مجانين يعبثون بوطن .. أبطال مسلسل الممثل الوحيد لشعب الجنوب

2015-09-23 20:38
مجانين يعبثون بوطن .. أبطال مسلسل الممثل الوحيد لشعب الجنوب
شبوة برس- خاص - عدن

 

خفتت اصوات كثيره كانت تدعي انها تمثل الجنوب عند ارتفاع اصوات الرصاص والمدافع وعندما سالت الدماء وكشف الاحتلال عن دمويته ...لكن هذه الاصوات عادت باسلوبها القديم ، الممثل الوحيد ، وكانها لا تعلم بان هناك مقاومة وحرب ودماء وشهداء وان هناك شعب نهض وقاوم عندما غابت تلك الاصوات التي تدعي القيادة وتشكلت مقاومته الذاتيه وظل يقاوم بمجهوده الذاتي قبل ان يلتفت اليه التحالف والشرعية التي غادرت الجنوب بكافة مكوناتها السياسية والامنية والدفاعية قبل ان تبدأ المعركة على الارض , كما ان تلك الاصوات مازالت في غيبوبتها لا تعلم بان هناك  قوة جديدة اصبحت على الارض  تمثل واقع جديد .

 

ومثلما افرزت الثورة السلمية متغيرات على الارض كذلك افرزت المقاومة المسلحة واقع جديد ايضا تعتقد تلك الاصوات انه حقها ..

 لا ادري الى متى سيظل البعض يتخيل انه في قمة الهرم والاخرين دونه او في الاسفل منه !!

 

ان الابداع في العمل السياسي اليوم هو العمل الذي يخفف معاناة شعب يدفع ثمن اخطاء قيادات غير مؤهلة فرضت نفسها بالشرعية السلمية او أتت بها حسابات سياسية معينة ولم تحقق الا الفشل لكن اقبح انواعه فهو العودة الى إقناعنا عبر بياناتهم بتجريب الفشل مرة اخرى .

 

 ان منتجي  البيانات ربما لا يعلمون بان اعداء الوطن يقيّمون حجم كل طرف بقدرته على مواكبة المتغير وبمعنى اخر فان اصدار بيان لا يكلف الكثير بينما التضحيات التي قدمت في سبيل تحقيق هذا الانجاز جاءت ثمرة جهد موحد لشعب غابت عنه كثير من قياداته العسكرية في ساعة الصفر الاولى وهي ساعة الحسم وساعة تصنع الرجال والرجال يصنعون النصر .

 

من المحزن ان نرى جهات واشخاص يقزمون المقاومة الجنوبية التي اعترف بها الاعداء وتعلم منها الاشقاء والاصدقاء ويجعلونها اليوم مكون ضمن عدة مكونات بعضها وهمية ومفرخة يذيلون بها البيانات القديمة في قالب وصاية جديد باعتماد واهم بان ذلك سيزيدهم وزنا سياسيا , لكن الحقيقة انه عمل يقزم من يسعى ان يكون وعاء حصري ينصهر فيه الجنوب ويصبح لون واحد تحت عباءة من يسمون انفسهم مجلس قيادة الثوره أو المجلس الإعلى . فنقول لهم ان المقاومة الجنوبية موحدة وقوية ويصعب تقسيمها وليست هي التي ارفقتموها مكونا من المكونات التفريخية التي تتقنون صنعها فهي اكبر من حجمكم يا سادة .

 

المقاومة شعب وارض وانسان وهوية..المقاومة جماجم واشلاء .. المقاومة دموع ودماء ليست مكون تذيلون بها هراء بياناتكم .. المقاومة مناضلون كانوا قدوة لنا ولم يبخلوا علينا عندما كانوا بيننا في الثورة السلمية وجسدوا ذلك بان سبقونا في التضحيات من اجل صناعة النصر الجنوبي .

 

ان من يحاول اختطاف المقاومة الجنوبية وانتصاراتها عليه ان ينظر الى جبل شمسان هل يستطيع ان يغير اسمه وحجمه وبالتالي عليه ان يقدر حجمه الطبيعي وتاثيره في الواقع الجنوبي اليوم .

 

لذلك ادعوكم الى العقل والمنطق وان ندرك ان حديث وعقول السياسيين اليوم يجب ان تتغير وفقا لمجريات الاحداث والمتغيرات وليس كما كانوا عليه بالامس لاسباب عدة توجب ان نتكلم ونعمل بما يريده من حولنا.

 

ان المطلوب اليوم لغة المصالح وليس اللغة الثورية الفارغة من الثورية  التي شربنا منها ما فيه الكفاية , لانه ببساطة يعرفها الجميع اليوم لدينا شركاء قدموا كل غالي ونفيس من اجلنا ولولا ما قدموه بعد توفيق الله ما تحقق كل ما تحقق .

 

لذلك يجب ان نترك لغة الغوغائية القديمه ونتكلم بلغة  يفهمها الشركاء الذي نريد منهم تكملة المشوار معنا واعادة البناء والاعمار والتاهيل العسكري والمدني .

 

يجب ان لا نختصر قضيتنا في حزب الاصلاح وبادي والحذيفي ويحب ان نعمل وفقا" لما تقتضية المرحله.

 

واذا كنا في المليونيات السابقة نرفع اعلام دول الخليج ونقول نريد منكم موقف سياسي وانساني نحو الجنوب وشعبه ..فقد اتوا الينا اليوم بكل ثقلهم العسكري والسياسي والاقتصادي فلا نفوت الفرصة من اجل نزوات غريبة عقيمة ، ولغة  تجاوزها المنطق والعقل .

 

العالم اليوم يدار اليوم بالمصالح وليس بالنظريات والخطاب السياسي القديم الذي لن يأكّل الجنوبيين عيش ويسقيهم ماء .. ولن نبتي وطن بهذه الطريقة العمياء ؛ فحذاري من انتاج الماضي وانتاج ازمة سياسية جنوبية  شانها شان هذا الخطاب في  المنعطفات السياسية الجنوبية التي خلقت لنا ازمات متعددة اوصلتنا إلى باب اليمن ولن نستطيع الخروج منه الا اذا تغيرت عقولنا  السياسية للتعامل مع الحاضر بالاستفادة من دروس الماضي .

 

* بقلم : صالح علي بلال - ناشط سياسي وحقوقي