أستاذ في القانون الدولي يوجه دعوة لعقد مؤتمر جنوبي السلطة مع جنوبي خارج السلطة

2015-07-19 08:38
أستاذ في القانون الدولي يوجه دعوة لعقد مؤتمر جنوبي السلطة مع جنوبي خارج السلطة
شبوة برس- خاص - عدن

 

قال خبير في القانون الدولي أنه طرأت عليه فكرة الدعوة الي أهمية عقد اجتماع بين أعضاء جنوبيين من السلطة الشرعية وممثليين عن المقاومة الجنوبية والمكونات والشخصيات الجنوبية لبحث سبل تفادي حصول صدام بين الطرفين ووضع أسس الحد الأدني من التنسيق والتفاهم بينهما حتي لا يستغل الآخرون تباين أو تعارض مواقفهم لزرع بذور الفتنة والصدام بين الجنوبي

 

وقال أستاذ القانون الدولي د محمد علي السقاف أن الفكرة ليست لها علاقة بفكرة عقد المؤتمر الجنوبي الجامع الذي أجهض وطبيعته واهدافه تختلف مع دعوتي هذه

 

دواعي الفكرة التي اطلقها هنا استمدت من قيام إحدي فصائل الحراك الجنوبي المطالب بفك ارتباط الجنوب باليمن الحكومة اليمنية التي تعتزم العودة من السعودية الي عدن من “أي عمل تمس الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية وحرف مسارهما وأي خطوات استفزازية قد تنتج عنها ردود  أفعال قوية وغير متوقعة تؤدي الي حالة صدام “ انتهي الاقتباس

 

أولا- جدول أعمال المؤتمر المقترح

سنتعرض هنا الي بعض النقاط المقترحة

 

١- موضوع سلاح المقاومة الجنوبية التي حصلت عليها من التحالف العربي

التمييز بين السلاح والمعدات التي حصلت عليها المقاومة الجنوبية من قبل دول التحالف العربيين السلاح المكتسب خارج هذا الاطار وخاصة الأسلحة التي كانت في حوزة الحوثيين وجماعة صالح التي كسبتها المقاومة في معاركها ضدهم ودفع ثمنها غاليا شهداء جنوبيين من المدنيين ورجال المقاومة

تسليم السلاح والمعدات المقدمة من التحالف العربي بغرض تحرير عدن والتي اصبحت بيد المقاومة الجنوبية ارى انها ستطرح حتما في المدى القريب اومستقبلاً منبها بذالك احدى المجموعات الالكترونية الجنوبية بضرورة التفكير مبكراً في كيفية حل هذه الأشكالية قبل حدوث صدام بسببها بين السلطة الشرعية والمقاومة الجنوبية بتداول الأمر بين المقاومة والنخب الجنوبية المثقفة

إذا حدث وطالبت السلطة الشرعية نزع سلاح المقاومة واستعادتها قبل حل قضية الجنوب قد يقابلها مطلب جنوبي بأن يتم التعامل معها بمثل تعامل السلطة مع الاسلحة التي في حوزة القبائل اليمنية والمقدرة وفق الكتاب وخبراء القبيلة في اليمن بانها تمتلك نفس كميات الاسلحة التي تمتلكها الدولة بأستثناء الطيران والبحرية فاذا نجحت السلطة بعزل السلاح من القبائل اليمنية حينها سيكون الأمر مختلفا

 

٢- الوقوف امام مستقبل الجنوب

إجراء نقاش صريح ومباشر بين جنوبي السلطة وجنوبي خارج السلطة واحترام كل طرف موقف الطرف الآخر دون تخوين وتوجيه تهم العمالة حول النقاط التالية

بخصوص مخرجات الحوار ومشاريع الأقاليم الست ونظام الدولة الأتحادية ومشروع الدستور الأتحادي أم استبدال تلك الصيغ بصيغ جديدة بنظام الأقليمين والدولة الكونفيدرالية والنص في مشروع دستور معدل تنظيم إستفتاء مزمن لشعب الجنوب في حقه بتقرير مصيره

توافق على إمكان مطالبة الطرفين للاقليم والامم المتحدة علي إعطاء شعب الجنوب حق تقرير مصيره وتنظيم إستفتاء شعبي حصرياً عليه إنطلاقاً من ان الوحدة قد انتهت بفعل الحوثيين ونظام صالح واثبتت الاحداث الاخيرة والماضية ان جميع السلطات المهيمنة علي مفاصل السلطة في عهد صالح والحوثيين والاحزاب الشمالية هم اعداء الجنوب والجنوبيين لرفضهم الاعتراف بالهوية الجنوبية المختلفة عن هويتهم وموروثهم الثقافي والتاريخي وقد اكدت علي ذلك في طريقة تعاملهم التمييزي في الجنوب وفي اليمن الشمالي في الاحداث الدامية الاخيرة وعليه لم يعد هناك مجالاً لتطبيق الحلول التي اعدت قبل الحرب للأخذ بها الان بعد الحرب بوصول الحوثيين وحليفهم صالح الي السلطة الفعلية في اليمن مما يتطلب ذلك في البحث عن حلول جذرية اخري حتى لا تتكرر دورات العنف والحروب من جديد في هذه المنطقة الحساسة من العالم

 

ثانيا- التمويل والتنظيم

إما ان تقوم الامم المتحدة بتنظيم وتمويل عقد المؤتمر الجنوبي -الجنوبي علي غرار مؤتمر دبي الذي نظمته في مارس ٢٠١٣ في فترة جمال بن عمر مبعوث الامم المتحدة السابق وفي حالة وجود صعوبة قبول الامم المتحدة تكرار مبادرتها السابقة بإمكان قيام الإمارات العربية المتحدة باستضافة المؤتمر او المملكة العربية السعودية التي استضافت مؤتمر الرياض في مايو الماضي او ان تقوم الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بهذه المهمة في مقرها بالرياض

تبني أمانة مجلس التعاون الخليجي مثل هذه المبادرة كمنظمة عربية إقليمية ستعطي إشارة إيجابية غير مباشرة لشعب الجنوب ومكوناته انها بذلك تسد النقص فيما أهملته المبادرة الخليجية من جهة ومن جهة أخري تؤكد التعاون بين المنظمات الاقليمية والامم المتحدة وفق  (الفصل الثامن ) من ميثاق الامم المتحدة المتعلق بالتنظيمات الاقليمية وهنا يكون مجلس التعاون الخليجي يحذو تجربة مبادرة الامم المتحدة التي قامت بها في دبي في عام ٢٠١٣ وليس بعمل خارج نطاق التجربة الاممية

 

الخلاصة

اري ان هذه الدعوة التي اقترحتها ستعمل علي تفادي اي صدام مستقبلي بين الاطراف الجنوبية في السلطة ومن هم خارج السلطة وبطبيعة الحال بالامكان تحسين هذه المبادرة وتطويرها او طرح افكارا اخرى بديلة تسعى الى تحقيق نفس الاهداف وتساهم علي الحفاظ علي الامن والسلم الدوليين في المنطقة والعالم واتمنى من الاخوة التعميم ونقل موضوع هذا المقال ونشره في المواقع الجنوبية الالكترونية لتعميم الفائدة واثارة النقاش حولها

 

د محمد علي السقاف - أستاذ القانون الدولي السابق

 جامعة السوربون بباريس

بريطانيا في ١٩ يوليو ٢٠١٥