السلطان العفيفي : استقلال الجنوب العربي عام ١٩٦٧ لم يكن استقلالا ناجزا

2014-12-01 18:22
السلطان العفيفي : استقلال الجنوب العربي عام ١٩٦٧ لم يكن استقلالا ناجزا
شبوة برس- خاص - عدن

 

مكتب السلطان فضل العفيفي يوزع تصريح صحفي بمناسبة الذكرى السابعة والاربعون للاستقلال للجنوب العربي

 

٤٧ عاما انقضت منذ حصول الجنوب العربي على الاستقلال من الاستعمار القديم ، اي ما يقارب نصف قرن من الزمان تقريبا .

 

ولو عقدنا مقارنه بين بلدنا وبلدان اخرى حصلت على الاستقلال حوالي نفس الفترة ، او بين مستوى تطور بلدنا وتطور بلدان اخرى في نفس فترة الاستقلال والان ، ولها خصائص متقاربة ، ولكن الفارق الاساسي هو الاستقرار في تلك وعدمه في بلدنا ، وبدون الخوض في اسباب عدم الاستقرار في الجنوب العربي - لو عقدنا مثل تلك المقارنة لوجدنا كم كان الفرق كبيرا وواضحا بين تلك البلدان التي نمت وتطورت ، نموا وتطورا طبيعيا او نسبيا ، وبين المراوحة والنمو المتعثر في بلدنا الجنوب العربي والواضح في الجوانب الثقافية والمدنية والتعليم المعياري والحياة الاقتصادية المجتمعية والخدمات والبنى الاقتصادية والرأسمالية ، والصحية .

 

إننا نعتقد بان استقلال الجنوب العربي عام ١٩٦٧ لم يكن استقلالا ناجزا نظرا للظروف التي مر بها وايضا التي لحقت به ، والتي لم تُمكن فيه بلدنا من السير على الطريق الصحيح لتحقيق طموحات مواطنيها في العدل والامن والاستقرار والحياة الكريمة ، لذلك ظل الجنوب في صراعات متسلسلة ، وحُكم بسياسات فاشلة ظلت تجره من مأزق الى آخر ، وظل البلد مرتهن بشكل كبير للسياسات والتدويل بفعل السياسات الخاطئة التي كانت تسيره .

 

لقد طُرحت قبل عام ١٩٦٧ م  افكارا ورؤى لكيفية نيل الاستقلال الآمن ، وكان مضمونها ان لا احد وصي على الشعب الجنوبي قبل ان يمنح له الشرعية عبر نظام قياسي معترفا به ، وان ليس لاحد ان يقرر في القضايا المصيرية غيره ، وبان تتسلم لجنة تصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة حينها الاستقلال من بريطانيا ولفترة انتقالية يتم خلالها تكوين مجلس تشريعي مؤقت من جميع الفصائل والشخصيات السياسية والمجتمعية ، للإشراف على إعداد نظام انتخابات واستفتاء ، ثم البدء بالتصويت على مسمى ونظام الدولة ، وقضية الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية التي كان يحملها البعض كقضية اولوية ، بعدها تتم صياغة الدستور ويُناقش ويُطرح للتصويت عليه ، يلي ذلك انتخاب مباشر من الشعب لمجلس تشريعي ، وتتم الإجراءات اللاحقة على حسب نظام الحكم الذي اُختير .

 

رُفضت هذه الرؤية للأسف الشديد واصر البعض بانه الممثل الشرعي والوحيد وتجاهل هذا البعض فكرة الوحدة المجتمعية والاستقلال الامن والسليم ، وتقاتل الرافضون فيما بينهم بعدها ، وتسلم المنتصر الاستقلال ، وحدث بعد ذلك ما حدث من تسلسل المشاكل والصراعات والمعالجات الخاطئة للمآزق .

 

 إن التذكير بالرواية عن الماضي هنا ، ليس القصد منه المناكفة السياسية ، ولكن للعبرة والاتعاض رحمةً بهذا الشعب وانصافا للتاريخ وتوضيحا للشباب بما لا يعرفونه ، ولكي لا تدور بلدنا مرةً اخرى بنفس الخطأ التاريخي السياسي الجسيم .

 

استعرضنا في هذه المناسبة اخطاء الماضي ، ونحن على ابواب عتبه ، ومرحله مشابهه ، وعلى وقعها ، فإننا نتوجه صوب المجتمع الاقليمي والدولي وباسم شعب الجنوب العربي ، ونطالبهما بتفهم ومساندة القضية الجنوبية ، وبما يلبي رغبة وطموحات غالبية الشعب الجنوبي ، ورعاية اي فتره انتقاليه قادمه حتى يُمكن الجنوبيون من الخروج الآمن والتفرغ لبناء دولتهم ومؤسساتها ، وتصحيح البنية الثقافية للمجتمع التي شوهتها تقلبات وازمات الماضي  .

 

 وفي الختام نرى أن على أبناء الجنوب بكل فئاتهم وانتماءاتهم السياسية أن يدركوا أن الشماليين ليسوا أعداءهم، وأن ما حصل من مآسي لأبناء الجنوب من قبل نظام صنعاء لا يتحمل وزرها الشعب في الشمال، وينبغي على الشمال أن يدركوا أيضاً أن الجنوب سيبقى جنوباً والشمال شمالاً، وأنه من المستحيل أن يلغي أحدهما الآخر، وأن من حق الجنوبيين تقرير مصيرهم بأنفسهم دون إكراه من أحد ، وبصرف النظر عن الخيار الذي سيختاره شعب الجنوب فإن علاقة الجوار والإخوّة والمودة والمصالح المشتركة ستبقى تجمعنا وتقرّبنا من بعضنا، ما دام هذه العلاقة مبنية على التراضي وليس الإكراه .