لا أحد يستطيع أن يعبر عما يختزله القلب والفؤاد تجاه من ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل إعلاء كلمة الحق الرباني والذود عن مكاسب وهوية الأمة العربية، فمهما تحدثنا وكتبنا عن مآثرهم الشجاعة ومروءتهم الفياضة ومواقفهم الإنسانية لن نوفيهم حقهم ..ولكننا بكل فخر واعتزاز نستطيع أن نمجد تضحياتهم ونخلد أسمائهم في ذاكرة التاريخ المعاصر كوننا أيظا نعشق التضحية في سبيل الدفاع عن مقدساتنا الدينية وهويتنا العربية الضارب تاريخها في عمق الحضارات.
كم نحن تواقون للاحتفال بيوم الشهيد الإماراتي، يوما يفخر به العرب وتتفاخر به الإنسانية جمعا، يوما تشرق به شمس العزة والشموخ من سماء العاصمة الإماراتية أبوظبي لتشع بنورها على كل الشعوب العربية من الخليج الى المحيط، يوما ينجلي به ظلام الفرس وأعوانهم جماعات القتل والإرهاب
نعم....سنحتفل وكل العرب بيوم الشهيد الإماراتي في مشارق الأرض ومغاربها بصوت وآحد وبلغة وآحدة ولسان حالنا يقول: عند الشدايد مالها إلا عيال زايد، سيحتفل الصادقون مع الله من اليمنيون في الشمال بيوم الشهيد الإماراتي اكراما لأبناء زايد الذين كانوا خير العون والسند لهم في مواجهة المد الفارسي والفكر المذهبي البغيض ، سيحتفل اليمنيون الأبطال في الجنوب وفاء لأبناء زايد الذين حرروا عاصمتهم عدن من مليشيات القتل والتدمير، سيحتفل أبناء حضرموت الشرفاء إجلالا وتقديرا لعيال زايد وصقور أبو خالد الذين أعادوا بل أنتزعوا لحضرموت كنزها الثقافي وارثها الديني السمح المسلوب من قبل الجماعات والتنظيمات الإرهابية، سيحتفل الغيورين على أمتهم في العراق والشام ومصر والسودان بيوم الشهيد الإماراتي وكلهم فخر واعتزاز بأن الإمارات ستبقى ذخرا لكل من شكى البؤس وضيم الحياة ومآسي التشرد والتهجير التي فرض عليهم من قبل تجار الحروب وصانعي الموت، وللتاريخ كل الحق أن يخبرنا عن دور الإمارات في حفظ السلام في السودان ودول شرق أفريقيا وموقفها القومي العروبي المشرف في حرب أكتوبر ضد اسرائيل ودعم السلام ورأب الصدع وإغاثة الملهوف في العراق والشام، سيحتفل كل النشاما في دول المغرب العربي بيوم الشهيد الإماراتي لكونه ذكرى عربية عظيمة قطعت به يد إيران في جزيرة العرب وتوقف به زحف الفكر المذهبي المتشدد الذي جعل من الإسلام ثوبا يغطي حقد دفين وشر لعين،
سيحتفل أبناء الخليج العربي الأغر بيوم الشهيد الإماراتي ورؤسهم تعلو قمم الجبال لأنهم أدركوا بأن عيال زايد صمام أمان لدول وشعوب الخليج الذين عقدوا العزم على ترسيخ مبادئهم المبنية على تقديس مكاسب ومنجزات دولهم والذود عن حياض أوطانهم والوقوف خلف حكامهم، سيحتفل شعب الإمارات بيوم الشهيد الإماراتي وجباهمم تعانق السماء وهامات السحب، يحتفلون وعلم وطنهم يرفرف خفاقا شامخا يحكي للعالم قصة شعب أراد أن يكون الأول في صفوف المواجهة ضد الظلم والطغيان، ضد تجار الاوطان واستعباد الإنسان، ضد الطائفية والإرهاب، سيحتفل كل شعب الإمارات صغيرا وكبيرا بيوم الشهيد الإماراتي وهو متسلحا بالعزيمة والشجاعة، والحلم والعلم، يحتفلون وهم يشكلون بأجسادهم أسماء وصور شهدائهم الأبرار، سيقف الجميع دقيقة حداد على أرواح الشهداء وفي مقدمتهم القائد الوالد وولي العهد أبو خالد وحكام وشيوخ الامارات وهم عاقدون العزم على الوقوف طوال حياتهم صفا واحدا في مواجهة كل من تسول له نفسه إلحاق الضرر بأمنهم ومقدساتهم الدينية والوطنية، سيحتفلون وهم يحيطون أمهات وأبناء وآباء الشهداء بالحب والتقدير والاحترام وهم يرددون :
شهدائنا أحياء باخلاصنا لوطننا
شهدائنا أحياء بوفائنا لولاة أمونا
بقلم/ غسان محسن العمودي.