لن تهزمونا بإفتعالكم للأزمات ولا بإعلامكم الأعور .

2016-05-29 20:19

 

 كلنا يعلم ان أزمات الخدمات ومنها أزمة انقطاع الكهرباء في عدن هي أزمات سياسية ومفتعلة الهدف منها تصوير وإظهار محافظ عدن كشخص عاجز وغير قادر على قيادة المحافظة ، ولهذا فإن وقوفنا مع محافظ عدن ينطلق من مبدأ التعاون والتعاضد الأخوي المنطلق من حرص وطني لكشف وإفشال مخطط السعي الذي تقوم به عناصر حزب الإصلاح وقيادات مؤتمرية فاسدة في عدن تضررت كثيرا من تسلم الحراك الجنوبي للسلطة في عدن .

 

وخير مثال على صدق ما أقول وان الأزمة في جوهرها سياسية ومفتعلة هو أن عدن ليست وحدها من تعاني من أزمة انقطاع الكهرباء بل تعاني من ذلك كل مدن اليمن وفي مقدمتها مدينة الحديدة ذات الحر الأشد صيفا ولكن لأن إعلام الإصلاح أعور لم يبصر او يسلط أو ينقل معاناة مدينة الحديدة ،لأن عينه المبصرة مسلطة على عدن فقط ولا ترى أحدا سواها . لذا ، فهو يحرص كإعلام حزبي أن يبحث عن السلبيات فقط في عدن ومدن الجنوب ويعمل على تهويلها وتضخيمها فهو حزب يتربص بنا وبعدن الدوائر لا لشيء إلا لأن عدن يحكمها جنوبي شريف مقاوم هو اللواء عيدروس الزبيدي قائد مقاومة الجنوب ، أما الحديدة فطالما هي بيد الحوثي وعفاش فالأمر عند الإصلاحيين وإعلامهم الرخيص هو أمر طبيعي وعادي فهم يعتبرون أن من يحكم هناك في الحديدة هم إخوة الإصلاح في المعتقد والجغرافيا ويشتركون معهم في واحدية النظرة للجنوب كأرض ومصدر للثروة يجب استنزافه وإبقائه تحت هيمنة المركز الزيدي المقدس في نظرهم والمدنس في نظرنا كجنوبيين .

 

ولأن الأمور تدار هكذا وتنسج خيوط المؤامرات علينا في الخفاء من قبل أقطاب ذلك المركز وهم "الحوثي وعفاش والإصلاح" ، لذا ينبغي علينا كجنوبيين الحذر وان نقف مع قيادة السلطة في عدن ونكون عونا لها على كشف الفساد والمفسدين وأن نكون ذراعها لاجتثاث الفساد والمفسدين في كل مرافق وإدارات عدن وأن لا نكون عونا للإصلاح والقيادات المؤتمرية ولجان الدفاع عن الوحدة المرتبطة عفاشيا ، حتى لا نخرب ونقضي ونضيع بذلك كل ما حققه إخوة النضال في ميدان المعركة بجهودهم وبدماء الشهداء والجرحى منهم .

 

فوالله لو أضعنا ذلك وتخلينا عن إخوتنا في الحراك الجنوبي وتركنا الزبيدي وشلال وبقية رفاق دربهم يواجهون مصيرهم لوحدهم لندمنا لاحقا أشد الندم ، لأن البديل القادم هو الإصلاح والمؤتمر ولجان الدفاع عن الوحدة ، اي أعداء الجنوب . بمعنى آخر أننا نسلم أمرنا ورقابنا بالمختصر لعصابات صنعاء مرة أخرى ولكن هذه المرة لن يرحمونا أبدا وسينكلون بنا كجنوبيين وهذه المرة سيكون تنكيلا على الهوية والمعتقد كما هو حاصل في العراق وسوريا ، فمعتقد الشيعة الحوثة وموقفهم من أهل السنة واحد وواضح ، ولهذا إن تمكنوا من العودة لحكم عدن في ثوب الإصلاح أو غيره سيفرغون جام غضبهم وحقدهم على الجنوب انتقاما لهزيمتهم في الحرب وتكبدهم خسائر بشرية ومادية هي الأولى في تاريخ الدولة الهادوية الزيدية منذ قيامها ولن يكونوا رحماء بنا كما حدث بعد حرب صيف 1994م لأن ذلك الزمن يختلف ، فهم لم يخسروا كما خسروا في حرب 2015م ولم تقصف وتدمر مدنهم كما هو الحال اليوم ، كما انه في حرب 1994م كان هناك طرفا جنوبيا قويا يمثله جيش الشرعية بقيادة هادي فلم يكن باستطاعة قوى الشمال حينها التكشير عن أنيابها والفتك بالجنوب وإلا لفعلوا .

 

د. عبدالله محمد الجعري