حكاية اغنية "بي مثل بابك ياقمرية الوادي"
كلمات الشاعر احمد شوقي (1868-1932)
الحان وغناء كوكب حضرموت الساري محمد جمعه خان
في اواخر الخمسينات من القرن الماضي تلقى الفنان محمد جمعة خان دعوة من قبل اسرة آل بامطرف بالقطن.لاحياء حفل عرس ولديهما عوض وعبد القادر وقد قبل خان الدعوة..وبعد ايام تحرك الفنان خان وتخته الموسيقي على متن سيارة آل بامطرف الخاصة المرسله له من القطن لنقله الى هناك..وآل بامطرف من الاسر الثرية سكنت القطن وتمددت في المدن التجاريه الاخرى مثل المكلا والشحر وعدن وجده وغيرها من المدن لدواعي العمل التجاري
اختار خان من ضمن اغاني هذه السهرة اغنيتين حديثتين(1) اغنية بي مثل مابك ياقمري الوادي وقد اختارها له الفنان والموسيقار طارق عبد الحكيم من ديوان شوقي ايام زيارته للسعودية والتقاؤه بالفنان السعودي طارق هناك واوحى له بلحنها من اللون الحجازي وايقاعها اشبه بالبرعة اليافعيه.. وتقول كلماتها
بي مثل مابك ياقمرية الوادي
ناديت ليلى فقومي في الدجى نادي
وارسلي الشجو اسجاعاً مفصلةً
اورددي من وراء الايك انشادي
لاتكتمي الوجد فالجرحان من شجن
ولا الصبابة فالدمعان من وادي
تذكري هل تلاقينا على ظمأ
وكيف بل الصدى ذو الغلة الصادي
وانت في مجلس الريحان لاهية
ماسرت من سامر الا الى نادي
تذكري قبلةً في الشعر حائرة
اضلها فمشت في فرقك الهادي
وقبلة فوق خد ناعس عطر
ابهى من الورد في ظل الندى الغادي
تذكري منظر الوادي ومجلسنا
على الغدير كعصفورين في وادي
والغصن يحنو علينا رقة وجوى
والماء في قدمينا رائح غادي
تذكري نغمات ههنا وهنا
من لحن شادية في الدوح اوشادي
تذكري موعد جاد الزمان به
هل طرت شوقاً وهل سابقت ميعادي
ونلت مانلت من سؤل ومن امل
ورحت لم احصي افراحي واعيادي
قال هذه القصيدة شوقي في احدى فاتنات القصر الملكي بمصر وقد اصبغها بالصور الجميله بعاطفة جياشه حتى صارت للسامع اوالقارى كتحفه منظوره من احلى التحف نقشها بالرياحين والسواقي والعصافير والكادي والقبلات الحائرة وغيرها من مفردات لغة الشعر وسحره وبيانه
وقد شدا بها الفنان خان بعد ان اشبع مقدمتها بتقاسيم نادرة من فنان نادر ليبهر الحاضرين بقدراته الخاصه ومهاراته بالعزف على العود وتسلطن الفنان وتسلطن الحاضرون نشوى بكاسات الغناء.
والاغنية الثانية من كلمات الشاعر الكبير عوض بن السبيتي ولحنها تراثي من الحان الهبيش،،الغية،، ادخل عليه خان تقنياته الهندسية لينقله من شرح الهبيش الى الطرب وتقول كلماتها
يا رعى الله ليالي وايام مرت ولاشي حكومة
والحكم يمشي على الراضي وعا المغصوب
حطيط الذبالي لي شل عقلي وغلط قسومه
ورجعت من غير حس ياذا العذب مسلوب
بعير الكلالي في العلب مرصون قد دخلت نجومه
وانت قبض بالفدامه شل الجمل شهلوب...الخ
*- محمد معدان - باحث فني - المكلا