انقذوا قناة عدن

2016-09-05 22:02
انقذوا قناة عدن
شبوه برس - خاص - جدة

 

اتصل بي قبل ايام احد الاصدقاء طالباً مني مرافقته  الى قناة عدن الفضائية التابعة للشرعية والتي ستجري معه حواراً في احد برامجها . للحديث عن احداث الساحة اليمنية بشكل عام وعن عدن بشكل خاص وافقت على طلبه وارسلت له معلومات الهوية فالدخول الى قناة عدن المتواجدة حالياً بمبنى الاذاعة والتلفزيون في جده يتطلب تصريحاً امنياً وذهبنا معاً في الموعد الذي حدد عند الساعة السادسة مساءً .

وقفنا امام بوابة المبنى وابرزنا هوياتنا لرجل الامن الذي تفحصها ثم سمح لنا بالدخول .

ذهبنا الى مكاتب قناة عدن فاستقبلنا احد الموظفين بالترحاب وطلب منا الذهاب معه الى مكتبه لمناقشة صديقي في محاور اللقاء .

دخلنا الى المكاتب فلم نجد سوى عدد ستة الى سبعة من الموظفين فقط !

فسألت الموظف لماذا لا يتواجد سوى هذا العدد المحدود رمقني بنظرة حزينة قائلاً هؤلاء هم فقط موظفي القناة الذين يديرونها .

تعجبت من كلامه وقلت له لكن الفضائية اليمنية في الرياض يبلغ عدد موظفيها الثلاثين ان لم يكن اكثر .

ابتسم ابتسامة ساخرة وقال يا استاذ محمد لا تدقق كثيراً في الامور والا باتتعب .

المهم جلسنا معه وناقش مع صديقي محاور اللقاء حتى حان الموعد للذهاب الى استوديو التصوير فانطلقا الى هناك ومكثت انا في احد المكاتب التي يتواجد بها شاشة تلفاز لمتابعة الحلقة على الهواء مباشرة .

انتظرت عدة دقائق بعد الموعد المحدد لبدء الحلقة وهو في تمام الساعة السابعة مساءً الا ان الشاشة امامي كانت تبث اغاني وطنية عن المقاومة استفسرت عن الامر من احد الموظفين الذي استأذنني للحظات حتى يطلّع على الامر وما لبث ان عاد ليخبرني ان هناك خللاً فنياً ادى الى تأخر بث البرنامج قائلاً دقائق وسيتم اصلاح هذا العطل ولكن طالت المدة وبدلاً من ان تكون عدة دقائق اضحت ساعتين كاملتين تضجرت من هذا الامر وغادرت مكاني  فوجدت صديقي امام مكاتب ادارة القناة يستفسر منهم عن الامر ففوجئنا ان المنتج والمسؤول عن البث غير موجودين في القناة وهم طبعاً من العاملين في التلفزيون السعودي ومنتدبين لدى قناة عدن .

 

التقينا بعدها بأحد الموظفين في القناة وناقشناه في موضوع القناة بعد ان رأينا اهمالاً واضحاً ومتعمداً فأخبرنا ان القناة لا توجد لها مخصصات وموظفيها لهم اكثر من خمسة اشهر بدون مرتبات وان الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة الاعلام لم توفر لهم ابسط الامكانات التي من الممكن ان تعمل بها اي محطة تلفزيونية .

حتى الانترنت لم يتم توفيره لهم وورق الكتابة والاقلام تخيلوا هذا الامر !

وعندما قلت له لماذا لا تتحدثون مع الجانب السعودي قهقه ضاحكاً وقال

الجانب السعودي يقول ان مخصصاتكم سلمت لحكومتكم فخاطبوهم .

ثم استطرد قائلاً فكرنا يا استاذ محمد بالتخاطب مع بعض التجار لدعم القناة فلو استمر الوضع على ما هو عليه ستقفل القناة بالتأكيد!

تخيلوا قناة عدن التي كانت اول قناة تلفزيونية في الجزيرة العربية تتسول من التجار مصروفات تشغيلها !

اي بؤس واي انحطاط بلغ مبلغه لدى الحكومة الشرعية بحيث تركت قناة بحجم وتاريخ قناة عدن تصل الى هذا المستوى بينما نشاهد كل يوم قناة تلفزيونية خاصة تُفتح بدعم من الشرعية !

الفضائية اليمنية والتي مقرها في الرياض يبلغ عدد العاملين فيها الثلاثون عاملاً ومتوفرٌ لديهم كافة اشكال الدعم المادي ناهيك عن بقية القنوات اليمنية الخاصة الموالية للشرعية ولديها من الدعم الشيئ الكثير .

 غادرنا القناة انا وصديقي ونحن نشعر بالحزن والأسى لما آلت اليه قناة عدن وان لم يتدارك فخامة الاخ رئيس الجمهورية والذي اثق تمام الثقة انه لن يقبل بهكذا وضع للقناة فأجزم انها ستقفل خلال اسابيع معدودة ان لم تكن ايام .

ارجوا ان تصل رسالتي هذه لفخامة رئيس الجمهورية ولمعالي وزير الاعلام الدكتور القباطي والذي اعلم تمام العلم انه يبذل جهوداً كبيرة لانتشال قناة عدن من وضعها الحالي ويعملا الى انقاذها من الوضع المزري الذي تعانيه القناة وموظفيها .

وحسبنا الله ونعم الوكيل .

 

محمد علي رشيد النعماني