبناء اليمن الجديد والوقوف بكل حزم وقوة عبر اصطفاف وطني عريض للدفاع عن ثوابت الشعب في الحفاظ على النظام الجمهوري والوحدة والنهج الديمقراطي وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار .
وكان هادي يتحدث أمام المشاركين في أوسع اجتماع سياسي حضره أعضاء الحكومة ومجلسي النواب والشورى وقادة الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والشباب، في ضوء التداعيات الأمنية التي خلفتها تظاهرات الحوثيين وقوى أخرى، وقال إن اليمن يمر بمنعطف تاريخي حساس يستدعي الوقوف بكل صدق ومسؤولية أمام التحديات الكبيرة التي تواجهه، وأكد أن "اليمن أمام مفترق طرق فإما أن ننفذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني وتنجح عملية الانتقال السياسي ونمضي بالتالي نحو المستقبل الآمن بخطى ثابتة، وإما أن تنتكس الإنجازات التي تحققت حتى الآن والعودة إلى سيناريوهات الرعب والدمار والاقتتال الأهلي" .
ودعا هادي الحوثيين "إلى مراجعة حساباتهم والنظر إلى الأمور بمنتهى الواقعية والمسؤولية وأن يدركوا العواقب الوخيمة للخروج عن الإجماع الوطني، وألا تأخذهم العزة بالإثم لتدفعهم لتبني ممارسات ثبت فشلها في الماضي والحاضر وبكل تأكيد وثقة ستفشل في المستقبل وتكرارها من جديد لن نحصد من ورائه سوى الكوارث والفوضى وإراقة الدماء" .
وتحدث عن جهود سياسية واسعة لاحتواء الموقف المتدهور ومنها تشكيل لجنة رئاسية خاصة لزيارة صعدة ولقاء زعيم الحوثيين وتشكيل لجنة سياسية ما زالت تمارس أعمالها بهدف مناقشة المصفوفة التنفيذية لمخرجات فريق صعدة وقضايا الشراكة السياسية، من أجل احتواء الموقف والمضي في تنفيذ مقررات الحوار"، مشيراً إلى أن الطرف الآخر تعاطى مع هذه الجهود ببيانات وخطابات متشنجة تفرق ولا تجمع وتهدم ولا تبني .
ودعا هادي جميع الأطراف إلى "تحكيم لغة العقل والمنطق والحوار ونبذ العنف والقوة والتهديد بهما لتحقيق أي أغراض خارج إطار ما اتفق وأجمع عليه اليمنيون"، مؤكداً "احتفاظ الدولة بحقها في استخدام الوسائل المشروعة كافة للدفاع عن المكتسبات الوطنية وحفظ الأمن والسلم الاجتماعي"، وقال "نمد أيدينا للجميع ونفتح باب الحوار السياسي" .
ودعا إلى "بناء اصطفاف وطني واسع لمواجهة التحديات الخطرة والمغامرات المقلقة التي تواجه اليمن في هذه المرحلة" .
وكان المشاركون في الاجتماع أقروا تأليف وفد من 10 شخصيات سياسية للتواصل واللقاء مع عبدالملك الحوثي لتأكيد هذه المبادئ والدعوة للشراكة الوطنية المسؤولة من خلال الحوار والوفاق ونبذ العنف، وتكريس روح الاصطفاف الوطني والالتزام بمقررات الحوار والحفاظ على أمن واستقرار اليمن، وبحث كل ما من شأنه لملمة الصف الوطني وتجنيب البلد ويلات الصراع .
على الأرض، استمرت أجواء التوتر في محيط العاصمة اليمنية رغم توجيه قيادة الجيش اليمني إنذارا إلى المسلحين الحوثيين في إطار مهلة لرفع المظاهر المسلحة والحشود التي نشروها في محيط صنعاء، فيما واصل الحوثيون تنظيم تظاهرات الاحتجاج في العاصمة وبعض المحافظات للمطالبة بإلغاء قرارات رفع أسعار الوقود وإسقاط الحكومة وتنفيذ مقررات الحوار الوطني .