تحية إجلال واحترام للمناضل القدير أحمد سالم عبيد..
المناضل الجسور اللواء أحمد سالم عبيد الراقد على سرير المستوصف الكوبي بالمنصورة، نتيجة أصابة تعرضه لها.. وهذا الرجل المقدام الذي صال وجال في ميادين العمل العسكري منذ ستينيات القرن الماضي فكان أحد مؤسسي الجيش الجنوبي ومن أبرز الكفاءات العسكرية التي احترفت مهنة الضبط والربط العسكري، فشاء له الله الحياة عبر كل المنعطفات الخطيرة والأحداث المأساوية.. كان قائدا جسورا عرف بأخلاقيات التواضع والنزاهة والشجاعة والوفاء لوطنه وشعبه الجنوبي..
نعم أنه رجل المهمات الصعبة والضابط المحنك الذي لم يطمئن منه زعيم عصابة المكر والخداع الافندم المخلوع علي عفاش، على الرغم أن أحمد سالم عبيد كان منفيا ولاجئا سياسيا في قاهرة مصر العروبة بعد جريمة حرب احتلال محافظات الجنوب 1994، وفي عام 2006 أمر المجرم الحقير علي عفاش كلابه المسعورة في جهاز الأمن القومي باختطاف المناضل الجنوبي بطريقة غير مشروعة ومنتهكة للسيادة المصرية وللمعاهدات الدولية والقانون الدولي.. ولكن لم يفلح المجرم عفاش من تصفية البطل أحمد سالم عبيد كما كان يخطط لذلك، بسبب الاحتجاجات الشعبية والسياسية الجنوبية حين ذاك، التي طالبت الهيئات والمنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية، على سرعة التدخل والضغط السياسي على نظام الاحتلال اليمني بالكشف عن مصير المختطف اللواء أحمد سالم عبيد.
وبالفعل أضطر المخلوع على الاستسلام والاذعان للضغط الشعبي الجنوبي وللتدخل الإنساني والسياسي الدولي، بأطلاق سراح مناضلنا الجسور دونما يحقق مأربه العدوانية والانتقامية التي اوهمته نوازعه الشيطانية، أن بإمكانه اختطاف وتصفية هامة عسكرية ورجل يحظى بمكانة مرموقة في المجال العسكري على المستوى الإقليمي والدولي..
فتحية وتقدير واحترام لهذا الرجل التاريخ وهو يعاني من تراكمات العمر واثقال السنين، فقد بلغ به العمر عتيا اكثر من 80 عاما وصار كما هو حال الأبطال أمثاله يصارع أمراض العصر من الضغط والسكر، وقبل أيام تعرض لغيبوبة مفاجئة سقط على أثرها بمنزله، فأصيب بكسر في مفصل الورك، وبرغم شدة الألم الذي كان يعانيه، لكنه من خلال حديثي معه كان يحمل هموم وطنه الجنوبي في خلجات روحه وثنايا ضميره وتفكيره المتقد حماسا ثوريا ومشبعا بالأمل واليقين على حتمية انتصار قضية شعب الجنوب العادلة وتحقيق أهدافها السياسية المشروعة..
وفي سياق حديثنا المتبادل حول أهمية وضرورة استحقاقه للعلاج في الداخل او في الخارج، فقد عبر مناضلنا الكبير أحمد سالم عبيد عن ارتياحه وشكره لموقف المناضل اللواء عيدروس الزبيدي محافظ العاصمة عدن؛ الذي قام بزيارته وابدا له استعداد السلطة المحلية بمحافظة عدن عن تكفلها بنفقات علاجه بحسب ما يقره الأطباء ..
ويطيب لي بمناسبة العام الجديد 20177م أن ادعو الله العلي القدير أن يعجل بشفاء المناضل احمد سالم عبيد وأن يكرمه بموفور الصحة والسعادة، والذي بدوره تضرع إلى الله بأن يجعل العام الجديد عام سلام وأمن واستقرار لشعبنا الجنوبي وأن يوفق مناضليه وقياداته السياسية والمقاومة الجنوبية في توحيد الصفوف وتمتين روابط العلاقات الحميمة والحرص على بناء وتأسيس دولة الجنوب المستقلة وذلك باستعادة مؤسساتها المدنية ودمج الوحدات القتالية للمقاومة الجنوبية في جيش وطني جنوبي يكون ولائه أولا لله وثانيا وأخيرا لوحدة الأرض والإنسان الجنوبي..
وقد أوصاني بان ابلغ مناضلي شعبنا بمختلف فئاته وشرائحه المجتمعية والسياسية على أن يبذلوا كلا في مجال عمله الجهود المخلصة لمواجهة المخططات العدوانية لبقايا نظام الاحتلال اليمني، ومن اهمها وأكثرها خطورة (كما قال) ظاهرة التشكيلات العسكرية المناطقية التي يحاول بعض المندسين والموالين لنظام عفاش وحزب الإصلاح من تشكيلها، وذلك بحسب الانتماءات المناطقية مع الأسف ؟؟؟ وليس بحسب الهدف الوطني الجنوبي؛ الذي من أجله وفي سبيله سقطت قوافل من شهداء الجنوب الأبرار وسالت أنهار من تضحيات الجرحى الأبطال..
وبدوري أضع هذه الوصية الهامة والنصيحة العظيمة من رجل اختبرته الحياة النضالية، وامتحنته مراحل العمل السياسي والعسكري، امام القيادات السياسية والعسكرية والمدنية، التي تقع عليها اليوم مسؤولية تنفيذ هذه الوصية.. هذا: والله ولي امرنا وهادينا إلى ما فيه الخير والسلام وإلى تعميق روح المودة والتسامح الجنوبي المنشود...
*- حسين العاقل
** - معلومات "شبوه برس" حول اعتقال المناضل أحمد سالم عبيد تم على أيدي مباحث أمن الدولة المصرية بطلب من المخلوع عفاش للرئيس حسني مبارك مقابل تسليم مصر ثلاثة من أخطر عناصر الارهاب المطلوبيين للأمن المصري جرى الطلب خلال مكالمة هاتفية بين المخلوعين وتم تسليم عبيد لليمن خلال ساعات الليلة التي أجريت فيها المكالمة بعد نقله على متن طائرة خاصة نقلته مباشرة الى صنعاء .