■ قد يكون للكلام .. فائدة !

2015-06-08 20:18

 

■ ليست ثمة فائدة في كلام .. او رسائل الي قيادات لم تستفد من التجربة التي مرت بها من الفشل التراكمي حتي اصبح وسيلتها الى البقاء في المشهد السياسي المتشظي او المتصدع رغم كل ما توفر لهذه القيادات من امكانيات و تسهيلات غير مسبوقة !.

 

ذلك ما قلته لصديقي : حسين باهميل ( ابو علي ) الأسبوع الماضي في لقاء اعقب ضيافته لبعض ممن حضروا مؤتمر الرياض ـ لإنقاذ اليمن ، ففي مثل هذه اللقاءات التي يجد البعض منا نفسه مضطرا او في الغالب مكرها للاستماع الي كلام متحذلق وثقيل لا يمت للسياسة بصلة غير انه في السياسة .. تماما كما تظن تلك القيادات التي تحررت من اسار صنعاء .. ولم تتحرر من ثقافتها في ادارة السياسة و سحبتها معها الي الرياض .. و لم يرتقي اداؤها في ادارة معركتها رغم ما وفرته الرياض من تسهيلات و امكانيات ودعم في مختلف المجالات ..كان ولا زال ، كفيلا بتغيير المسارات على الارض الي نصر بل وانتصارات و على مختلف الجبهات العسكرية و السياسية ، الداخلية و الخارجية .

 

بصراحة تامة لا بد من الكلام ، وبوضوح كامل ... لماذا هذا القصور السياسي و الاداري في ادارة معركة تظافرت لها كل وسائل النصر وتوحدت لأجلها مختلف القوى السياسية و الاجتماعية ـ المناطقية و الجهوية وتراجعت امام اهدافها التطلعات الاستقلالية ؟!.

 

□ لماذا هذا العجز ؟! .. سؤال مثار وتجنب الاجابة علية او تجاهلها لا يعني تعزيز الشرعية الدستورية ممثلة في الرئيس هادي ونائبه و رئيس الحكومة خالد باحاح .. كما ان وجودهما في الرياض لا يبرر الإبقاء على حكومة تشكلت تحت ضغط حصار صنعاء بالمسيرات الحوثية ، التي تكشفت اهدافها يوم اختطاف امين عام الحوار الوطني د. أحمد عوض بن مبارك ..لإلغاء مشروع الدستور وبالتالي اهم مخرجات الحوار المتمثل في اعادة بناء الدولة بما يحقق لأقاليمها حقوقها و حقها في ادارة نفسها و مواردها مع الحفاظ على وحدتها، في اتحاد فدرالي يدفع بمجتمعات اقاليمها في اتجاه التنافس في البناء و التنمية لا الصراع على السلطة و الاستئثار بالنفوذ و الثروة .

 

هذه الحكومة .. التي تشكلت تحت ضغط حصار صنعاء و محاصرة رئيس الجمهورية بالشعارات و الهتافات بتشكيل حكومة كفاءات ، لا قيادات سياسية هل ما زالت صالحة في ظل سيطرة الانقلابين من خلال قواهم العسكرية المحاصرة للمدن من داخلها و على اطرافها ؟!

 

□□ اظنها وانا اظن ولا اجزم .. لم تعد صالحة لا حكومة في المنفي و لا داخل الوطن ، نحن في معركة تتطلب كفاءات سياسية و عسكرية لا شهادات أكاديمية ليس لديها خبرة سياسية بل ولا حتى وظيفية ، فضلا عن انتماءاتها الحزبية و المناطقية التي فرضتها مساومات صنعاء ، هذا اذا ما الغينا دور الانقلابين في فرضها ودور منتظم سياسي معظم تكويناته مشدودة الي قياداته وثقافتها المناطقية و المجتمعية.

 

هذه الحكومة .. التي تشكلت في ظل حصار الرئيس الغير معلن ، وقبلت بمواصلة حوار المساومات بعد اعتقاله و اعتقال رئيس الحكومة ، لم يعد استمرارها في ادارة هذه المرحلة مجدي .. وعلى الرئيس هادي و نائبة استبدالها بحكومة ادارة ازمة او على الاصح معركة متعددة الجبهات .. تتطلب تغيير كامل يتوافق مع استراتيجية واضحة الاهداف و الآليّات لمعركة استعادة اليمن ـ عربيا و تحريره وطنيا وبناء دولته الاتحادية .. و التي يجب ان تجسدها القيادة اليوم ، من خلال بناء فريق عمل رئاسة الجمهورية و كذلك رئيس الحكومة ، دون ذلك ترسيخ التجزئة و عودة المطالب باستقلال الاقاليم .. وعند ذلك دخول اليمن المرحلة الليبية وما الذهاب الي جنيف الا محطة على طريق "لبلبة اليمن " و هذا ما يعمل عليه الرئيس السابق : علي عبدالله صالح و حلفاءه في الداخل و الخارج ، مستغلين هذا العجز المركب المسحوب من صنعاء الي الرياض .. مع الأسف !

 

□□□ الرئيس هادي .. تحرر من كل قيود صنعاء ـ التوافقية و التساومية ، و قدمت له الرياض كل التسهيلات و احتضنت حكومته التي فرضت عليه .. واول خطوة يفترض ان يتخذها بعد تفويض مؤتمر الرياض له .. هي اعادة هيكلة لا بل بناء مكتب الرئاسة مؤسسيا .. كفريق عمل متعدد المهام و موحد المسؤوليات برئاسة نائبة .. وتكليفه بإعادة تشكيل حكومة من كفاءات سياسية و عسكرية و امنية .. كفريق عمل تنفيذي غير خاضع لرغبويات سياسية في هذه المرحلة بكل ما تتطلبه من حزم و عزم .. حتى لا يكون لجنيف ما بعدها ، و لا تخرج عن الهدف منها في " عودة الشرعية " كما شدد على ذلك الرئيس في حديثة لقناة العربية .. وكرره نائبه في مؤتمره الصحفي اليوم " الاثنين 8يونيو" رغم فرض ممثل الامين العام للأمم المتحدة اطراف مؤتمر جنيف ووضعها على قدم المساواة مع الحكومة ـ بما فيها المشاركة فيها وتلك التي فرخت تنظيماتها بعد توقيع المبادرة الخليجية في الرياض في نوفمبر2011.

 

□□□□ نعم يا صديقي ( ابو علي !!) ليس ثمة فائدة من الكلام اذا ما استمرت مؤسسات الدولة الشرعية اسيرة ثقافة مرحلة ما قبل الرياض .. ولكن علينا الا نكون شياطين خرس و نحن نشاهد هذا العجز الذي لولاه لما استطاع ابن الشيخ مواصلة دور بن عمر .. الذي لن يؤدي الا الي فرض منطق القوة على الارض و الذي قد تجد فيه القوى ذات المصالح اداة لفرض تقاسم النفوذ لا في تقرير اوضاعنا بل اوضاع المنطقة .. ولا يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ، لا تلقي ما يتم الاتفاق عليه في مسقط او جنيف .. رغم اجماع الرياض !.

 

*عضو مجلس حضرموت المحلي .. كاتب سياسي .