قصة الشهداء السبعة( والغزو البرتغالي للشحر) للشهيد الشيخ / سالم بن صالح باعوين

2016-03-24 20:10
قصة الشهداء السبعة( والغزو البرتغالي للشحر) للشهيد الشيخ / سالم بن صالح باعوين

صورة تعبيرية من أرشيف شبوه برس لأضرحة شهداء الشحر التي دمرتها عناصر القاعدة

شبوه برس - خاص - الشحر

 

حبيت أنقل لكم هذة القصة الواقعية لأهل حضرموت الأبطال البواسل التي ذكرت قبل 500 عام ولازالت أضرحتهم موجودة الي يومنا هذا ..

من أبرز معالم التاريخ الوطني بحضرموت تلك المقاومة الباسلة التي ابداها أهل الشحر العزل من السلاح في وجة الحملة الإنتقامية التي شنها البرتغاليون علي مدينتهم ..بعد أن إنهزم البرتغاليون المستعمرون أمام الأمير( مرجان الظافري) في عدن سنة(923) هجرية (1517) ميلادية ادركوا ان الشحر هي احد الروافد الرئيسية التي تمد عدن بجانب من قوتها ومنعتها ..وبما ان البرتغاليين رغم هزيمتهم امام الامير مرجان الظافري ظلوا طامعين في الإستيلاء علي عدن..فقد قرروا أن يدمروا اولا إمكانيات الشحر المادية والبشرية حتي لاتتمكن في المستقبل من تقديم اي عون مادي لعدن..وذلك لكي تصبح عدن سهلة السقوط في أيديهم..فوصل من الهند البرتغالية إلي الشحر صباح يوم الخميس التاسع من شهر ربيع الاول سنة 929 هجريه (1523) ميلادية أسطول برتغالي مكون من ثماني سفن حربية وأرسل القائد البرتغالي ( لويس دي متريس) لحاكم الشحر الامير( مطران بن منصور ) مطالباً السلطان ( بدر الكثيري/ بوطويرق) بممتلكات شخص برتغالي زعم أنه مات في الشحر..وأن السلطان المذكور إستولي علي تركته..وطلب القائد البرتغالي تسليم المتوفي إليه في الحال وإلا فإنه سوف يأخذها بالقوة وكان هذا الطلب سبباً مفتعلاً لغزو الشحر .. فنفي الامير مطران علمه بالشخص المتوفي وبتركته وأخبر القائد أن السلطان بدراً في حضرموت الداخل وإنه سوف يعود الي الشحر بعد ايام قليلة وإنه سوف يعرض الامر عليه .فأصر القائد علي تلبية طلبة فاتضح للأمير مطران ولأهل الشحر أن البرتغاليين يبيتون أمراً لهم وكان من جملة ما قرروه أن إستعدوا لمنازلة البرتغاليين مهما كلفهم الامر .وبعثوا برسالة مستعجله الي للسلطان بدر أحاطوة فيها علماً بالموقف كما وجهوا رسالة اخري الي الأمير( عطيف بن علي بن دحدح) قائد منطقة المشقاص بطلب النجدة العسكرية السريعة لأن حامية الشحر كانت قد ذهبت الي حضرموت الداخل بصحبة السلطان بدر ولم يبق من الجند بالشحر الا بعض المسنين حراساً علي بعض المؤسسات الرسمية ..وفي بكرة يوم الجمعة العاشر من شهر ربيع الاول سنة929 هجرية 1523 ميلادية نزل الي الشحر سبعمائة من المقاتلين البرتغاليين والهنود ومعهم كل ما أستطاعوا توفيرة لأنفسهم من آلات القتل والتدمير .وابتدأوا يطلقون النار علي كل من يصادفونه .ويضرمون النار في المنازل والمستودعات والألواح وامتدت ايديهم بالنهب في المحلات التجارية .ودارت معارك في الشحر ثلاثة أيام متوالية إستشهد فيها المئات من أبناء الشحر وأحرقت المنازل والأكواخ وكان قادة المقاومة سبعة أشخاص

1- الفقيه العلامة الشيخ/ يعقوب بن صالح الحريضي

2- الفقية الشيخ/ أحمد بن عبدالله بلحاج بافضل

3- الشيخ /سالم بن صالح باعوين

4- الشيخ / حسين بن عبدالله الجمحي الملقب ( العيدروس)

5 الشيخ / أحمد بن رضوان بافضل

6 الشيخ/ فضل بن رضوان بافضل

7 الأمير مطران بن متصور حاكم مدينة الشحر

 

وقد إستشهد هؤلاء السبعة في معارك الايام الثلاثة ودفن ستة منهم في قبر واحد بالشحر يعرف الي اليوم ( بقبر الشهداء السبعة) أما الشهيد السابع فهو الشيخ أحمد بن عبدالله  بافضل فقد دفن في قبة والدة الشيخ عبدالله بلحاج بافضل... وفي صباح ثالث أيام المعركة ( أي الاحد الثاني عشر من ربيع الاول) جاء جيش المشقاص بقيادة عطيف بن دحدح لنجدة أهل الشحر فلاذ البرتغاليون بالفرار في سفنهم ..

 

فكانت هذة المعركة أول مقاومة تهب في وجة الأطماع الإسنعمارية الأوربية في اليمن او ربما في العالم العربي بأسرة عام(1523 ميلادية) وظلت ذكري هذة البطولة الوطنية نبراساً يضئ سبيل الفداء والشرف والكرامة عبر صفحات التاريخ الحضرمي ....

وقد أراد الله أن تسير الحوادث علي غير ما أراد البرتغاليون المعتدون ..

فلم يتمكنوا علي عدن بعد هذة الحادثة