ما يخفيه محسن يكشفه منير

2014-09-21 05:47

 

حين أقرا لمنير الماوري أو اسمع  له حديثا ، سيما حين يكون فريسة حالة من الغضب ،أو الرغبة في الوصول ، إلى غاية مادية أو سلطوية تخرجه عن طوره ،فإني لا أجد قولا يترجم  حالة  سوى المثل القائل (ما تخفيه النساء تظهره البهائم )،أي  إن ما تتحرج النساء عن فعله فيما يتصل بالغرائز خوفا أو خجلا تفعله البهائم دون حيا ودون خوف  لأنها في الأساس لا تعي أفعالها .

 

كذلك هو منير حين يغضب أو حين تغريه شهوة المال أو السلطة  يكشف ويعري   بوعي أو غير وعي ، الوجه الخفي الذي يخفيه دهاقنة السياسة ،و خبثاء التآمر والإرهاب في صنعاء ،وحقيقة نظرتهم إلى كل  شريك جنوبي ،وان كان هذا الشريك قد رهن مصيره ومستقبله بمصيرهم ومستقبلهم .

  

مؤخرا كان لمنير الماوري منشور فيسبوكي موجه ضد وزير الدفاع الجنوبي محمد ناصر احمد قال فيه وبالنص انه (يشهد للتاريخ إن وزير الدفاع الجنوبي محمد ناصر احمد من أشد المخلصين لوطنه الجنوب ،فقد استطاع تدمير جيش الشمال وتفكيكه،والانتقام للجنوب بتسليم الشمال للحوثيين،مضيفا أيضا إن الوزير سيكون ذكيا أكثر لو استطاع الخروج من صنعاء سالما، بعد إن ينتهي تماما من مهتمه المكلف بها  إقليميا ودوليا) انتهى منشور الماوري.

  

دعونا  لا نلتفت إلى تهديدات منير الماوري المبطنة  باعتبارها تفريغ شحنة  حقد ، ولكن لنقف عند حديثه  وطن آخر في اليمن هو وطن وزير الدفاع محمد ناصر احمد ،الذي قال : انه مخلص له ،ما يعني ان الماوري يدرك إن لمحمد ناصر وبالتالي للرئيس هادي ولكل جنوبي مقيم في الشمال مهما علا شأنه وطن آخر في إشارة إلى الجنوب وهو غير الوطن الذي ينتمي إليه الماوري وجماعته.

 

كما يتحدث مستشار الجنرال العجوز عن تدمير وتفكيك الوزير الجنوبي للجيش الشمالي وليس الجيش اليمني ،ما يعني اقتناع الماوري إن الجيش القائم هو جيش الشمال وليس جيشا وطنيا للشمال والجنوب كما كان يقول هو ويقول حزبه وجماعته ناهيك عن اعترافه بظلم الشمال للجنوب عندما قال إن الوزير ناصر بعمله هذا انتقم للجنوب .

 

أحيانا تستطيع لحظة الغضب العابرة  أو قوة المصلحة ان تكشف عن مكنون ما في النفس من نوايا وقناعات مهما استطاع المرء إخفائها ،وفي هذا المنشور الغاضب كشف الماوري عن مفهوم الوطن لديه ،وكيف ينظر إلى شركائه من الطرف الآخر باعتبارهم لاجئين لديه وبأن لهم وطن آخر غير وطنه ،كما كشف عن اقتناعه بأن الجيش القائم هو جيش الشمال فقط وعلى هكذا مفهوم يمكن فهم كيف تفكر نخب الشمال وكيف تنظر للجنوبي بصفته لاجئا ومخربا وفي وطن ليس وطنه  مهما تفانى في خدمته والتضحية في سبيله.