حفلات تخرج ام حفلات تمرد ؟

2016-11-01 03:54

 

كان سعيدا بتخرج ابنه ونيله شهادة التخرج بعد عناء السنيين ،  وسهر الليالي ، وكد الايام ، وعواصف الازمات التي مرت بها البلاد ومرافق التعليم ، تلقى عدت اتصالات من ابنه الذي يدعوه بالحاح دوما الى حضور حفلة التخرج التي ينظمها رفاقه الخريجين باحدى القاعات الضخمة ، لم يرد ان يخذل ابنه امام اصدقائه وقرر ترك مشاغله الجمة والتفرغ لعدة ايام والسفر بصحبة زوجته الى المكلا حيث يدرس ابنهما وقطع مسافة لا تقل عن 330 كلم بكل طيبة وسرور .

عند وصولهم .. رحب بهم أبنهم الخريج ترحيبا شديدا والفرح يغمره ، يكاد يتفجر سعادة ، ويتطاير فرحة وابتهاج ، اخبر والديه موعد الحفلة السابعة مساء وبامكانه الان ان ياخذهما في جولة سياحية في ضفاف المدينة الحبيبة الجميلة الى حين موعد الحفلة ..

في تمام الساعة السابعة مساء دخل القاعة وبرفقته زوجته وابنه الخريج اخذ موقعه الى جانب الرجال وترك زوجته تذهب الى جانب النساء وانشغل ابنهم مع باقي الشباب الخريجين بالحفل .

مضت ساعتين على قدومه .. ولكن المقام لم يطب له .. صوتا صاخب ، وحناجر لا تكف عن الصراخ ،  وايادي لا تتوقف عن الرقص ، وعويلا ونباح ، واقتضاض بالمتفريجين ، وتصوير لا يحترم خصوصيات الحاضرين ، تصرفات لا تليق بطلبة علم جامعيين حاول ان يخبر ابنه بعدم رغبته بالبقاء ولكنه لم يشاء ان يقطع فرحة ابنه ويكدر سعادة صدره وصفاء نفسه اختلق لنفسه ولزوجته ذريعة ليفك اسر نفسيهما من تلك الفوضى العارمة والاختناق المزعج وقرر مغادرة بلاط القاعة التي مازالت تعج بالفرحة والصخب والكثير من الرقصات المتنوعة ..

لحق بهم ابنهم الخريج في ساعة متاخرة من الليل وهو مرهق ومتعب ولكن الفرحة لم تغادر كيانه واستقبله والديه بالابتسامة والسرور ولم يبديا له اي انزعاج من تلك الحفلة الصاخبة .

ختاما ..

لا تكمن المشكلة في حفلات التخرج ولكن يجب ان يهتم اولئك الخريجين باسلوبهم الذي يحيون به تلك الحفلات بحيث يقدمون لاسرهم وعائلاتهم تصرفات لائقة واخلاق راقية تليق بطلبة جامعيين ويبعدوا قدر الامكان عن كل ما يخدش مشاعر الاباء والامهات ويقلل من شانهم وينزل من مستواهم بمثل تلك التصرفات التي لا يرغب الاب او الام ان يشاهدا ابنهما يمارسها بمفرده ناهيك عن ان يمارسها امامهم وهو يرتدي لباس العلم وباسم العلم والاخلاق والنجاح .

فالف الف مبروك لشبابنا الخريجين وعقبال مستقبل زاهر باذن الله وصعود نحو القمة ..

منتدى السياسة والاعلام