حول حضرموت ثعابين وثعالب

2016-12-19 10:32

 

كلما يقترب موعد انعقاد مؤتمر حضرموت الجامع تتكشف وجوه لطالما تخفت وراء الستائر ، كلما استقام العود الحضرمي كلما خرجت من الجحور الثعابين لتنفث سمومها ، ذات الثعابين القاتلة التي سَلمت المُكلّا لعناصر القاعدة الإرهابية رداً على انطلاق عملية "عاصفة الحزم" ، ذاتها بأشكالها وأحقادها ومنهجها الضال ، هي ذات الأفكار الشيطانية التي بذرها حسن البنا وسيد قطب ، ذاتها التي تؤيد زرع الأفخاخ ، وتؤيد قتل الناس .. تخويفهم .. ترويعهم .. منهج واحد .. معين واحد .. يتلونون كما تتلون الحِرباء ، هدفهم اليوم أن تبقى حضرموت رهينة لباب اليمن ..

نعترف بأننا كُنا نمارس الدفع الشديد تجاه مؤتمر حضرموت الجامع لتظهر هذه الوجوه امام الناس وتتكشف ، محمد بالطيف (رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح) بكل ما في هذا الحزب من خراب ، من وبال ، من إرهاب ، يظهر بعد أن تم الضغط الكامل لتخرج هذه الأشياء من جحورها أمام الناس ، وليس أمام العيون غير الإخوان المسلمين ، هم ذاتهم الذين كفروا الناس في 1994م ، وهم ذاتهم الذين اباحوا لآل الأحمر التراب الحضرمي .. والبحر الحضرمي .. وكذلك الدم الحضرمي .

عندما يتلاقى المعارضين مع هذا التنظيم الشيطاني ، كل معارض لمؤتمر حضرموت الجامع أن يتوقف .. و ىيتساءل .. كيف اصطف مع هؤلاء ؟؟ ، الأزمة ليست في المؤتمر ، وليست في وثائقه ومعاييره ، الأزمة في أن يتوافق رأيك مع تنظيم الإخوان (المتأسلمين) ؟؟ ، هنا فقط ندرك مدى أهمية أن تدرك الأصوات التي تخالف المؤتمر أن عليها أن تتخلص من ثعابين صنعاء ، تلك الثعابين التي لم تجد في إرهاب القاعدة مشكلة فذهبت لتُشكل مجلساً أهلياً يُشرعن للعناصر التكفيرية احتلالها للساحل الحضرمي .

ومرة أخرى تعود أذناب الاشتراكية المدحورة لتتلاقح مع الثعابين ، تظهر ثعالب الإشتراكية على طاولة واحدة ، في توقيت آخر يؤكد أن حضرموت هي جوهر النزاع منذ نصف قرن مضى ، "يمننة حضرموت" وجرها لباب اليمن ، أهداف الأحزاب اليمنية كلها مؤتمرية وناصرية وإصلاحية واشتراكية واحدة ان ترتبط حضرموت بالمركز المقدس في صنعاء ، الثروة والنفوذ والسلطة تتوزع على التراب الحضرمي ليدفعها الإنسان الحضرمي اتاوات لمتنفذي باب اليمن .

بعد هذا الإنكشاف الفاضح بات من الأهمية أن يتضمن مؤتمر حضرموت الجامع بنداً في مخرجاته يعتبر تنظيم الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً لينسجم المؤتمر في ارتباطه بحلفاءه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ، فالموقف من هذه الجماعة من الأهمية بمكان ان يكون أكثر تشدداً بعد أن أغرقت الشرق الأوسط في بركة دماء الأبرياء نتيجة تطلعها للإمساك بالسلطة ، وهذا ما تبحث عنه في حضرموت بعد أن بدأت ببث سمومها نحو المؤتمر الحضرمي الجامع عبر اتباعها في وسائل التواصل الاجتماعي الذين عملوا على التشكيك في المؤتمر بعد أن سقط مشروعهم ((الاقليم الشرقي)) الذي خسر معركته الأولى بالضربة الحضرمية القاضية فالهدف الأكبر للمؤتمر هو ترتيب البيت الحضرمي بعيداً عن الثعابين وسمومها والثعالب ومكرهها .

يعرف الحضارمة أن يقفون بين الصفوف ، فالصف الذي يجمع العصبة والإصلاح والاشتراكي والمتردية والنطيحة وما أكل السبّع ذلك صف لا يريد بحضرموت خيراً ، فكما ذهب النخاسين إلى كاهن صنعاء الأعظم علي محسن الأحمر يحملون له حضرموت متجاهلين قيمتهم ووزنهم عند الكاهن الذي لم يراهم غير صِغاراً ونراهم اليوم صِغاراً إذ يجتمعون ضد أن يمضي المؤتمر الحضرمي الجامع بغير قناعات الكاهن العجوز .

حضرموت ستمضي نحو خلاصها ، وستقود مسيرة وطنية نحو تحرير الإنسان عبر استعادة المدرسة الوسطية المعتدلة ، فالمناهج التي أفسدت المجتمع الحضرمي التي حملها جماعة الكاهن والأفكار المنحرفة حان لها أن تحترق على حدود حضرموت ، ومازالت تلك الصدور الحضرمية مفتوحة لكل حضرمي فالمؤتمر هو خطوة أولى لها ما بعدها .