الأزهر ينشئ لجنة مصالحة لإنهاء الصراعات وحقن دماء المسلمين

2014-12-11 05:19
الأزهر ينشئ لجنة مصالحة لإنهاء الصراعات وحقن دماء المسلمين
شبوة برس - متابعات- القاهرة

 

قرر المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة في مؤتمره الرابع والعشرين، الذي بدأ أمس في القاهرة، تشكيل لجنة مصالحات من خمسة من قيادات المؤسسات الإسلامية الخيرية برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تكون مهمتها دفع جهود المصالحة بين جميع الأطراف العربية والإسلامية المتصارعة من أجل حقن دماء العرب والمسلمين .

واتفق رؤساء 60 منظمة دعوية إغاثية على وضع استراتيجية شاملة لمواجهة تزايد أعداد اللاجئين العرب والمسلمين في العالم، خاصة في ظل الأوضاع المتردية في سوريا وفلسطين . وأكد الطيب، في افتتاح المؤتمر، أن أعمال الإغاثة التي يقودها المجلس ستتطور من خلال العمل على توسيع أعمال الدعوة الإسلامية لمواجهة التكفيريين، ولهذا فسوف يعمل المجلس خلال الفترة القادمة على تصحيح المفاهيم الإسلامية من التحريف، خاصة مفاهيم "الخلافة والجهاد والإيمان والتكفير والحاكمية والولاء والبراء"، وكلها مصطلحات تعرضت للتحريف على يد المتطرفين والتكفيريين، ما تسبب في إثارة عداوة الأمم تجاه الإسلام والمسلمين .

وأشار الطيب إلى أن هذا الفهم الخاطئ تسبب أيضاً في إشاعة الخلافات بين المسلمين بعضهم البعض، ما أدى لإثارة الحروب في عدد لا يستهان به من المجتمعات الإسلامية، ولهذا فإن على كل قيادات المجلس سواء العمل الدعوي والخيري تشكيل لجنة المصالحات يكون دورها العمل على المصالحة بين أطراف النزاع في عالمنا العربي، وإطفاء النيران المشتعلة بين أطراف عربية وإسلامية تدين بنفس الدين للأسف الشديد . وأضاف "لقد قررنا أن نجتمع في البداية بالملوك والأمراء والرؤساء العرب، وبعدها سوف نجتمع بقيادات الجهات المتصارعة، ولدينا استعداد أن نلتقي حتى المتطرفين أنفسهم إن كان في حديثنا معهم أمل لإعادتهم لاعتناق أفكار وتعاليم الإسلامي الصحيح" . وأكد شيخ الأزهر أن عمل لجنة المصالحة سيسير جنباً إلى جنب مع أعمال الإغاثة العادية، وكذلك مع أنشطة المجلس لإنقاذ مقدساتنا الإسلامية في القدس الشريف، وسيتم الإعلان عقب انتهاء المؤتمر عن الخطوات التنفيذية لعمل لجنة المصالحة التي ستقابل الجميع بما فيهم المتطرفون والتكفيريون أنفسهم لتصحيح ما لديهم من مفاهيم مغلوطة .

من جهته أكد السيد علي الهاشمي، مستشار الشؤون القضائية والدينية في وزارة شؤون الرئاسة ل"الخليج"، أن كل مسؤولي وشعوب الدول العربية والإسلامية، ومنها دولة الإمارات العربية، تثمن قرار تشكيل لجنة المصالحة العربية والإسلامية في المرحلة الحرجة، التي يمر بها الكثير من البلاد الإسلامية، ومن هذا المنطلق فإن دولة الإمارات على استعداد تام للمساعدة من أجل إنجاح جهود المصالحة التي ستقودها اللجنة في كل بلدان العالم العربي والإسلامي، خاصة البلاد التي تشهد صراعات دموية تسيئ إلي الإسلام والمسلمين وتخدم أعداء الأمة . وأضاف الهاشمي إن تشكيل تلك اللجنة جاء في الوقت المناسب لحقن دماء العرب والمسلمين في ظل هذه الأوضاع المأساوية وكذلك لمناقشة الشباب من أتباع الجماعات التكفيرية في محاولة لإقناعهم بالعدول عن فكرهم التكفيري المرفوض من كل علماء الأمة دون استثناء .

وأشار الهاشمي إلى أن الإمارات ستدعم تلك اللجنة من خلال التجربة الرائدة التي قامت الدولة بتنفيذها ونجحت في كبح جماح الغلو والتطرف الديني وحصنت من خلالها شباب الدولة في مواجهة محاولات الجماعات التكفيرية، التي سعت للسيطرة على عقول الشباب من خلال المفاهيم المغلوطة وللأسف فإن شباب الكثير من الدول العربية والإسلامية ما زال متأثراً بالفهم الخاطئ للدين وينفذونه من خلال القتل والتشريد في إخوانهم العرب والمسلمين، وليس في أعداء الأمة، وهذا ما تقوم به "داعش" وأخواتها حالياً .

وقال المشير عبدالرحمن سوار الذهب، نائب رئيس المجلس إن الأمة تعيش ظروفاً مأساوية، حيث يشهد عدد من الدول العربية والإسلامية أحداث عنف مأساوية، ما يستوجب على المجلس أن يقوم بدوره لإخراج المسلمين من كبوتهم .

وقال الدكتور عبدالله عمر نصيف، الأمين عام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة إن الوفود المشاركة مصممة أن يتوصل اجتماعهم إلى توصيات وقرارات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، خاصة في مجال مواجهة الفكر التكفيري الذي يزداد أتباعه يوماً بعد يوم، للأسف الشديد، في ظل غياب المواجهة الشاملة القادرة على محاصرته .

* الخليج