الصراع هو بين هويتين اليمن والجنوب العربي

الشرعية الشمالية(اليمنية) هي الحبل السري بين علي محسن الأحمر والمقدشي والحليلي وبين المخلوع صالح والحوثي... وان روح تجنب الشرعية الجنوبية ممثلة ب هادي عن الاعتراف بالمقاومة الجنوبية هي اخطر ما يمكن ان يصاب به شعب الجنوب العربي الذي ظروفه وتضحياته الحالية تحتم عليه ان يكون في حالة توثب لبناء دولته التي يقاتل من اجلها... حيث اننا في الجنوب نعاني من مشكلة داخلية وهي علاقة بعض القوى الجنوبية التي فرضها خطاب ستينيات القرن الماضي ، بالنضال المشترك مع القوى الشمالية ، والتي لم تثبت فعاليتها حتى الان ، بل انها أعطت شرعية لليمن بضرب وإبادة الشعب الجنوبي.

- وبسبب ضياع هويتنا"الجنوب العربي" تراجع تقرير مصيرنا ، وبرزت أمامنا هوية اخرى وتاريخ اخرى .. وأصبحنا ثوار أحرار بدون ثورة تحررية(في نظر العالم) ، وشعب بدون وطن ، وتحياتنا جزء من وطن اخ اسمه اليمن.

 ونعرف جيدا ان أزمتنا السابقة ليست بقوة المحتل ، بل كانت في اعادة روح الاحتلال من خلال القوى الجنوبية المنكسرة...

- اليوم على المقاومة الجنوبية ان تكون حذرة من إلقاء كل اخطاءنا على الإشكاليات المهزومة والتي صنعتها تلك الحقبة من الزمن... وان لا تعتبر اي مشروع نضالي او مقاوم مع القوى الشمالية قابل للتبرير ، فطبيعة الصراع هو صراع بين هويتين ، وان ما يطرح من مشاريع حلول للقضية الجنوبية لا تعدو محطات مؤقتة يقوم بها المنكسرين من ابناء الجنوب ، والصراع سيظل باق ما بقي الاحتلال اليمني للجنوب العربي... وعلى المقاومة الجنوبية الا تتصرف في لحظات انتصاراتنا الراهنة كمهزومين ، وفي لحظات التباينات كمراهقين ، وعلينا الاستمرار في المقاومة بالرصاص والخبز والدواء والكلمة .. فقد تعلمنا من الحراك الجنوبي السلمي ومن المقاومة الجنوبية خلال 100 يوم انه بوحدة الصف يمكن لإمكانيات بسيطة ان تغير معادلات كبيرة...

ان الاستحقاق الذي ينتظر المناضلين الجنوبيين الذين يخوضون المعارك في اكثر من خمسين جبهة جنوبية حتى الان ، ليس استحقاق رئاسة او وزارة او جاه ، بل هو ان يستحق المناضلون وطنهم وان يكونوا جديرين بحمل رسالته التاريخية.'' المحامي 

 علي هيثم الغريب

عدن ٢١ رمضان ١٤٣٦

٨ يوليو ٢٠١٥