تطورات دراماتيكية شهدها الصراع القبلي والمذهبي الدائر في اليمن خلال اليومين الماضيين أفضت إلى تحالفات غير معلنة بين القبائل السنية المسلحة وتنظيم القاعدة المتطرف ضد المتمردين الحوثيين الذين يحاولون الاستيلاء على مناطق جديدة في وسط البلاد بعد أسابيع على اجتياحهم العاصمة صنعاء.
ففيما خسرت جماعة الحوثيين أمس الاثنين عشرات من مقاتليها في مواجهات مسلحة مع جماعات قبلية وتنظيم القاعدة في محافظة البيضاء (وسط)، أعاقت انفاذ اتفاق سياسي أخير لإنهاء التوتر في محافظة إب المجاورة بعد أن رفضت سحب مليشياتها من المحافظة التي سقطت واحدة من مدنها الرئيسية بأيدي المتطرفين وسط دعوات عشائر محلية لإعلان موقف «قبلي» واضح من التمدد الحوثي الذي عارضته بشدة قبائل البيضاء.
وذكر مسؤول محلي في البيضاء لـ(الاتحاد) أن 20 شخصا قتلوا في هجوم مسلح شنه متطرفون من تنظيم القاعدة على تجمع للمتمردين الحوثيين في بمدينة «رداع»، ثاني كبرى مدن المحافظة.
وأكد المسؤول المحلي أن مسلحين من تنظيم القاعدة هاجموا منزلا في وسط المدينة كان يجتمع بداخله عشرات الحوثيين ما ادى إلى مقتل 20 شخصا على الأقل، مشيرا إلى أنه تم خلال الهجوم أسر 15 من الحوثيين الذين عززوا خلال الايام الاخيرة انتشارهم في منطقة «رداع» القريبة جدا من مناطق قبلية خاضعة لسيطرة التنظيم الذي يقوده بعض أفراد عائلة الذهب المشهورة قبليا في البيضاء.
وأفاد المسؤول المحلي، نقلا عن مصادر قبلية، أن معارك عنيفة تدور بين الحوثيين وتنظيم القاعدة المسنود بجماعات قبلية في جبهتي قتال على الأقل في بلدة «العرش» المجاورة لمدينة رداع وترتبط بحدود برية مع محافظة ذمار، جنوب صنعاء.
وفي بيان هو الأول من نوعه، قالت جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة في اليمن في بيان نشر أمس الاثنين على حساب تابع لها في موقع تويتر، إن «قبائل أهل السنة وأنصار الشريعة يحرزون تقدماً ضد الحوثيين في البيضاء»، مؤكدة مقتل وجرح العشرات من الحوثيين في المعارك المحتدمة في بلدة «العرش».
* الاتحاد