يا صديقي أنيس لا تفكر بمنصب رئيس

2014-11-02 20:48

 

        

مساكين أهل السياسة / حين تبلغ بهم جامحات الزمان / على حين غفلة / وتحط بأوزارهم وبغاية أحلامهم / وسط دار الرئاسة

 

على الرأس نرفعهم / كل واحد برأسه / وبين عشية من فورة وضحاها / يصبح القائد الرمز / رمز البلاد / ورمزا يحاكي القداسة.

 

****

 

على الرأس نرفعهم / وكل واحد برأسه /

 

 نضبط إيقاعنا / وعقارب ساعاتنا / وفق ميقاتهم / ونفصل مقاساتنا / ومقاسات أوطاننا / وفق مرسوم دار الرئاسة 

 

ونلون رؤانا وأفكارنا / وأشجان ألحاننا ولحانا / بألوان أطيافهم / ونفصص كلماتهم / في حديث الوله و (الوناسة )

 

     #  #  # 

 

ننزههم ونهذب هفواتهم / نعيد الزمان إلى حضنهم / ونسبهم إلى كائنات الأصالة /

 

هم الخلص المصطفين / هم تبر الزمان  ودره وماسه

 

بين قوسين (هم صانعين السياسة ) /وهم المبتدأ والخبر / أهل حكمة وأهل فراسة

 

نمجدهم / ونبارك خطوتهم / في ضياع الوطن واختلاسه

 

#    #  #

 

وحتى يكون الوطن والمواطن / رهن إشارتهم / نجسد صورهم بين العوام / وننزهها من مكان الخلاء / وزوايا الدنس والخساسة

 

   #  #  #

 

ونلقي مقاييس أحبابنا / ومقاييس أروى وبلقيس / ونكيل محاصيلنا ودمانا / وإشجاننا ومصائبنا وهوانا / بصاع الرئيس

 

وكتابات أطفالنا / وحكايات موزه وناسه  /  وأقلام كتابنا ورموز الحداثة / (والديس ميس )/ كلهم يستمدون إبداعهم / من حديث الرئيس

 

#  #  #

 

وكل وسواس خناس / يبدأ حديثة / بقال الرئيس المفدى / قال الرئيس / كل شيء على ما يرام / كل شيء في بلادي (كويس )

 

# #  #

 

وشيوخ مساجدنا / يعتلون منابرها / ببطاقات مسبوقة الدفع / وبراشيم مقشوشة / ويقولون سمعا وطاعة / أطيعوا الخليفة / لا احد يتطاول علية / الرئيس الخليفة / أطيعوه / ثم أطيعوه / ثم أطيعوا الرئيس.

 

ويوم الوليمة بقصر الرئيس / هم أول الحاضرين / يوم يقبل عليهم / يخرون له ساجدين ويلبون عاش الرئيس المفدى / عاش الرئيس

 

    #  #  #

 

ومع كل هذا وذا / يا صديقي أنيس / لا تفكر بمنصب رئيس

 

#  #  # 

 

مساكين أهل السياسة / زمان الندى والفدى / الرئيس هو المبتدأ والخبر / وهو حاضر زمان الحضارة والمنتدى / على مانشت الصحافة / تصبحنا صورتك يا رئيس/

 

 وتُختم نشرات أخبارنا آخر الليل/ بأخبار عن منجزاتك / وفيض كراماتك المعجزة / وبطلتك الرائعة / يا خليفتنا المرتضى / يا رئيس

 

أنت شمس النهار / وبدر المساء / ومفاتيح أبوابنا / في أنامل يديك / أنت الكر والمكر والفر / والنصر في المعركة / يوم حامى الوطيس

 

* ** **

 

مساكين أهل السياسة / زمان السعادة / يا سعد من نال قرب الرئيس

 

ويا سعد من حالفه الحظ ذات لقاء / وصافح بأيده / أيد الرئيس المفدى

 

 تتغير الكيمياء في حياته / وتجرى بدمه دماء الرئيس

 

 يتباهى بالمجد / يولم الأصدقاء / ويشرح لهم  / كيف تبقى آثار أيد الرئيس المبارك / في كفه / كيف تسرى بلسم على جرحه / وسلاما وبردا على قلبه

 

ويشرح لهم عن حلول الكرامة في وجده /  وكيف تمغنط يوم اللقاء / بين أيدي  الرئيس

 

***  ***  ***

 

