تلفتي يا عدن صوب بحارك الممتدة فقد غادرها القراصنة

2016-12-31 10:50
تلفتي يا عدن صوب بحارك الممتدة فقد غادرها القراصنة
شبوه برس - خاص - برانتفورد كندا

 

كل عام وعدن بخير

تلفتي يا عدن صوب بحارك الممتدة فقد غادرها القراصنة، وتلفتي صوب شوارعك وأحيائك المؤنسة فلقد خلت من العسس والقناصة ولصوص الليل وقبائل هولاكو .اليوم تطوي عدن يومها الاخير من عام البهاء 2016م وهي شامخة بقامتها تلامس النجوم.

كانت عدن قبل أعوام خلت تعيش غبنها وحزنها وترزح تحت قيود ذلها وتلعق جراحاتها ودمها المسفوح . كانت تعيش من حصار الى حصار ومن مأتم إلى مأتم ، وكنا أحبتها وأهلها تحت هذا الظلم المطبق . كانت فوهات البنادق مصوبة نحو صدورنا وأعلامنا الوطنية تمزق وتحرق وتكسر سارياتها. كنا نجهز لمسسيراتنا ومظاهراتنا النعوش والاضمدة ونكتب الوصايا، فنحن الهدف واصابع الغدر تلامس زناد بنادقها المصوبة علينا ، كنا تحت الرصد وعدسة المجهر تراقب حركاتنا وتنقلاتنا وتجمعاتنا ومعتصماتنا وحشودنا ومكالماتنا ورسائلنا.

 

كانت شوارع عدن يومها تضج بالمنجزرات والمدرعات وكانت الاطقم تلاحق الأحرار وتروعهم وتسفح دمائهم الطاهرة في كل ركن وشارع وساحة. كانت السجون تبنى لنا وتتوسع وكانت زنازينها تفوح منها رائحة الدماء المتخثرة ، وكانت الخنادق تحفر ليلا نهارا تحت بيوتنا ومساجدنا ومدارسنا، والأعين ترصدنا والآذان تصيخ الأسماع لحديثنا وهمسنا وبوحنا .

 

إذا عدنا بذاكرتنا الى ما أحيق بالوطن قبل سنوات قريبة لباركنا لأنفسنا هذا النصر المبين . كان الوطن ومن عدن الىال ضالع الى أبين إلى لحج وشبوة وحضرموت بين فكي الموت. كانت عدن تقصفها الطائرات وتحرق شوارعها وتحاصر أحيائها الدبابات والطقوم ، وكانت -أبين- مدينة أشباح وكانت -لحج- تعج بالقتلة وكانت -شبوة- تلعق جراحاتها وكانت -الضالع- تدكها المدافع المصوبة نحو نحور اهلها وبيوتها وخيام عزائها وكانت حضرموت محافظة السلام مرابض قوات هولاكو وأشباحه .

 

لقد حشد -هولاكو- لارضنا مأة الف قاتل، وسخر لهم كل المال والعتاد والطوابير الخامسة والسادسة وذلك بغية إذلالنا وإخضاعنا وترويعنا وسحقنا. وحاولوا ان يتشبثوا بظلمهم فسقطت الاشباح من شجرة الوطن كأوراق الخريف، وبقيت سنديانة الوطن كسدرة المنتهى.

 

اليوم نطوي هذه العام وعيوننا صوب الوطن الذي سنحميه ونسكنه قرارات أفئدتنا ونظله برموش أعيننا ونخاف عليه من رذاذ القول ومن نزغات الشياطين.

الحمد لله نقولها ونعيدها ونرددها ،الحمد لله لقد أستعدنا وطننا الجميل وسنحميه ونبنيه ونشمخ به ويشمخ بنا، ولن نقصي احد من هذا الوطن الجميل ، فقلبه مشرع كبحاره المفتوحة، يرحب بكل حبيب وكل قريب وبكل معذب سكنه الخوف وشرده الظلم .

وكل عام وانتَ بخير يا وطني.

 

*- فاروق المفلحي – برانتفورد كندا