لا تحرقوا كل السُفن .. لا تزيدوا في شماتة الأعداء

2012-12-28 18:40

لا تحرقوا كل السُفن .. لا تزيدوا في شماتة الأعداء

جمال عبداللطيف عبادي

التصالح والتسامح فكرة تعبر عن قيّم سامية .. وقد أنطلقت في الجنوب حركة لتحقيق هذه القيّم في 13 يناير 2006 ولكن للأسف لم تنغرس هذه القيّم في رؤوس كثير من الجنوبيين وتجدهم عند أبسط خلاف في الرأي يمتشقون كل أسلحة التخوين والاقصاء والتصغير والتحقير للآخر ويرمونه بها .. كما أن هذه الحركة لم تشمل أبناء عدن ولم تضمهم تحت جناحيها لهذا هي تعتبر بلا قيمة  حقيقية لديهم ولا تخرج حالياً عن الصورة الشعاراتية  .. وقد كان حضور ومشاركة أبناء عدن في الحركة كأفراد فقط وقد حاولنا توسيع الحركة لتشمل الجميع لكننا كنا نُواجه بالصد المعتاد من المرجئين والمتجاهلين والاقصائيين والمناطقيين الذين يرون أن الجنوب خاص بهم وحدهم وتنحصر وكالاته في مناطقهم .. لهذا ترى كل أنواع النزعات في عدن إبتداءً من النزعات الانعزالية العدنية وصولاً الى انكار جنوبية شرائح واسعة من العدنيين من قبل بعض الحمقى والمصابين بعمى الألوان السياسي .. نفس الشيئ يمكن أن تراه في كثير من المواقف بين الجنوبيين من بقية المناطق .. ولهذا ترى اليوم كل هذه الخلافات بين الجنوبيين الى درجة أنهم تركوا الاحتلال يفعل بهم ما يريد وتفرغوا لبعضهم البعض يحرقون كل السفن التي يمكن لها أن تقودهم الى النصر وعلى رأسها وحدة صفهم التي أساسها التصالح والتسامح ورأسها هو القيادة الموحدة .. لكن للأسف الشديد تحول كثير ممن يعتبرون من القيادات الى وكلاء يقودون النزاعات والفرقة ! والأمثلة أمامكم عديدة وحركة السوق في ازدياد .. ويبقى الجنوب ينتظر ربه ليحميه من الاحتلال ومن هولاء ...

إنني لا أنشر الغسيل لأنه منشور أصلاً وقد صرنا محل شماتة الأعداء بسبب ما ذكرته وذكره قبلي وسيذكره بعدي الكثيرون .. إن الحل ليس في مهاجمتنا على جرعة الصراحة الزائدة أو توجيه أصابعنا نحو الأخطاء بل في حرق سهامكم التي تسبب هذه الأخطاء لأنها ستحرقكم مع الجميع ...

إن الجنوب بحاجة الى  مصالحة وطنية تشمل الجميع .. اذا لم نقدر على اجراءها الآن على الأرض فلنبدأ بها في النفوس للتمهيد وفي الاعلام وفي كل مكان نسمع به الصوت الجنوبي أو يجتمع به جنوبيون ...

إن  هذا العمل  كله إن تم بنوايا حسنة فإنه  سوف يمهد لنا الطريق لقبول بعضنا والانفتاح على بعضنا والتفاهم مع بعضنا وفي الأخير سنجد الطريق الى استعادة وطننا الذي هو ملكنا جميعاً    ...

بدون هذا سنسمع الشعارات في كل ذكرى للتصالح والتسامح وما أن تنقضي الذكرى حتى تعود السهام لتتطاير في كل اتجاه وتعود ابتسامات الشماتة على وجوه الخصوم ...

إن الحضور والحشد الكبير في ذكرى التصالح والتسامح وحضور القيادات على رأس الجميع وقيامها بحرق كل أسباب الخلافات ورمي الاحقاد ضد بعضهم البعض في المحرقة سوف يساهم كثيراً في ايجاد مخارج هي مغلقة حتى الآن .. والله الموفق ...

جمال عبداللطيف عبادي

28 ديسمبر 2012م