ضرورة توحيد المقاومة الجنوبية المسلحة

2015-04-26 22:47

 

منذ اليوم الأول لتدشين العدوان الحوفاشي الجديد على الجنوب برزت إلى السطح المقاومة الجنوبية المسلحة كمعطىً جديد شديد الأهمية كثيف الحضور عظيم الفاعلية قادر على العطاء ممتلئ بالطاقة والحيوية وروح البطولة والفداء والتضحية بدرجة فاقت كل توقع لدى أكثر المتابعين للحالة الجنوبية تفاؤلاً وهو أمر يستحق التوقف عنده في أكثر من تناولة.

منذ العام 1994م توقف الجنوبيون عن التعامل مع السلاح، ونشأ جيل جديد هو اليوم يدلف إلى العقد الرابع من العمر لم يعرف أحد من المنتميين إليه معنى العسكرية والجندية واستخدام السلاح، وبمقياس النمو السكاني فأن المنتميين إلى هذا الجيل يفترض أنهم يمثلون أكثر من 60 % من السكان الجنوبيين بينما تتوزع بقية النسبة المئوية على بقية الأعمارغير الميالين إلى حمل السلاح إلا في ما ندر.

 

هذه  المعطيات جعلت الكثير من السياسيين والمحللين والمهتمين بالشأن الجنوبي يخفضون من مستوى سقف توقعاتهم عن قدرة الجنوبيين على مواجهة قوات الغزو التي تمتلك كل عناصر التفوق الكمي والنوعي، البشري والمادي، لكن المقاومة الجنوبية عكست المعطيات وخذلت كل التوقعات وقلبت الموازين وأذهلت كل من تابع سير المعارك على الأرض واستحقت أن تدخل موسوعة المقاومة كظاهرة جديرة بالدراسة والتحليل فضلا عما نالته من تقدير وإكبار وإعجاب وإشادة من جميع المتعاطفين مع القضية الجنوبية وحق الشعب الجنوبي في مقاومة العدوان والتصدي لمحاولة تأبيد الاحتلال.

 

سيرورة الأحداث وتنامي المكاسب الميدانية التي حققتها المقاومة الجنوبية المسلحة، والتي كانت باهظة الثمن بكل المعاني وتضاعف أهمية وحضور هذه المقاومة في أي معادلة سياسية قادمة يحتم ضرورة التوجه نحو بناء إطار موحد يجمع بين عنصرين هامين هما: وحدة البناء الهيكلي والتنظيمي وفقا للتقاليد المتبعة في منظمات المقاومة المسلحة، ودقة التعاطي مع التمايزات المختلفة بين جبهة وأخرى وبين منطقة وأخرى، ومن ثم وحدة القيادة التي لا بد أن ترمي إلى وحدة الهدف من المقاومة الذي قد يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد التصدي للعدوان.

 

إن وحدة المقاومة الجنوبية المسلحة قد أصبح ضرورة حتمية لا تقبل النقاش فضلا عن إنها لا تقبل التأجيل، لأنها ستمكن من تحقيق عدد من الأهداف لعل أهمها:

وحدة الهدف من المقاومة ووحدة الوسائل والتكتيكات العسكرية المتبعة في مختلف الجبهات، وبالمقابل توحيد الطاقات والإمكانيات والموارد المتوفرة والمطلوبة للمقاومة.

التنسيق بين الجبهات المختلفة والمساعدة على تناسق وتكامل عملياتها الميدانية.

الاستفادة من تبادل المعلومات والبيانات عن مجريات الأحداث وسير العمليات بين مختلف الجبهات.

تجنب العشواية والارتجال وتحاشي مخاطر التصادم غير المقصود.

وجود القيادة الموحدة سيجنب المقاومة مخاطر التعرض للاختراق من قبل الأطراف المعادية.

تحاشي الانزلاق إلى مطب الاجتهادات المتعارضة التي قد تؤدي إلى المواجهة بين رفاق الدرب الواحد والهدف الواحد في ظل غياب الأهداف الموحدة والقيادة الواحدة.

إمكانية فتح مجال التدريب والتأهيل للشباب المنخرطين في العمليات القتالية لاكتساب مزيد من الخبرة العملية والمعارف النظرية فوق ما كونوا من مهارات خلال فترات المواجهة.

وضع النواة الأولى لنشوء القوة المسلحة الجنوبية المؤهلة والمدربة القادرة على التعبير عن مصالح الجنوبيين والدفاع عنها وعن الجنوب بشكل عام بعد ما تبين أن الجيش الذي يقال أنه (جيش كل اليمن شمالا وجنوبا) ليس إلا صورة من صور العداء المزمن للجنوب والجنوبيين.

 

لقد استبشر المتابعون كثيرا عندما قرأوا خبر السعي لإنشاء مجلس عسكري موحد لحركة المقاومة الجنوبية، وحيث إن عمل كهذا يستدعي إعدادا جيدا فإنه من المهم بمكان الاستفادة من مختلف الكوادر ذات الخبرة والكفاءة من الجنوبيين وهم موجودون بمختلف التخصصات في كل محافظة من محافظات الجنوب والكثير منهم قد لعبوا دورا كبيرا في العمليات الميدانية منذ بدء العدوان الحوفاشي على محافظات  الجنوب، ومن المؤكد أن عملا كهذا يقتضي إشراك جميع محافظات الجنوب بما فيها تلك التي لم تصل إليها رصاصات العدوان حيث أن رأس العدوان واحد هو من سلم معسكرات صعناء وعمران وذمار والبيضاء للحوثيين ووجهها كلها لمحاربة الجنوبيين في عدن ولحج والضالع وشبوة وهو نفسه من سلم المكلا بمعسكراتها ومكاتبها وبنوكها، وقبلها أبين وشبوة لتنظيم القاعدة، وهذان التنظيمان الإرهابيان هما وجهان لنفس العملة العفاشية المفلسة.

 

برقيات:

*   علي صالح لا يتخبط عندما يوجه رسائله الأخيرة (لحقن الدم اليمني) وتسليم عدن للجيش، إنه يواصل مسرحياته التمثيلية التي مارسها طوال ثلث قرن على اليمنيين، وحينما يدعو إلى وقف الحرب علينا أن نفهم إنه يسعى إلى تأجيجها جريا على عادته في ادعاء الشي وعمل عكسه، أما الدعوة لتسليم عدن للجيش فهو الشر الأكبر من البلية الأكثر إضحاكا.

 *  أحراق مليشيا الحوافش لمنزل الزميل الكاتب والناشط السياسي علي هيثم الغريب ومنع محاولات إطفاء النيران يعبر عن مستوى الإفلاس الأخلاقي الذي يعانيه هؤلاء المجردين من أي قيمه من قيم الناس الأسوياء، . . . تضامننا مع الزميل الغريب وتبا ثم تبا لأصحاب الأيادي الملوثة بكل موبقات الإجرام.

*    خاطرة شعرية:

عدن الصمود تطهري من رجسهم وتحرري

واحمي حماك من الذئاب وصابري وتصبَّري

من ضوء صبحكِ زلزلي حصن الطغاة وفجـِّري

وتشامخي فوق النجوم تسامقي وتبختري

اليوم فجرك لاح في أفق الحياة الأنظرِ

فتبسّمي في عزَّةٍ وعلى البغاة تجبَّري

إن البغاة أرانبٌ بعباءة المستكبِّرِ