غضب عارم ساد مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة بعد وفاة الحاج سعيد بن دويله الغتنيني في منفذ الوديعة الحدودي وهو في طريقه لأداء مناسك الحج.
أعاد هذا الحادث للذاكرة كل الصور المختزلة عن المنفذ , الذي ارتبط في الذاكرة الجماعية للمجتمع الحضرمي مؤخراً بالسلب والنهب والذل والموت.
المنفذ الذي يتبع مديرية العبر إدارياً يخضع لإدارة قوات يمنية مختلطة من المنطقة العسكرية الأولى بقيادة اللواء عبد الرحمن الحليلي.
ولكن وفي شهر يونيو من العام المنصرم 2015 وصلت قوات إلى المنفذ بقيادة العميد هاشم الأحمر سيطرت بشكل كامل على المنفذ الاستراتيجي , مبررة ذلك بحماية المنفذ من سيطرة قوات الحوثي والمخلوع صالح من جهة وكذا من القاعدة من جهة أخرى.
حضرموت ..البقرة الحلوب
يرى مراقبون أنه وفي ظل الأوضاع الحالية والظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد , من انعدام للسيولة المالية في البنك المركزي , وعدم صرف مرتبات موظفي الدولة في حضرموت , يتحتم على السلطة المحلية اتخاذ قرار شجاع بوقف إيرادات المنفذ إلى صنعاء .
وتؤكد المعلومات على أن إيرادات منفذ الوديعة لازالت تصل إلى صنعاء رغم سيطرة الحوثيين على البنك المركزي , مما يضع علامة استفهام حول علاقة الأحمر والحليلي بالمخلوع صالح .
غضب شعبي ..وتقاعس حكومي
وقالت مصادر مطلعة أن اجتماعاً عقد بالرياض لمناقشة أوضاع العالقين في المنفذ .
وخلص النقاش إلى تسليم قوات النخبة الحضرمية لمنفذ الوديعة نهاية أغسطس المنصرم , الأمر الذي لم يتم إلى الآن.
وتقول "مصادر " أن رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر قد وجه بتشكيل لجنة حكومية لإيجاد حلول عاجلة للعالقين اليمنيين في منفذ الوديعة وخاصة حجاج بيت الله الحرام.
وأكدت " المصادر " أن اللجنة الحكومية اتجهت مساء الجمعة إلى منفذ الوديعة الحدودي مع المملكة العربية السعودية، للاطلاع عن كثب على أوضاع الحجاج اليمنيين العالقين في المنفذ , دون عمل أي حلول عاجلة تذكر.
الثالوث المرعب
النهب والتقطع والاغتيالات أضحت في الآونة الأخيرة من أبرز العلامات الفارقة ارتبطت بالمنفذ وبالعصابة الأحمرية التي تديره, دون أن تحرك ساكناً من قبل السلطات المحليّة .
وما حادثة السائق وائل محمّد بن عبدات الكثيري ببعيد , فقد اغتيل على يد عصابات اعترضوا طريقه حينما كان قادماً على متن شاحنة محملة بالبضائع .
وإذ رفض الكثيري تسليم الشاحنة لقطاع الطرق , أصيب بعدة طلقات نارية في قدمه , نزف على إثرها حتى الموت.
وبلغت عمليّات القتل العمد والتقطّع في المنطقة أوجها، مؤخّراً، حيث طالت العديد من المسافرين في تقاعس واضح من القوات العسكرية التابعة للعميد الأحمر عن حماية المواطنين .
*- فاطمة باوزير – جولدن نيوز