فرصة وحيدة يستطيع الحوافش من خلالها إطالة الحرب.

2015-07-31 16:41
فرصة وحيدة يستطيع الحوافش من خلالها إطالة الحرب.
شبوة برس- خاص - عدن

 

نعرف جميعا بأن صالح والحوثي أصبحوا خارج اللعبة السياسية، وخارج الدين والانسانية، وأصبحوا أعداء للشعب اليمني جنوبه وشماله، أصبحوا أعداء للأمة جمعا. أصبحوا أعداء للسلام والإسلام، خسروا كل شيء لم يتبق لهم إلا أجسادهم المحروقة والمشوهه والمليارات من الدولارات التي نهبوها من قوت الشعب.

خسر الحوافش الحرب تحت ضربات المقاومة الجنوبية (التي ذاقت صنوف من العذاب منذ احتلال الجنوب عام 1994م)، وتحت قصف طيران دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية (التي قررت إخراج اليمن جنوبه وشماله من براثن التخلف واطماع الفرس).

 

الفرصة اﻷخيرة التي ينتظرها الحوافش.

صالح والحوثي بانتظار خطأ قاتل من قبل الحكومة اليمنية الشرعية أو من قبل دول التحالف العربي وهذا الخطأ هو التنكر لتضحيات المقاومة الجنوبية من قبل التحالف أو الحكومة الشرعية والانتقاص من هدفهم المتمثل في تحرير الجنوب واستقلاله، حينها ستتحول المعركة لا سمح الله إلى معركة بين السلطة الشرعية وبين المقاومة الجنوبية كما يريدها بعض دعاة الفتن وعلى رأسهم الإخونجية الإيرانية وبهذه الحالة يتسنى لصالح والحوثي العمل في ظل هذه الحرب والزج بما تبقى من أنصارهم مرة أخرى إلى الجنوب واستخدام بعض القيادات الجنوبية المؤتمرية والإخوانية المناصرة لهم "وهم قلة " لتهييج الشارع الجنوبي الغاضب من الحكومة اليمنية إذا ما اتخذت موقف كهذا ليقولوا لهم هذه هي الحكومة الشرعية وهذا هو التحالف العربي الذي أيدتموهم.

 هذه هي الحالة الوحيدة التي يستطيع صالح والحوثي من خلالها خلط اﻷوراق وإطالة أمد الحرب، لأن قضية الجنوب قضية عادلة وشعب الجنوب لا يبخل بالتضحية من أجلها، كما أن ساسة اليمن دأبوا على استخدام القضية الجنوبية للتوظيف السياسي. الإخوان المسلمين وأولاد اﻷحمر قبل ثورة 11 فبراير 2011م بدأوا بتهييج الشارع  اليمني ضد صالح بالدخول من بوابة القضية الجنوبية، ونتذكر قيادات الإخوان ومنهم حميد الأحمرعندما كان يطل على شاشة الجزيرة وغيرها ويتحدث عن احتلال الجنوب من قبل صالح، وكذلك  انصار الله استخدموا القضية الجنوبية في محاولة لكسب الشعب بتقديم أنفسهم على أنهم أصحاب عدل وحق وظلوا يتشدقون بدفاعهم عن القضية الجنوبية، وحتى صالح نفسه وعلي محسن اﻷحمر عندما اختلفوا وظفوا القضية الجنوبية في عدة مناسبات ليثبت كل واحد منهم بأنه عاد إلى صوابه، ونتذكر أول خطاب للأحمر عندما أنظم لما سمي حينها ثورة التغيير وقال أن الشمال واقع تحت الاستبداد والجنوب واقع تحت الاستعمار.

 

نتمنى من الحكومة الشرعية والتحالف العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية أن يتفهموا حق الجنوب بالحرية والاستقلال وعليهم أن يعلموا أن من أحرق صناديق الاقتراع في انتخابات فبراير 2012م لافشال الانتخابات اليمنية في الجنوب وقدموا كوكبة من الشهداء والجرحى في الذكرى الأولى للانتخابات على ايدي الإخوان المسلمين، هم أنفسهم من يقاتل اليوم في عدن وكل مناطق الجنوب ومن أجل الجنوب وليس من أجل الشرعية اليمنية.(ليس كرهاً للرئيس هادي فأهلا به رئيسا للجنوب ولكن حبا باستعادة الوطن المحتل وكرهاً للاحتلال).

