عبر صناديق الاقتراع : التونسيون يطيحون ‘‘ الإخوان المسلمين‘‘ وحلفاءهم

2014-10-28 01:11
عبر صناديق الاقتراع : التونسيون يطيحون ‘‘ الإخوان المسلمين‘‘ وحلفاءهم
شبوة برس - متابعات

 

تونس - "الخليج":

أقرت حركة النهضة الإسلامية أمس الاثنين بفوز خصمها العلماني "نداء تونس" وبفارق يكاد يكون مريحاً بالانتخابات التشريعية الحاسمة التي سينبثق عنها أول برلمان وحكومة دائميْن في تونس منذ إطاحة نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي مطلع عام ،2011 ودعت إلى تشكيل حكومة "وحدة وطنية" .

 

واعتبر المراقبون أن صناديق الاقتراع أطاحت أحد أبرز معاقل تنظيم الإخوان المسلمين التي ظهرت عقب موجة الربيع العربي في المنطقة العربية بعد الانتكاسات التي شهدتها التيارات الإسلامية في مصر وليبيا، وتعتبر النتائج انتصاراً للأحزاب المنضوية ضمن جبهة الإنقاذ، وخسارة وتراجعاً للنهضة وحلفائها كحزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" و"التكتل من أجل العمل والحريات" .

 

وتشير النتائج الأولية للانتخابات التشريعية التونسية التي جرت أول أمس الأحد إلى أن "نداء تونس" حصل على نسبة 37 في المئة من عدد الأصوات، بينما تحصلت "النهضة" على 26 في المئة من الأصوات .

وفي حال حافظت النتائج النهائية على هذه النسب، فإن مقاعد "نداء تونس" ستكون 81 مقعداً، مقابل 56 ل "النهضة" من بين 217 مقعداً بالبرلمان .

وهنأ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة رئيس "نداء تونس" الباجي قايد السبسي بفوزه، فيما قال مسؤولون أن "النهضة" جاهزة لأن تكون في المعارضة .

 

وقال زياد العذاري المتحدث الرسمي باسم الحركة، استناداً إلى احصاءات مراقبي حزبه في مراكز الاقتراع: "لدينا تقديرات غير نهائية . إن "نداء تونس" في المقدمة . سيكون لنا نحو 70 مقعداً في البرلمان في حين سيكون لهم نحو 80 مقعداً" .

وليس واضحاً الآن ما إذا كان الحزبان اللذان يتصدران بشكل نهائي المركزين الأول والثاني سينخرطان في الحكومة نفسها أم سيكتفي الفائز بتشكيل تحالف مع أحزاب قريبة منه .

 

ولكن العذاري قال في تصريح لإذاعة "موزاييك إف إم" التونسية الخاصة: "نهنئ نداء تونس الذي حقق نتيجة قوية"، داعياً إلى تشكيل "حكومة وحدة وطنية لتكون قادرة على مواجهة استحقاقات وتحديات البلاد الكبيرة، خاصة في السنوات المقبلة التي ستكون صعبة على المالية العمومية وعلى الميزانية وعلى أوضاع البلاد"، لكن الأمين العام ل "نداء تونس" الطيب البكوش أكد أن أي تحالف يجب أن يقوم على القبول بالمشروع المجتمعي الذي يريده التونسيون .

 

ومساء الأحد، قال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة لقناة "حنبعل" التونسية الخاصة: "سواء كانت "النهضة" الأولى أو الثانية، فإن تونس تحتاج إلى حكم وفاق وطني" . وأضاف أن "سياسة التوافق "بين حزبه والمعارضة" أنقذت بلادنا مما تتردى فيه دول الربيع العربي"، معتبراً: "من المهم أن نرسخ قضية الديمقراطية، والثقة في المؤسسات" .

ومساء الأحد نفسه، أعلن البكوش فوز حزبه في الانتخابات . ونشر الحزب أمس على صفحته الرسمية في "فيس بوك" صورة مؤسسه ورئيسه الباجي قائد السبسي كتب عليها "انتصرنا والحمد لله، تحيا تونس" .

وعموماً تعتبر النتائج الأولية، انتصاراً للأحزاب التي انضوت ضمن جبهة الانقاذ الوطني عقب اغتيال النائب محمد البراهمي عام 2013 وقادت الاحتجاجات في الشوارع، وبمثابة فوز كاسح ضد حركة "النهضة" الفصيل الأكبر للتيارات الإسلامية في البلاد .

 

وحصلت جبهة الانقاذ مجتمعة بما في ذلك "نداء تونس" و"الجبهة الشعبية" و"آفاق تونس" على نحو ضعف أصوات حركة النهضة .

وفي المقابل سجلت الانتخابات، تراجعاً واضحاً في حجم حركة النهضة في الشارع وفي أدائها الانتخابي مقارنة بانتخابات عام ،2011 فسره الملاحظون بفشل الحزب في إدارة المرحلة الانتقالية والأخطاء التي ارتكبها خاصة في ملف مكافحة الإرهاب والتعيينات بالإدارة وخاصة طبيعة التحالفات التي عقدها في الحكم .

 

وعلاوة على تأخر الحزب إلى المركز الثاني بفارق يبلغ نحو 20 في المئة من الأصوات عن حزب "نداء تونس" فإن الحزبين المتحالفين معه في الائتلاف المستقيل وهما "حزب المؤتمر من أجل الجمهورية" و"حزب التكتل من أجل العمل والحريات" قد اختفيا تماماً من المراكز الأولى .

وربما كان الوضع أفضل حالاً بالنسبة لحزب المؤتمر إذ تشير التوقعات إلى إمكانية فوزه بأربعة مقاعد فقط بعد أن كان قد فاز ب29 مقعداً في 2011 خلف حركة النهضة . وتعد هذه النتيجة انتكاسة حقيقية للحزب الذي أسسه الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي الذي يستعد للمشاركة في السباق الرئاسي الشهر المقبل .

 

وكان شفيق صرصار رئيس "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات" قد أعلن في وقت متأخر الليلة قبل الماضية أن نسبة المشاركة غير النهائية في الانتخابات التشريعية بلغت 8 .61 في المئة أي نحو 1 .3 مليون ناخب من إجمالي 3 .5 مليون يحق لهم التصويت .

 (وكالات)