الذكرى الاولى لمجزرة التواهي .. و لانها مدينتي و فيها ترعرعت منذ طفولتي .. كان من الصعب ان نتركها في أصعب أيامها أيام الحرب و الحصار عليها الذي استمر لمدة شهر ونصف , لقد صمدنا طيلة هذه المدة و من قبلها , لكن كنا نتساءل اين المنطقة الرابعة لماذا لا تتقدم لفك الحصار عن التواهي أين الدعم و السلاح الذي وصلها , و لم نكن نرى الا دبابة واحدة لا تكتفي بحمايه التواهي بل أحيانا كانت تذهب لتقديم الدعم لمقاومين خورمكسر و المعلا و هي قديمة و كم من مرة تتعطل في الطريق و في احدى المرات تعطلت امام منزلنا و لم تتحرك الا بعد ان قام الشباب بدفعها للأمام .
نعم كان تساؤلنا أين المنطقة الرابعة ؟؟
لم نكن نعلم حينها انها لم تكن سوى هذا البطل و معه ثلة قليلة من الجنود و بدعم شحيح بعد ان سلب الخونة و انصار المخلوع في جبل هيل جزء كبير من الدعم الذي وصل
رحم الله القائد الفذ و المناضل الجسور علي ناصر هادي لم يهن و لم يتراجع للحظة , قبل سقوط التواهي باقل من يومين أرسلت رساله لاحد المقربين من الرئيس هادي في الرياض أخبرته ان التواهي على وشك السقوط خلال ٢٤ ساعة كانت هناك مؤشرات كثيرة على السقوط منها عدم وصول دعم كافي وقرب نفاذ الذخيرة
اقتراب وصول قوات النخبة من الحرس الجمهوري التابع للمخلوع من التواهي و إستيلاءها على مبنى أحواض السفن في حجيف و توالي ضربات الهاون على مداخل التواهي حيث وصلت بعضها للجهة المواجهه لسكننا أمام أول نقطة مقاومة في مدخل التواهي, هناك حيث كان يتركز بعض أبطال المقاومة أعلى النقطة في جبل عين و منهم حينها من استشهد و منهم من أصيب كذلك الانسحابات المتوالية من كثير من الأهالي و مغادرتهم للتواهي بسبب الحصار مما أثر على الحالة النفسية للمقاومين
حيث كانوا يعولوا على الحاضنة الشعبية كثيرا بل اني لاحظت ان الأسر لم تعد تحضر وجبات الطعام للمقاومين كما كانوا يفعلوا يومياً بسبب الحصار الشديد على التواهي ونفاذ الطعام لدى هذه الأسر.
شخصيا لم نعد نملك في بيت اهلي الا الارز و قليل من البسكوت في اليوم السابق لسقوط التواهي غادر التواهي مالايقل عن عشرة قوارب محملة ببعض النشطاء الاصلاحيين و عائلاتهم و اخرين من أعضاء الحزب أيضاً لم أستاء من مغادرتهم هرباً من الموت القادم للتواهي بقدر إستيائي انهم غادروا محملين بأسلحتهم بينما كان المقاومون الذين رفضوا الإنسحاب بحاجة للرصاصة الواحدة ,بعض من غادروا اعرفهم شخصيا و بقدر صدمتي بهم بقدر إجلالي لمن تبقى من المقاومين و خاصة شباب حارتنا و منهم شخص أصيب بشظايا القذائف الحوثية قبل سقوط التواهي بأيام لكنه عاد في اليوم التالي للجبهة .
يوم إستشهد القائد علي ناصر هادي لم يعد هناك مجال للشك ان التواهي ستسقط و بدل الـ ٢٤ ساعة التي أخبرت المسؤول المقرب من هادي انها ستسقط ساعات لكن خلالها امتدت المدة لحوالي ٤٨ ساعة بسبب صمود المقاومة و إستبسالها لأخر لحظة
هذا المسؤول لم يقصر و لم يتجاهل إستغاثتي ,يومها اشتدت ضربات طيران التحالف للقوات الغازية على مداخل التواهي حتى ان الطيران أنخفض لأكثر مستوى ممكن ان ينخفض اليه في التواهي في الليلة الأخيرة و ماقبلها لكنه لم يكن على نفس الوتيرة في الصباح سقطت التواهي في صباح مثل هذا اليوم قبل عام
سقطت بعد حصار لم تشهده اي مدينة مثلها من قبل لا ماء لا كهرباء ( و في عز الحر ) لا غذاء كل البقالات اغلقت بعد ان نفذ الطعام منها و لم تتبقى الا بقاله واحدة بها بعض المستلزمات لكنها تخلو من الغذاء
سقطت التواهي كانت طعنة سكين في الظهر سقطت لكن ابناءها ارتقوا للسماء فداءاً لها ضحوا حتى لا تسقط كرامتنا تحت أقدام عبيد إيران سقطت لكنا لم نسقط ..كنا احرار لاخر لحظة
رفضنا الإستسلام و فضلنا المقاومة لاخر لحظة كل بما لديه انا بكلمتي امي و نساء الجيران بطبخاتهن بعض الشباب لم يكن لديهم سلاح فحملوا العصي و الحمد لله هاهي التواهي قد عادت لنا بفضل شجاعة أبطال المقاومة الجنوبية و دعم التحالف الذي سلم لأيديهم و ليس لتجار و مشايخ الحرب و الفيد
....
سارة بنت التواهي