عادة هندسة القلوب و الحس الوطني

2016-09-27 09:55

     

من خلال متابعاتنا لبرامج بعض القنوات الفضائية بمناسبة احتفالات السعودية بعيدها الوطني ال (86) ، فانني لاخفي حقيقة شعوري بالفخر و الاعتزاز تجاه النهضة و الازدهار الذي و صل اليها اشقاءئنا في السعودية و دول الخليج العربي و ذلك في العديد من المجالات و الخدمات الهامة المرتبطة بحياة الانسان و رفاهيتة . و طبعا فان تلك الانجازات لم تاتي صدفة او من فراغ بل جاءت نتيجة تخطيط و تنظيم و قيادة و متابعة سليمة و متميزة قام بها و يقف وراءها رجال مخلصين بمختلف مواقع السلطة و المسئولية من قمة هرم الدولة حتى اسفله و متسلحين بالنية الصادقة ، الحس الوطني ، الوازع الديني ، و العلم .

 

ولاشك في ان الثروات الطبيعية التي تمتلكها دول الخليج قد اسهمت بتحقيق ذلك التقدم و النمو المتواصل ، ولكن عندما تنظر الى حالة دول عربية اخرى عندها ايضا نفس الموارد بكميات ضخمة و لكنها لازلت متأخرة نظرا لعدم استغلالها لثرواتها كما ينبغي لاسباب قد تكون من ضمنها الفساد والبيروقراطية و المحسوبية و اهمال الكفاءات و غيرهما .

اما المصيبة و الطامة الكبرى التي تصيبنا دوما بالحسرة و المرارة والخيبة و الاحباط هي عندما نقارن وضع بلادنا اليمن بدول الخليج و الدول العربية و عندها نتفاجئ بالفارق الشاسع و الفجوة الكبرى بيننا و بينهم في معظم المجالات .

هنا فقط سوف نعي و ندرك تماما بما لايدع مجال للشك ، اين البلد الذي انعدم او مات في مسئوليه و مواطنيه الضمير ، الحس الوطني ، الوازع الديني ، و التعليم .

وبالتالي فالسئوال الذي يفرض نفسه الان هو : الى متى سيظل هذا الحال المقرف و التعيس بذلك البلد ؟ و الجواب من منظوري الشخصي هو بان هذا الحال لن يطول اذا تم تفعيل و اعادة هندسة الاربع الخصال الحميدة (المذكورة اعلاه)  في قلوب و نفوس و اعمال كل اليمنيين ، و من ثم ياتي دور ولأة الامر و المعنيين في القيام بتطبيق الخطوات التالية :

 1-اجراء تغييرات جذرية حقيقية في اجهزة الدولة بشكل يتوافق مع دستور جديد يلبي الطموح و متجانس مع نظام الاقاليم و استقلاليتها و ليس مجرد اجراء تغييرات بسيطة يشوبها الخجل و الاستحياء

 2- اعادة هندسة عمليات المنشات العامة المالية و الخدماتية و الاقتصادية الهامة لضمان فاعليتها و تقديمها خدمات متطورة ذات جودة و سرعة عالية وليس فقط اجراء تشذيب و تنقيح فيها و بقاء الحال كما السابق .

 3- احلال الكفاءات و الموهلات في الموسسات الحكومية بدلا من اصدار التعيينات على اساس توزيع الغنائم بين المنتصرين .

 4- تطبيق نظام الحوكمة الالكترونية في الوزارات و الهيئات العامة و تقاسم المعلومات فيما بينها بسهولة و ارساء مبادئ الشفافية و العدالة و تكافؤ الفرص بين الجميع في كافة الاجراءات و المعاملات .

 5- تحسين جودة و مخرجات التعليم الاساسي و الثانوي و الجامعي و ادخال كافة الاساليب و التقنيات الحديثة عليهما ... اعتقد ان تلك اهم الخطوات العاجلة و بالطبع سوف تتبعها اجراءات و خطوات اخرى لانتشال وضع البلاد نحو الافضل و اعادة الامور الى نصابها الصحيح لهذا البلد الذي عانى الامرين في السنوات الماضية ، و اتمنى من الله العلي القدير ان يكون في عون كل الخيرين و الصادقين في مساعيهم الطيبة نحو فرض و تثبيت الامن و الاستقرار و التنمية في ربوع بلادنا الحبيبة .

 

ملاحظة :( المقصود باعادة الهندسة، هي اعادة التفكير و التصميم الجذرية للعمليات و النظم و السياسات و الهياكل و الثقافة التنظيمية لتحقيق تطوير غير مسبوق بمقاييس الاداء المنظمي .)

                     

علي طالب مهدي – شبوه