تاريخ منع القات : بمناسبة منع دخول القات إلى عدن إليكم هذه القفشة التاريخية
في عام 1956م أصدر حاكم عدن البريطاني (توم هيكنبوتم) قرارا منع بموجبه تعاطي القات في عدن بسبب إنفاق العدنيين أموالهم وأسرافها على القات, فعمل "الموالعة" (متعاطين القا) بتحويل وجهتهم إلى منطقة دارسعد (4 كيلومتر من الشيخ عثمان) التابعة لسلطنة لحج حينها وكانت تُسمى (دار الأمير) فكانوا يذهبون وقت الظهيرة للتخزين ويعودون في المساء إلى مناطقهم.
وبعد عام واحد من إصدار ذلك القرار وبسبب حادث حصل لطفل في عدن بينما كان والده المولعي في دارسعد يتعاطى القات مع الصحبة والأحباب ولم يجد أحد يسعفه مما أدى إلى وفاة الطفل فعدلت حكومة عدن عن قرارها بمنع القات وتعاطيه في عدن وقامت بتنظيمه فهجر الناس منطقة دارسعد ولم يكن أحد من سكان عدن يذهب إليها للتخزين فنزلت هذه القصيدة ترثي دارسعد التي هجرها الناس وأصبحت خاوية على عروشها في تلك الفترة .
تقول أبيات القصيدة والتي هي بعنوان ( يا دارسعد أحزني ع القات والأحباب):
يا دارسعد أحزني وأبكي على الأحباب ..... يا دارسعد ما تلاقي مثلنا أصحاب
واليوم قاتي رجع من بعد ما كان غاب ..... وكام من في بلاده متكأه قد طاب
يا دارسعد موسمك كله سنة وشهرين ..... جاب الأمم للعُشش والخبث أبو زربين
واليوم هذا أنتهى أبكيه بدمع العين ..... ما عاد بقى للمقايل والسمر أسباب
با تفقدي للمواتر عينات وأجناس ..... فكسهول وأوبل وأوستن ومرسديس
هولدن وبوفكت والزدياك مثل الماس ..... حتى الفيات والفوكس فاجن والكاب
يا دارسعد بالأسف فين مهرجان القات ..... فين العُشش والكبائن وهاتهم بس هات
يا دار بعد السلا والأنس منك مات ..... قد كان عيدك سنة واليوم سرورك خاب
سنة وشهرين ونحنا نحمل الأغلاب ..... وكم فلوس قد صرفنا مالها حساب
هبيت وجبت يا دريور شوف أبوك لعاب ..... هات الشلن للنفاعة الرجال بالباب
لا عاد بيبسي ولا كولا ولا كوثر ..... حتى الأورانجو والكيتي رجع له فر
عرف الشمطري والعودي ومسك إذفر ..... ما عاد بقى فيك غير القش والأخشاب
القات شوفيه رجع بالسعر والميزان ..... بالكنترول والضرائب والنظام ألوان
ماشي كما كان فوضى عندكم مهتان ..... والمولعي يوميه في الغلا مهتاب
واللي يورد مايقدر يبيع تفريق ..... وأهل التفاريق بالميزان والتدقيق
والسعر معروف وعند المشتري تحقيق ..... وعلى المورد والبايع يسوي حساب
هذا النظام أحفظيه وبطلي الفوضى ..... من قال كيني قلتم هب للحوطة
يا دارسعد أحزني عالقات والأحباب
*- بقلم : بلال غلام حسين – باحث في التاريخ
16 مايو 2016م