عدن للعدنيين شعار حركة معروفة بالأمس ولا زالت إلى اليوم ولست ممن يدعون لهذا الشعار ولكن ما يحدث اليوم يجعلنا ندعو أن تكون عدن للعدنيين في أمور محددة ومعروفة فعدن بلاد الحضارة في الجزيرة العربية قبل أن تكون هناك حضارة فيها ومدنية قبل أن تكون هناك مدنية فيها , عدن منبع العلم وتاريخ عريق لن ينساه الزمن ولو رجعنا للورا قليلاً لذكر ميزات وحضارة عدن التاريخية لرأينا أنها حضارة ومدنية ممتدة في تاريخ عريق ومنبع للعلم قبل أن ينتشر العلم.
ناشدنا فخامة الرئيس هادي في مقال سابق الأسبوع الماضي بعنوان (حتى لا تلدغ عدن من هادي مرتين ! ) وقلنا لعل هادي ادرك مكانة عدن اليوم من جديد التي أواته وقد كان شريداً طريداً محاصراً من صنعاء وأخواتها ولكن يبدو أن عدن تًلدغ وستلدغ مرات ومرات.
ماذا يجري في عدن اليوم يا هادي؟ أن لم يخبرك الملا والحاشية من حولك فنحن نخبرك بكل مصداقية لعل هناك عاطفة حنان تلوح منك في الأفق لعدن وسكانها.
عدن جريحة يا فخامة الرئيس كانت مهمشة وتائهة هي وأهلها كالأم الضالة لولدها منذ 1994م لعله يعود ولو بعد حين فرأينا عودتك إليها في 2015م بأنك أنت الولد البار لأمك عدن ولكن يا فرحة ما تمت كما يقول المثل الشعبي (البشارة لك بولد ولكنه مات) أتيت إليها ولا يزال العقوق قائماً وحبل الود منك لعدن منقطعاً وجل اهتمامك عاد للتخلف ولنصرة القبيلة بدل ما تنصر المظلوم في عدن ونصرت الظلمة وقويت شوكة القبيلة في عدن وانتشرت الاشكال المسلحة في عدن الحضارة وأهل عدن في ذهول مما يحصل والصدمة كبيرة على محياهم ولسان حالهم يقول تباً لك يا هادي ألهذا عدت إلى عدن!
أنا كنت حاضراً ويا ليتني ما حضرت مع تلك الحشود التي دعوتها يا فخامة الرئيس لمقابلتك من قبائل شبوة وفي طريقنا إلى ملعب الحبيشي في كريتر في وضح النهار لا لنتفرج لمباراة التلال والوحدة ولكن لنقدم زوامل ورقصات قبلية ونحن نحمل كافة أنواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة ومررنا بمدرسة البنات بجوار الملعب فرأيت ما يشيب له الرأس وتذرف له العيون رأيت بنات تلك المدارس يندبن حظهن والصراخ بأعلى اصواتهن يملا شوارع كريتر الحضارة خوفاً وذهولاً من تلك المجاميع المفترسة التي لا ولم ترى عدن مثلها قط!
عندها قلت في قلبي أي نصر سوف يكسبه هادي في عدن من هذه الحشود؟ وأي لعنة ستحل علينا جميعاً من أمهات عدن حين يرينّ بناتهن مذعورات خائفات نتيجة هذا التخلف الهمجي ؟ لم تكترث تلك الحشود بصراخ الطالبات لأن الصراخ لدينا عادة قديمة هناك في شبوة نعم فالصراخ والعويل منتشر للكثير من الطالبات والأمهات ممن فقدنا آبائهن وإخوانهن نتيجة الثارات القبلية فيما بيننا وهنا اصبح الصراخ معتاد لدى قلوبنا القاسية ثم أكملنا حفلنا بطريقتنا الشبوانية فوق أرضية ملعب الحبيشي وعلى مدرجاته لا نردد ((تلال تلال كأيام الكابتن أبوبكر الماس وعدنان السبوع ووجدان الشاذلي والاحمدي وغيرهم)) ولكن لنردد زوامل الفخر والإعجاب ببأسنا وقوتنا ويقول العولقي: نحن العوالق من علق نحن شرارة من جهنم من دخل فيها احترق ويقول الهلالي:
وأنا لي الحق لا تفاخرت به وفخر
جدي مقدم فلا الليل اختفاء نوره
دون اخوته محتزم في خير ولا شر
مع القبل والدول وقفته مشهورة .
