مليونية الصمود حتى النصر.

2014-10-14 07:02

 

تتوجه الأنظار اليوم الثلاثاء صوب عاصمتنا الجميلة عدن وهي تحتضن العرس الجماهيري المليوني في احتفالية الذكرى 51 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، بزخم آخر هذه المرة وبنظرة تختلف عن سابقاتها، فهذه المليونية ولا شك تأتي في ظل متغيرات جذرية شهدتها الساحة المحلية تسارعت أحداثها بشكل دراماتيكي تغيرت تبعاً لها وبها كثير من الأمور على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وكلها في الأخير صبّت لمصلحة القضية الجنوبية، علينا فقط كجنوبيين أن نستغل هذه الظروف والمتغيرات بما يخدم قضية شعبنا الجنوبي، وتوظيفها التوظيف المناسب بما يجبر صنعاء أولاً والمجتمع الدولي ثانياً على التعاطي مع قضية شعبنا الجنوبي بأكثر إيجابية وأنها القضية المحورية الأولى، فهي قضية وطن سلب وهوية وتأريخ لطالما جرت المحاولات لطمسهما، وأنها ليست قضية حقوق ومظالم يجب ردها كما تحاول مراكز القوى والنفوذ في صنعاء تصويرها.

 

أيها الجنوبيون أنتم اليوم أمام أصعب خيار يواجهكم طيلة مسيرتكم النضالية السلمية التي قدمتم فيها اكبر التضحيات، فأما أن تكونوا أو لا تكونوا، بمعنى أما أن تذعن القوى القديمة والجديدة في صنعاء لمطالبكم في الحرية واستعادة الدولة والاستقلال عن طريق التفاوض السلمي والحوار الندي البنّاء أو أن تخسر كل شيء، كما أن على أبناء الجنوب الزاحفين إلى عاصمتهم عدن أن يثبتوا في ساحات الشرف والبطولة حتى تحقيق النصر، وأن لا يغادروا تلك الساحات حتى يتبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، فهم ليسوا أقل شأناً من الحوثي حين حاصر صنعاء ونصب خيامه في شوارعها ما يقرب من الشهر حتى تحققت مطالبه. وعلى مراكز القوى في الشمال أن يعلموا ويدركوا جيداً أن الجنوبيين ما خرجوا في مليونيتهم هذه ليعودوا بعد ساعات من حيث أتوا كما جرت العادة في المليونيات السابقة، كلا وألف كلا لن تبرح الحشود الساحات وستظل الخيام منصوبة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، لقد تعبت قوافل أبناء الجنوب بين الغدو والرواح وآن لها أن تستريح وتستقر في ساحات العاصمة عدن حاملة بين جوانحها حلمها الأكبر، ورافعة غصن الزيتون في يدها دلالة على التمسك بخيارها السلمي. ولكن حذاري من أن يسقط غصن الزيتون هذه المرة.

 

إن مليونية الثلاثاء ليست كسابقاتها، إنها حقا مليونية تحديد المصير، مليونية الصمود والنصر بإذن الله تعالى، وحتى يكتب لها النجاح يجب على الجميع السعي لذلك والمشاركة بفاعلية كل بحسب قدرته وإمكانيته، ويقع العبء الأكبر على أبناء شعبنا من ميسوري الحال من التجار والمغتربين بالذات بالدعم السخي بما تحتاجه تلك الاعتصامات، وأن يكون الجميع صفاً واحداً وأن ينبذوا كل ما يؤدي إلى الخلاف والفرقة. وليعلموا علم اليقين أنهم بصمودهم وبقاءهم واستمرار اعتصامهم في الساحات أنما يكتبون على جبين الشمس وبأحرف من نور أول فصول ملحمة التحرير والنصر.