ومع كل ذاك وهذا / يا صديقي أنيس / لا تفكر بمنصب رئيس

 

*** *** ***

 

مساكين أهل السياسة / يوم تدور الدوائر عليهم

 

 بين عشية من فورة و ضحاها / كل تلك القصور المشيدة / والهيل والهيلمان / وأمجاد تلك السنين الخوالي / وحوادث بنات الزمان / بغمضة عين في ليلة الزلزلة/ تتهاوى / وتكنسها ريح صر صر / ويدفنها البغي تحت الخراب

 

*** *** ***

 

 يا صديقي أنيس

 

 قال كاتب أيام مجد الرئيس التعيس/

 

  يتذكر آخر لقاء/ ويكتب متدثرا بالجفاء

 

 قفا يا زماني ويا ذكرياتي / هنا واشهدا:-

 

في خراب الذين تهاوت راياتهم / تنعب البوم كل مساء / وما تبقى من أسمالهم / يتدثر بها آخر البؤساء

 

وتلك القصور المشيدة / تتنكر اليوم  للأصدقاء / ولت أيامها الدردبيس

 

 لا مراسيم تحيى على أبوابها / ولا صوت يعلو شرفاتها / ولا جدار يردد ذاك الصدى

 

كل تلك العروش العظيمة / تحتضر وسط سرداب / تأكلها دودة الأرض / ويزمجر عليها نعيق الغراب /  ...

 

قلت لك  :

 

(يا صديقي أنيس / لا تفكر بمنصب رئيس )

 

*** ***  ***

 

 ويوم تدور الدوائر عليه

 

كل شيء تبدل / وذالك المجد غاب /

 

 وبين جنبات تلك القصور المريبة / يزمجر عواء الخراب

 

  / لا حراسه ولا حاجب الباب / يمنع دخول الذباب / ولا ساقي الكأس يسعى بحفل المساء

 

ولا أثرا لعطور الوصيفات / تعبق وراء الكواليس / بعد العشاء

 

 ولا حاليات اللباب / تلبى إشاراتهم / ولا من يسلى عليهم / ويحكى أمجادهم / وهو جالس وسط مجالسهم

 

 جلست القرفصاء

 

***  ***  ***

 

وسيارة الولد الخنفساء/ اختفت من شوارع أبوه

 

يوم كان أبوه الرئيس / كان يمخر عباب السكينة بالكبرياء ./ وكان ياسر لباب الصبايا / وهو ينشر ذاك الوباء / الصغير اختفى / والرئيس الكبير اختفى

 

وكل أداة تمني خابت

 

لعل

 

وليت

 

ولو

 

وعسى

 

وكل لسان وبوق أنكفى / فلا صوت عبده ينافح / على سيرة القائد الرمز / في حضرت السفهاء /

 

ولا حلم من راءت القائد الرمز / يشرب من كفه المصطفى  

 

  #  #  #

 

كل هذا وأكثر / يا صديقي أنيس / لا تفكر بمنصب رئيس

 

#  #  #

 

مساكين أهل السياسة / يوم تدور الدوائر عليهم / تدق النواقيس

 

وتبدءا دواب المنافع / ترفس أبوهم رفيس

 

 وصاحب المغنطيس / ذاك الخسيس الذي كان يمسح ناصيته / بحذاء الرئيس

 

 يتعرى وينشر غسيله / ويكشف دسائس دار الرئاسة / وإسرار عبلة وعنتر / وخفايا المحبين / ليلى ولبنى وقيس

 

 #  #  #

 

وكل أمر خسيس /  يا صديقي أنيس

 

#  #  #

 

مساكين أهل السياسة / آخر أيامهم/ مثلما بائعات الهوى / آخر العمر تفقد كل المقاييس /

 

لا صويحب يعاود على أبوابهن / ولا صديق أنيس / ولا فارسا من زمان الفوارس / تقهقر على دربهن / ولا ولد يتحنا على جرحهن / آخر العمر وضعٍ تعيس

 

ذبلت كل أعضائهن / وفاتهن قطار العريس /

 

 ويبقى لهن رحمة الله مفتوحة أبوابها /

 

وتوصد أبوابها / في وجوه الذين تمادوا بسفك الدماء / ونازعوا صاحب الملك / في ثوبه الكبرياء / وعلى رأسهم الرئيس / (( يا صديقي أنيس ))

 

 

بقلم / صلاح الطفي