ثم يقول قبيلي آخر: نـنـزح البـحـر و إنّ الـبـحـر مـــا طـــاع يـنــزح = إن تـصـفّــى شـربـنــا و إن تـخـمّــج شـربــنــاه ....الخ.
يا فخامة الرئيس في عدن رجال والله انهم خير وأحرص على عدن من تلك القبائل التي تتوافد على عدن لحمايتها سواء من شبوة أو من غيرها , في عدن قوم لو عرفتهم يا هادي والله أنهم اشجع من تلك المجاميع الهوجاء التي دمرت ما بقي من حضارة ومدنية عدن.
أنا لا اسخر من قبائل شبوة والجنوب ولكن هل لي أن اسأل سؤال جرئ يا فخامة الرئيس : اخبرني من اين تؤكل الكتف ؟
من اين ستؤكل عدن ؟؟ ومن اين ستحتل عدن لو تم التفكير في ذلك؟
الم تكن تلك القبائل التي توافدت لعدن سواء من شبوة أو ابين أو لحج هي من تسيطر على المنافذ والطرق المؤدية إلى عدن شرقاً وغرباً وشمالاً أما جنوباً لم يبقى إلا البحر المنفذ الوحيد الذي اوصى به عفاش في حال فكرتكم بالمغادرة!
ألم يكن الأولى بهادي بدلاً من تشويه حضارة عدن بالعناصر المدججة بالسلاح أن يدعم تلك القبائل ويقول لهم اصمدوا على الثغور والمنافذ والطرق ولا تجعلوا أحد يقرب الجنوب فضلاً عن عدن.
ألم تعلم يا سيادة الرئيس أن من باعوا عدن في صيف 1994 م هم تلك القبائل في شبوة وابين ولحج ويافع وغيرها ؟
ولكن اليوم تغيرت الظروف نعم وأصبح الكل مجمع على حماية الجنوب نعم لا ننكر ذلك ولكن كلاً في مكانة وأهل عدن لم يستنجدوا بنا بعد فهم خير من يحمي عدن وعند الشدة فالجميع معهم.
لو سألت كم شباب من عدن عاطلون عن العمل ؟ كم هم الخريجون من الثانوية والكليات بلا وظائف ؟ كم هي القبائل التي تقطن عدن؟ لرأيت الجواب مذهل والأرقام مخيفة والظلم كثير وأهل عدن يبتسمون تعجباً وليس فرحة بمن زارهم يبتسمون غرابة وليس حباً لمن يأتي ليحل محل أبنائهم!
نعم فأهل عدن أحق يا سيادة الرئيس باللجان الشعبية وأحق بالتوظيف وأحق بحماية عدن من غيرهم وأحق بالملايين التي تتقرب بها للقبائل أحق بها لمشاريعهم وبنيتهم التحتية ولتحسين كهرباء عدن التي بدأنا في برنامج لصي طفي والصيف الحار قادم وحين يحتاجون المدد أبناء عدن من محافظات الجنوب الأخرى عندها كلنا عدن وكلنا لعدن فداء وكلنا مع عاصمة الحضارة والسلام لكن أن يتم تهميش أبناء عدن ويحل محلهم العوالق وبني هلال والعواذل والصبيحة واليفيعة وغيرهم من هم خارج عدن فهذا الظلم بعينه ولن تنام لكم أعين وأهل عدن يقبعون تحت الظلم وتحت التهميش!
أن أخوف ما نخاف على عدن أن نغدر بها نحن القبائل كما هو حاصل اليوم من البسط على بعض الممتلكات وغدرنا بها مرات كثيرة عدن سلبت منها حضارتها وانتهبت ممتلكاتها ونحن مشاركون في ذلك الانهيار ، عدن اليوم تنهب معسكراتها ويتم السيطرة على ممتلكاتها والقبائل لا محالة مشاركة في تلك الجرائم إلهذا دعوتنا يا هادي ؟
لا ننكر الموقف البطولي الذي سطره أبناء قبائل شبوة مع اللجان الشعبية وقوات الجيش في يوم الملحمة في أنها التمرد من قبل قوات الامن المركزي في الصولبان والمطار وهذا يحسب لهم لا عليهم لكن ماذا بعد الصولبان؟ هل نترك عدن بأمن منا وأمان ؟
اللهم احفظ عدن وأهلها ومن يحب عدن ويحرص على سكينتها وأمنها
والسلام
* محب لعدن الجريحة
* علي عمير العولقي - شبوه