سياسيون وأكاديميون: على التحالف تثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب لضمان النصر

2015-11-05 05:25
سياسيون وأكاديميون: على التحالف تثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب لضمان النصر
شبوه برس - متابعات - عدن

 

أشاد أكاديميون بجامعة عدن وباحثون ونشطاء سياسيون جنوبيون بدور التحالف العربي في مواجهة المد الإيراني في الجزيرة العربية، كما أشادوا بالدور الذي قدمه مركز الملك سلمان في الإغاثة والدور الكبير الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة في جوانب الإغاثة وإعادة تأهيل البنى التحية في مدينة عدن، ممثلة بتلك الأعمال التي يقوم بها الهلال الأحمر الإماراتي.

 

كما دعوا دول التحالف لمواصلة دعمها الاستراتيجي لمحافظات الجنوب المحررة، وبما يرتقي إلى تثبيت الأمن والاستقرار فيها والحفاظ على النصر المحقق، بوصف استقرار الجنوب ضمانا لاستكمال النصر للمحافظات الشمالية.

 

جاء ذلك خلال ندوة سياسية بعنوان «دور المقاومة الجنوبية والتحالف العربي في مواجهة الحرب والتدخل الإيراني في المنطقة»، نظمها بمدينة عدن مركز «مدار» للبحوث والدراسات وحملت شعار «عدن تنتصر للعرب»، وهدفت الندوة السياسية التي استمرت يومين متوالين، بحسب د. فضل الربيعي رئيس مركز مدار للدراسات والبحوث إلى الكشف عنُ خطط وأبعاد الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح ومن يقف خلفهم، وكذلك إبراز دور الُمقاومة الجنوبية وُدول التحالف العربي في إفشال الُمخطط العدواني تجاه أمن واستقرار المنطقة، إلى جانب إبراز أهمية التلاحم العربي في مواجهة التحديات الراهنة.

 

من ناحيته أشاد محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد، في كلمة ألقاها بالمناسبة، بالموضوعات التي تناولتها الندوة السياسية، مشيدا بدور التحالف العربي والسعودية والإمارات في تحرير عدن، كما أشاد بالمقاومة الجنوبية وكل أبناء وسكان مدينة عدن عن دورهم في الدفاع عن مدينتهم من ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح، داعًيا الجميع إلى العمل للحفاظ على النصر الذي تحقق لعدن،

 

مضيًفا بالقول: «مثلما انتصرنا في تحرير عدن يجب علينا أن ننتصر في إعمار وبناء عدن، ولن تنتصر عدن إلا بتكاتف الجميع».

 

وارتكزت الندوة السياسية التي استمرت ليومين متتاليين على 3 محاور رئيسية، أولها أهداف وأبعاد الُمخطط الإيراني على أمن واستقرار المنطقة، وكيفية مواجهته، وثانيها دور التحالف العربي والُمقاومة الجنوبية في تحقيق النصر وأهمية تماُسكها في مواجهة التحديات الراهنة وثالثها استراتيجية إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار.

 

وتضمنت الورشة السياسية عدًدا من الأوراق البحثية العلمية قدمها نخبة من الباحثين والمتخصصين والأكاديميين الجنوبيين، أبرزها «المخططات الإيرانية في المنقطة العربية»، وثانيها «أهمية ودور قوات التحالف العربي في إسقاط المخطط الإيراني في المنطقة»، إلى جانب الحديث عن «الوضع في اليمن.. ومسارات السياسة والحرب».

 

وتوقفت مخرجات الندوة السياسية حول قضيتين، الأولى الدعوة والعمل على هيكلة وتنظيم المقاومة في إطار مؤسسي واحد يستوعب كل المقاومة الفعلية صاحبة الفضل وإنجاز النصر الذي تحقق على ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح بإسناد قوات التحالف، وكان من نتائجه تطهير ما يساوي 93 في المائة تقريبا من أراضي الجنوب، التي اجتاحتها الميليشيات في مارس (آذار) الماضي.

 

ودعا المشاركون في الندوة قيادة المقاومة بصفتها المعنية بهذا النصر للإسراع في إعادة بنائها وفًقا لهيكل يستوعب المشروع والأهداف التي سقط في سبيل تحقيها الآلاف الشهداء والجرحى، مؤكدا على أحقية المقاومة الجنوبية إدارة تثبيت الأمن والاستقرار في المناطق المحررة ودعوة دول التحالف لتدريبها وتأهيلها والنهوض بمهام كهذه، وعدم السماح لأي قوى بالنيل من هذه المقاومة وأهدافها وتفريقها إلى جماعات لا تخدم الهدف العظيم الذي يسعى شعب الجنوب لتحقيقه ولا يرتقي إلى مستوى تضحيات شهداء الجنوب الأبطال، محذرين من أي محالة من قبل أي قوى سياسية تحاول استقلال هذا النصر والعمل على تجييره لأي أهداف لا تخدم قضية شعب الجنوب ولا تستجيب لتطلعات أبنائه.

 

وفي إطار البعد القومي ومستقبل علاقات الجنوب ومحيطه العربي الإسلامي، نوهت الأوراق بأن انتصار المقاومة الجنوبية على ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح إنما يمثل انتصاًرا لكل العرب والمسلمين في مواجهة مشروع التمدد الإيراني في المنطقة العربية الهادف إلى زعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة.

 

وخرجت الندوة بعدد من التوصيات، أبرزها التأكيد على استمرارية النضال التحرري لشعب الجنوب واستكمال تحرير بقية المناطق من قوات وميليشيات الحوثي وصالح، ومنها منطقة مكيراس وبيحان والعمل على تحقيق كل الأهداف التي سقط في سبيلها الشهداء والجرحى.

 

وأوضحت الندوة أن إعادة إعمار النفوس في المجتمع الجنوبي لا تقل أهمية عن إعادة إعمار البنية التحتية، وأن عملية الإعمار هي عملية شاملة في المجتمع، مشددة على رفض وإدانة أي محاولات لاستقطاب أو شق صف المقاومة الجنوبية من قبل أي جهة كانت وتحت أي تسمية.

 

وأوصت الندوة بتمكين المقاومة الجنوبية من القيام بدورها في تأمين وحماية الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة، وضرورة الإسراع في إعمار ما خربته الحرب في الجنوب في المقدمة مدينة عدن ولحج على أن يناط ذلك بجهة جادة وإخضاع ذلك لمعايير الشفافية والنزاهة والوضوح والاستفادة من رؤية إعمار حضرموت، داعية إلى الاهتمام بأسر شهداء الجنوب عبر مراحله النضالية المختلفة وعلاج جرحى الحرب والاهتمام بهم.

 

وأكدت توصيات الندوة على أن أي تسوية لإنهاء الحرب لا تستوعب حل قضية الجنوب حلاً عادلاً يرتضيه شعبه، فإن الأمور قد تؤدي إلى عدم استقرار المنطقة عموما، مؤكدة على دور الحراك الجنوبي الريادي في تأسيس وعي المقاومة للجنوب الذي شكل دافًعا للمعنوية، مشددة على أن المقاومة هي امتداد للحراك وعدم الفصل بين أهداف الحراك والمقاومة التي فرضها واقع الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي وصالح على المناطق الجنوبية.

*- الشرق الأوسط