قالت مصادر قبلية في محافظة شبوة، لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات التحالف ضيقت الخناق على عمليات تهريب الأسلحة والمشتقات النفطية التي تصل إلى المتمردين الحوثيين وقامت، أمس، طائرات «الأباتشي» بالتحليق، على علو منخفض، فوق ميناء بئر علي بمحافظة شبوة، وأطلقت تحذيرات شديدة اللهجة للسفن التي تحاول الرسو وهي السفن غير المرخص لها من التحالف العربي بالوصول إلى السواحل اليمنية.
كما شمل التحذير التحركات الميدانية على الساحل. ووفقا لشهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، فقد فر معظم سائقي الشاحنات، التي كانت ترابط بجوار الميناء، بشاحنات بعد تحذيرات طائرات التحالف التي هددت باستهداف أي سفينة غير مرخصة وأي تحركات مشبوهة لنقل أسلحة أو مواد نفطية مهربة، وهي المواد التي تؤكد المصادر أنها تنقل إلى المتمردين الحوثيين في صنعاء وباقي المحافظات، عبر محافظة البيضاء.
وعلق مصدر حكومي بارز في شبوة على الأنباء التي تترد بشأن استخدام أراضي وسواحل شبوة لتهريب الأسلحة والمشتقات النفطية إلى الحوثيين في شمال البلاد.
وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن هناك أطرافا تسعى إلى تسليط الضوء على محافظة شبوة في هذا الجانب، دون غيرها، وإن الهدف الرئيسي هو إبعاد الأنظار عن التحركات وعمليات التهريب الكبيرة التي تجري في مناطق وموانئ أخرى.
وأضاف أنه وفي ضوء المعلومات التي لديهم، فإن عمليات تهريب الأسلحة والمشتقات النفطية والبضائع والسيارات وغيرها تتم عبر موانئ سيحوت ونشطون وقشن في محافظة المهرة والضبة والشحر في محافظة حضرموت (تحت سيطرة تنظيم القاعدة)، مؤكدا أن هذه الموانئ، على بحر العرب، أصبحت هي البدائل لميناء ميدي على البحر الأحمر (شمال غربي اليمن)، الذي كان يستخدمه الحوثيون لسنوات طويلة لتهريب الأسلحة إلى الداخل، والذي بات، حاليا، تحت سيطرة قوات التحالف وقوات الجيش الوطني.
وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، إن سيارات رباعية الدفع وشاحنات (بعضها يحمل لوحات معدنية بأرقام دولة مجاورة)، تنقل كل المواد المهربة التي تخرج من تلك الموانئ، عبر الصحراء، إلى المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون. ولم ينف المصدر، في الوقت ذاته، تهريب مشتقات نفطية وبضائع عبر موانئ محافظة شبوة إلى شمال البلاد، لكنه أرجع الأمر إلى المساحة الكبيرة للمحافظة، وإلى عدم وجود أجهزة أمن وقوات جيش للانتشار في تلك المساحات وضبط الأمن فيها.
في غضون ذلك، سيطرت قوات من المقاومة الشعبية والجيش الوطني، أمس، على الحقول والمواقع النفطية في محافظة شبوة، جنوب شرقي اليمن.
وقالت مصادر محلية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المقاومة والجيش الوطني سيطرا على حقول نفطية جديدة في صحراء مديرية عسيلان (وادي جنة)، ليكونا بذلك مسيطرين على كل الحقول وخطوط أنابيب النفط بين محافظتي شبوة ومأرب المتجاورتين في تلك المديرية.
وذكرت المصادر أن السيطرة على تلك المواقع الحيوية جاءت في ظل مواجهات ما زالت تشهدها المنطقة، حيث تسيطر الميليشيات الحوثية على ثلاث مديريات في المحافظة وهي عسيلان وبيحان وأمعين