الكثبان الرملية... ‘‘قطّاع‘‘ طرق شبوة الجدد

2016-08-21 14:04
الكثبان الرملية... ‘‘قطّاع‘‘ طرق شبوة الجدد
شبوه برس - متابعات - عتق شبوه

 

تآكلت شبكة الطرقات الرئيسية في محافظة شبوة، بسبب عوامل عديدة، لعلّ أبرزها الإهمال من قبل الجهات المعنية والأوضاع التي عكستها الحرب، وعلى الرغم من وجود اختلاف في مستوى التدهور والعراقيل، بما فيها الطبيعية، من طريق إلى آخر، إلا ان أضرارها تشكّل خطراً وتهدّد حياة سالكيه.

تراكم الرمال

تشكّل الكثبان الرملية الزاحفة عائقاً وخطراً أمام المركبات، على امتداد الطريق الساحلي، الرابط بين محافظات شبوة وحضرموت وأبين وعدن، حيث أدّى تراكم الرمال أخيراً إلى إغلاق الطريق بشكل كامل في منطقة النشيمة الواقعة بمديرية رضوم الساحلية.

المواطن سعيد خبازي، سائق إحدى الشاحنات المحمّلة بالموادّ الغذائية، أكّد، لـ"العربي"، أنها ليست المرّة الأولى التي "تعترضني فيها العوائق بسبب الرمال"، مشيراً إلى أنه، والعديد من سائقي الشاحنات، يضطرّون للوقوف ساعات طويلة حتّى تتم إزاحة الرمال من الطريق.

ويذكر أن الكثبان الرملية في طريق الساحل تسبّبت أيضاً في وقوع حوادث سير، جرّاء تراكمها بكثافة في وسط الطريق.

غياب فرق الصيانة في مصلحة الطرق، جعل فاعلي الخير يتولّون توفير "شيولات" بين الحين والآخر، تعمل على إزاحة الكثبان الرملية من الطريق، ولكن هذه الجهود قد لا تستمرّ طويلاً.

طرق بديلة

يتحدّث المواطن، منصر باهدى، عن معاناة سكّان منطقة النقبة والمناطق الواقعة في مديرية حبان، مؤكّداً، لـ"العربي"، أن المعاناة لا تختصر على سالكي طريق النقبة فقط، بعد تدمير "جسر السلام" بسبب الحرب في العام الماضي، بل تشمل سكّان المنطقة الذين يجدون صعوبة في التنقّل داخل محيطهم، موضحاً أن التلاميذ والأهالي يضطرّون لأن يسلكوا الوادي بدلاً من الجسر المحطّم للوصول إلى أعمالهم، وقضاء حاجتهم من السوق.

وذكّر بأن جسر السلام، الذي شيّد في العام 1974م ويبلغ طوله 40 متراً، يعدّ من أهم الجسور في محافظة شبوة، حيث ساهم في تسهيل حركة النقل البرّي بين المحافظات.

أحدث تدمير جسر السلام، وايضاً جسر غرير، فجوة عميقة في شبكة الطرقات الرئيسية بالمحافظة، وأصبحت حركة النقل اليوم في غاية الصعوبة، حيث يسلك سكّان المنطقة، والمسافرون، والشاحنات المحمّلة بالبضائع، طرقاً تربية وعرة، بغية الوصول إلى مناطق أخرى.

مشروع لم يستكمل

مشكلة أخرى تواجه سالكي طريق العبر الدولي، الذي يعدّ من أهمّ الطرقات الرئيسية، ليس في شبوة بل على مستوى اليمن، باعتباره الطريق المؤدّي إلى "منفذ الوديعة" البرّي، الذي يشكّل البوابة الوحيدة مع المملكة العربية السعودية، بعد أن أغلقت المطارات والمنافذ البرّية الأخرى بين الدولتين، بسبب الحرب.

يشكوا المسافرون، وسائقوا الشاحنات، من الصعوبات التي تواجهم بسبب وعورة الطريق، ويرجع ذلك إلى عدم استكمال مشروع تعبيد طريق العبر، حيث لا تزال 13 كم من مسافة الطريق غير معبّدة، الأمر الذي تسبّب في تعطيل الكثير من السيارات التي تقف في الخلاء لساعات، لعدم وجود ورش صيانة قريبة من الطريق.

 

يأتي هذا في الوقت الذي يتخوّف الكثير من سالكي طريق العبر من الوقوع في يد عصابات التقطّع، التي تقوم بنهب وابتزاز المسافرين، حيث سجّلت عشرات الحالات التي تعرّض أصحابها لتقطّع من قبل تلك العصابات، ولا تزال هذه الظاهرة مستمرّة إلى اليوم.

حلول في خانة الإنتظار

مدير عام مكتب الأشغال العامّة والطرق في محافظة شبوة، حسن البرمة، قال، لـ"العربي"، إن المشاكل التي تعاني منها منظومة شبكة الطرقات الرئيسية بالمحافظـة ناتجة عن شحّ الإمكانيات.

وأشار البرمة إلى أن فرق الصيانة التي كانت تعمل على إزاحة الكثبان الرملية من الطريق الساحلي، في منطقة النشيمة، توقّفت عن العمل، بعد نفاد الميزانية المخصّصة لها.

وحول جسر السلام، كشف البرمة أن وفداً من مكتب الأشغال العامّة والطرق بالمحافظة كان قد التقى، في نهاية ديسمبر من العام الماضي، في "الهلال الأحمر" الإماراتي في محافظة عدن، وقدّموا لهم تصاميم تتعلّق بالجسر، لإعادة تأهيلة مع عشرة مشاريع أخرى بالمحافظة، ولكن جميعها تنتظر بدء التنفيذ.

في السياق، أكّد البرمة أنهم قد أبلغوا، في قت سابق، عن اعتماد رئاسة الجمهورية مبلغ 300 مليون، لاستكمال إصلاح طريق العبر وطرقات أخرى، مؤكّداً أن "هذا الاعتماد لا زال هو الآخر قيد الإنتظار".

 

*- أحمد فائز

*- صور : شبوه برس