اعتداء القاعدة على رباط المكلا بداية للفتنة والقتل في حضرموت

إن الإعتداء على الاربطة الإسلامية المنتشرة بكل المدن والبوادي الحضرمية منذ مئات السنين وارغام مرتاديها بالوقف والامتناع عن نشاطهم الديني بالقوة بغض النظر عن الإختلاف العقائدي وكذا تخريب ممتلكاتهم واملاكهم الخاصة سيكون كارثة على حضرموت وبداية فتنة ونزاع سيمزق النسيج الحضرمي .

فمن أعظم حكمة من الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال لبنى جلدته من الكفار عبدة الأصنام " لكم دينكم ولي دين " ما أعظم ذلك الموقف من النبي الحريص على امته الساعي لنبذ الفتنة في تلك الدولة الإسلامية مترامية الأطراف .. فما بالكم بهؤلاء الأخوة المسلمين بداخل الاربطة ؟! هل هكذا الإسلام؟!

كذلك كان الأجداد الحضارم "من معتنقي التوجه الصوفي السني " نشروا الأسلام في جنوب شرق آسيا وجنوب أفريقيا بالأخلاق والادب لا بالاعتداء وفرض الأمر الواقع .. دخلوا إندونيسيا والهند والصين والسواحل وغيرها من المدن كتجار وكان الأهالي يعبدون الأصنام والابقار والنار وعندما ألتمسوا الصدق والأمانة والإخلاص والقيم السمحاء تحبب أليهم الأيمان بالله فهاهي مئات ملايين الجاليات الإسلامية في تلك البلدان التي أصبحت تدين للعالم الإسلامي بفضل الله ثم بفضل أجدادنا الحضارم ..

هكذا هو الإسلام .. هكذا هي الأخلاق ..

ولازالت المساعي مستمرة فهاهي مدارس دار الحديث السنية وكذا الاربطة الإسلامية تستقبل ألاف الداخلين في الأسلام من مختلف الجنسيات لتلقي تعاليم الدين الحنيف في مدن حضرموت ..

رسالة بحجم حضرموت الأرض والمبدأ والإنسان والتاريخ .. حافظوا على هذه البلدة الطيبة ولاتكونوا سبباً في نشوب فتنة طائفية تفكك نسيج المجتمع الحضرمي .. كونوا يداً واحدة من أجل أمنها واستقرارها .. لا للحزبية لا للطائفية البغيضة فكلنا نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله .. لا تنظروا لعيوب الآخرين فالاحرى بالمؤمن أن يبدأ بتطهير نفسه وبيته قبل أن يتعدا على بيوت الآخرين وكذب من وصف نفسه بالنزاهة على حساب غيرة ..

نأمل أن لا تتكرر مثل هذه الاعتداءات على الاربطة الإسلامية بأي شكل من الأشكال .

والله الهادي الى سواء السبيل .