 

كما إن من ترك عمله واقفل متجره في بلاد الغربة ليعود إلى القتال في الجنوب هم أنفسهم من كانوا يجمعون التبرعات من قوت أولادهم منذ عام 2007 إلى اليوم لدعم المقاومة (السلمية قديما والمسلحة حالياً)، وهم من رفع علم الجنوب في عدة مناسبات وفي كثير من المحافل الدولية وهم من سُجِنوا وتعرضوا للملاحقة في عدد من دول المهجر، وهم أيضا من خرجوا في شوارع جدة والرياض والدمام وفي أوروبا وأمريكا في مسيرات ومظاهرات ابتهاجا بانتصارات الجنوب رافعين علم دولتهم الجنوب، وهم من يقاتل إلى أن يتحرر الجنوب بإذن الله.

 

إلى دول التحالف والسلطة الشرعية.

فلا تعطوا الفرصة لصالح والحوثي بالسيطرة على اليمن من جديد ولا تلوموا الشعب الجنوبي إن فقد الثقة بالجميع مستقبلا كما فقدها مع حكام وأحزاب صنعاء إن لم يحصل على حريته واستقلاله بعد كل هذه التضحيات التي قدمها خلال الـ 25 السنة الماضية.

 

من سياسات عصابات صنعاء.

عندما رأى عملا إيران من الاخونجيين والحوافش انتصارات المقاومة الجنوبية في الضالع وعدن بدأوا يروجون ويبثوا الإشاعات في صفوف المقاومة الجنوبية بأن السعودية والسلطة اليمنية الشرعية هددوا الجنوبيين بمعاملتهم معاملة الحوثيين أن هم أرادوا الاستقلال، ويهاجمون المقاومة الجنوبية ليلا ونهارا على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، ومنهم سعوديون كـ عوض القرني، ومطلقوا هذه الإشاعات يعرفوا مدى تحسس الشعب الجنوبي من هذا الموضوع فهذه الإشاعات أراد أصحابها تحطيم وتدمير عزيمة شباب المقاومة في الجنوب لصالح حلف صالح والحوثي (وليس كما يظن الإخوان بأنها لصالحهم وسيستلمون اليمن على طبق من ذهب) ولكن أبناء الجنوب على ثقة كاملة بالله سبحانه وتعالى ثم بأشقائهم في دول مجلس التعاون، ولديهم اﻹيمان الكامل بعدالة قضيتهم والذود من أجلها ولو وقف العالم كله ضدهم.

 

الحل الأمثل لكل مشاكل اليمن.

لا حل دائم غير الاستقلال الكامل للجنوب ومن المؤشرات على ذلك هو:

1. تجربة 25 سنة أثبتت فشلها في أي حلول ترقيعية أخرى غير الاستقلال التام والناجز.

 

2. اعترف الجميع في مؤتمر حوار صنعاء وفي كل المناسبات والمحافل المحلية والدولية بأن حل القضية الجنوبية هي مفتاح الحل لكل قضايا اليمن

3. برهنت الحرب اﻷخيرة بأن الجنوبيين مستعدين للتضحية في كل زمان ومكان من أجل استقلال وطنهم.

4. من خلال ما جرى وما تجري من أحداث في اليمن ومنها الحرب الدائرة حاليا بأن الهوّة كبيرة بين الجنوب والشمال وبان العداء مستفحل وتوحي الأحداث بأن هناك حروب ومواجهات قادمة إن لم يستقل كل منهما عن الاخر.

 

لذلك نتمنى من دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية العمل على مساعدة الشعب اليمني والشعب الجنوبي لاستعادة الدولتين (دولة الجنوب العربي ودولة اليمن) الذي لا وجود لهما اليوم كحكومات على أرض الواقع.

* بقلم : ساهر العدني