الكيان السياسي الجنوبي ..لماذا بدأ يخيف القوى اليمنية ؟

2016-09-20 04:02

 

مر الجنوبيين في نضالهم من اجل (استعادة الدولة) بطور التحشيد الثوري ثم الكفاح المسلح في الحرب الاخيرة وتقول نخب جنوبية ان الكيان المزمع تاسيسه سيكون نضالاً سياسياً تتويجاً لكل تلك المراحل

بات كيان سياسي جنوبي جامع (في طور الدعوة والتاسيس) مصدر خوف وصداع للقوى اليمنية التقليدية والاحزاب التي كانت وما زالت ترى في نفسها الوصي والحاكم الازلي للبلد الفقير شمالا وجنوباً

 

وعلى وقع تلمحيات وتحركات امريكية لفصل الحالة الجنوبية عن الشمالية في اليمن ظهرت تخوفات شمالية واخرى عربية داعمة للقوى اليمنية التقليدية من ان ينال الجنوبيين حقهم في (تقرير مصيرهم) (الانفصال).

وخرجت صحيفة (قطرية) في المهجر باتهامات للامارات العربية المتحدة التي (باتت شريك الجنوب الاول) في التحرير والدماء والمصير المشترك والاهداف حيث قالت ان ابوظبي تشهد (حراكا انفصالياً).

وقالت (العربي الجديد) في تقرير لها بعنوان (حراك "الكيان الجنوبي" يتنقل من عدن إلى أبوظبي) :اجتماعات غير معلنة تُعقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي، لقيادات جنوبية تاريخية تدفع نحو تأسيس الكيان الذي يمثل بنظر معارضيه خطوة نحو الانفصال، أو على الأقل، واقعاً سياسياً جنوبياً منفصلاً عن الشمال."

 

وركزت الصحيفة التي تحمل في الغالب وجهة نظر (التنظيم الدولي للاخوان المسليمن) ويمنياً وجهة نظر حزب التجميع اليمني للاصلاح :" وضمن آخر وأحدث المواقف، أعلن نائب الرئيس اليمني الأسبق، علي سالم البيض، وهو بمثابة عرّاب الزبيدي، والذي يمثل أحد أبرز القيادات الجنوبية المؤيدة للانفصال عن الشمال، في بيان الجمعة، تأييده ومباركته لدعوة تشكيل كيان جنوبي سياسي، مؤكداً أنه سيدعمها "بكل ما يمكن". وحث مختلف القوى السياسية الجنوبية والشخصيات المستقلة على "التفاعل الإيجابي مع هذه الدعوة والخروج من حالة الانتظار واللامبالاة والاتكالية تجاه مرحلة جديدة".

 

وكان محلل سياسيا سعوديا قد اظهر تخوف عبر قناة الجزيرة من ان يتم تقسيم اليمن عبر خطة امريكية اعتمدت لتقسيم (اليمن وسوريا) حزب زعمه وقال سليمان العقيلي "أن المخطط الأميركي يتجه لتقسيم سوريا واليمن" في حلقة شارك فيها ايضا خبير امريكي.

وتاتي كل تلك التخوفات بعد تلمحيات امريكية غير رسمية لباحثين عن اتجاه واشنطن للتعامل مع اليمني (كحالتين منفصلتين) شمالية وجنوبية حيث قال كبير الباحثين في مؤسسة "أميركان إنتربرايز" ماثيو ماكينيس "أن الإدارة الأميركية تحاول إيجاد طريقة لتشكيل حكومة وحدة وطنية على الأقل في شمال اليمن،" وهو مايعني ان تفصل واشنطن في معاملتها لليمن وهو موافقة ضمنية على (فك ارتباط) في التعامل .

 

واضاف ماكنس في برنامج حواري عبر قناة الجزيرة :" وهذا الأمر سيتطلب إجراء بعض التغييرات في قرارات مجلس الأمن،" وهو مايعني ان التحرك الامريكي جدي وسيكون بصبغة اممية.

وحظي الكيان السياسي الذي دعى الية محافظ عدن واحد ابرز زعماء الحركة الوطنية الجنوبية (الحراك الجنوبي) منذ انطلاقه بتاييد واسع وشامل حيث ايدته احزاب الجنوب المتباينة (الاشتراكي والرابطة) كما ايدته شخصيات مثل الرئيس السابق علي ناصر محمد ومستشار الرئيس هادي حدير العطاس وهيئات اكاديمة ومونات جنوبية ندر ان تجتمع على امر ما طيلة تاريخها.

 

من: حسين حنشي